باب العامود:أجمل أبواب القدس و موقع للمقاومة و مساعي لتهويده

الصورة
باب العامود - القدس المحتلة
باب العامود - القدس المحتلة
آخر تحديث

 باب العامود أهم أبواب القدس الرئيسة، و أكثرها شهرة و أجمل أبواب البلدة القديمة  كما أنه أكبر أبوابها.

 فما هي القصة التاريخية لباب العامود ؟

يرجع تاريخ باب العامود إلى القرن الأول الميلادي وذلك في عصر هيرود أغريبا الذي تولى سنة 37م(وهو حفيد هيرود الكبير). والذي ينسب إليه  مؤرخون أنه أقام سورا جديدا بالجهة الشمالية للقدس، وأدمج الطرف الجنوبي للتل الغربي في المدينة، فاتسعت كثيرا عما كانت عليه في عهد جده هيرود، وكان مخصصا للمشاة و بالقرب منه مقبرة و ذلك في القرن الأول الميلادي.

بعد التدمير الذي قام به تيطس لمدينة القدس وذلك خلال إخماد ثورة داخلية ضد الحكم الروماني  سنة 70م فهدم ما تبقى من المدينة وبنى مكانها مدينه سماها( ايلياء كابتولينا )في فترة حكم الامبراطور الروماني هادريان (117-138م) وبنى ثلاث بوابات متجاورة أوسطها كان نواة لباب العمود الحالي ، و أولها و ثالثها أبوابا للمشاة و لم يتبق منها سوى الباب الروماني الشرقي .

باب العامود سنة 1900 ميلادية

 

 

 

 

يقع باب العمود غرب الباب الحديد و شرق باب الساهرة، يمر الداخل من الباب إلى مفترق طرق؛  أحدها إلى سوق باب خان الزيت، وثانيها إلى طريق الواد فالمسجد الأقصى، وثالثها إلى حارة السعدية و حارة باب حطه.

لقد أعاد السلطان العثماني سليمان القانوني بناءه عام 944هـ - 1538م فوق الباب الروماني القديم حيث يبدو  عقدة في نهاية الخندق الذي يعبره الناس على قنطرة تمر فوقه .

 عثر على باب العمود القديم و موقعه تحت الباب الحالي و لكنه أصغر بكثير من باب العمود الحالي العثماني و أقل فخامة.

و صفه الدكتور رائف نجم في كتابه (كنوز القدس) : «بين عقده و المدخل هناك نقش تذكاري يبين تاريخ ميلاد واسم السلطان وألقابه وسنة تجديد البناء، يغطي فتحة المدخل مصراعان من الخشب المصفح بالنحاس كباقي أبواب القدس، وهذا المدخل يؤدي إلى دركان يغطيها قبو مروحي، وهي تؤدي إلى ممر ينعطف جهة اليسار ثم ينعطف جهة اليمين، وهو مغطى بقبو متقاطع يؤدي إلى داخل السور». ومنقوش على الباب «لا إله إلا الله محمد رسول الله». وعلى العموم فإن باب العمود يتكون من قوس ضخمة ترتكز على دعامتين من الحجارة المنحوتة.

الصورة

 

من يشاهد باب العمود يرى أنه بني ليكون قلعة أمنية. فهو شاهق الإرتفاع تعلوه قوس نصف مستديرة و فتحات أو ثقوب ذات طابع امني مدببه فوقها أبراج مزركشة .

عرض مدخل الباب قرابة أربعة أمتار و نصف، منقوش على الباب : " لا إله إلا الله محمد رسول الله".

 تم بناء الجسر الذي يربط الباب مع خارج المدينة سنة 1966- 1967 حتى يمشي عليه علماء الآثار البريطانيون المنقبون عن الآثار في القدس.

 لباب العامود أسماء عدة 

لهذا الباب التاريخي و العريق أسماء كثيرة متعددة الأسباب ولا غرابة في ذلك، فلقدم الزمن و تتعدد الأعراق التى سكنت المنطقة أثر في ذلك والأسماء هي:

 باب دمشق / لأنه كان باب الدخول والخروج للقوافل المتجه إلى مدينة دمشق وهو متجه نحو تلك المدينة . . وكانت ثمة طريق تربط القدس بدمشق.

  باب النصر أو طريق الانتصار / فقد كان يستعمل لدخول الفاتحين للقدس و محتليها.

   باب نابلس/ وهي تسمية أهل نابلس له و كذلك أهل الخليل ، لأنه متجه نحو مدينة نابلس.

سبب  تسميته بباب العامود

لطالما أطلق الفلسطينيون عليه و خلال قرون باب العامود و للسبب قصة تاريخية و ذلك أن الإمبراطور الروماني هيدريانوس كان قد بنى مدينة القدس بعد هدمها من قبل تيطس  فحظر هيدريانوس، الذي بنى مدينته الجديدة بمناسبة مرور 21 عاما لاعتلائه سدة الحكم، على اليهود ليس فقط الدخول إلى المدينة، بل حتى النظر إليها من بعيد.

 فوضع  عمودا من الغرانيت الأسود على مدخل الباب الرئيسي للمدينه ارتفاعه أربعة عشر مترا و وضع فوقه تمثالا له  كما نقش عليه المسافات بين القدس و المدن الأخرى أي جعله معلم لتحديد المسافات.

ولا يعرف ماذا كان يطلق الرومان على هذا الباب، ولكن الذاكرة الجمعية الفلسطينية سمته (باب العامود)،

ولم تتغير تلك التسمية رغم كل الظروف التي مرت على بيت المقدس من أحداث و حروب و غيرها .

موقف سلطات الاحتلال من باب العامود:

إن المنطقة التي يتواجد هذا الباب تعتبر من المناطق المهمة في القدس حيث تجلس في تلك المنطقة الفلاحات الفلسطينيات لبيع منتجاتهن من الخضر و الفواكه ولكن قوات الاحتلال  لهن بالمرصاد حيث يتم منعهن من ذلك .

وخارج باب العمود تنتشر  شرطة  الاحتلال  و تقوم بحملات تفتيش و مطاردة للشبان الفلسطينيين.

وتسعى سلطات الاحتلال إلى مضايقة التجار الفلسطينيين في منطقة باب العمود و الذي يعتبر شريان الحياة للمدينة . وكل هذه الأعمال الغرض منها تهويد تلك البوابة  المهمة .

وكانت بلدية الاحتلال أشعرت تجار القدس القديمة نيتها إغلاق المنطقة الممتدة من باب العمود وحتى شارع الواد وصولا إلى حائط البراق بالقرب من سوق السلسلة، وزعمت أنها ستجري أعمالاً في البنى التحتية للمنطقة، فيما يؤكد الفلسطينيون  بأن الهدف من الأعمال هو شق المزيد من الأنفاق واختتام الحفريات التي كانت بدأتها منذ سنوات تحت البلدة القديمة بربطها يبعضها البعض و فتح الأنفاق لتكون بمثابة شوارع و طرقات من منطقة مغارة سليمان القريبة من بوابة العمود وحتى حائط و باحة البراق.

و كشفت مؤسسة الأقصى للوقف و التراث في السابع عشر من شباط/فبراير 2010 النقاب عن شروع سلطات الاحتلال و أذرعها التنفيذية بأعمال حفريات واسعة ومتنوعة تحت أسوار القدس القديمة بين بابي العامود و الساهرة وسط السور الشمالي للبلدة القديمة.

أصبح باب العامود رمزاً للسياسات الإسرائيلية بالمدينة، بدءاً من القمع و الاغتيال، مروراً بمحاولات تهويده، و التضييق على ساكنيه

 كما حدث تطور نوعي  في الهجمة العسكرية في منطقة باب العمود مؤخرا، إذ تمنع شرطة الاحتلال المقدسيين بشكل عام والشبان بشكل خاص من الجلوس على مدرجاته، ومعاقبة من يفعل ذلك بالمخالفات التعسفية أو الاعتقال  في محاولة للتقليل من أهميته وتفريغ البلدة القديمة".

و يقيم عناصر الشرطة الإسرائيلية 3 نقاط تفتيش في الطريق المؤدية إلى الباب يتم فيها إيقاف الشبان الفلسطينيين والتدقيق في هوياتهم وإخضاعهم لعمليات تفتيش جسدي مهينة.

كما اقتلعت الشرطة الإسرائيلية الأشجار من محيطه و نصبت عشرات كاميرات المراقبة على أعمدة الكهرباء المطلة عليه وحوله.

ومع كل حادث يقع في المدينة، تلجأ الشرطة الإسرائيلية في كثير من الأحيان إلى إغلاق باب العمود أمام حركة المواطنين الفلسطينيين من البلدة القديمة وإليها كوسيلة عقاب جماعي.

 وفي عام 2019  قال رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو: "لقد تجمّع بعض القتلة حول هذا المكان، وهم يرتكبون عملياتهم مرة تلو الأُخرى. لقد أصبح هذا المكان رمزاً للإرهاب." وأضاف: "لهذا السبب طالبت بإعداد خطة وإجراء تغييرات، وقد أعدت الشرطة خطة بهدف تعزيز الأمن وتقليص حرية تصرف المهاجمين المحتملين، وأنا صادقت على تلك الخطة التي ستدخل حيّز التنفيذ في وقت قريب جداً."

وبعد تصريحات نتنياهو عمدت الشرطة إلى إقامة 3 نقاط تفتيش في باب العمود، وتثبيت عشرات كاميرات المراقبة في المنطقة.

خلال العامَين الماضيين بات الفلسطينيون يطلقون على ساحة باب العمود لقب "ساحة الشهداء" نظراً إلى سقوط العديد من الشهداء في المنطقة برصاص الشرطة الإسرائيلية بحجة تنفيذ أو محاولة تنفيذ عمليات طعن.

باب العامود ساحة شهداء

وتشير تقديرات فلسطينية إلى أن 20 فلسطينياً استشهدوا برصاص الشرطة الإسرائيلية في ساحة باب العمود خلال العامَين الماضيين. وبالإجمال يمكن القول إن ردة الفعل الإسرائيلية كانت غير مبررة على الإطلاق ، إذ تم إطلاق كثير من الرصاص، و في العديد من الأحيان مُنعت طواقم الإسعاف من تقديم الإسعافات للجرحى." 

ومع أن الشرطة الإسرائيلية قامت بتثبيت كاميرات مراقبة في كل زاوية من زوايا باب العمود، إلاّ إنها ترفض إبراز شرائط هذه الكاميرات لإثبات رواياتها عن محاولات طعن، ولم تُبرز إلاّ حالتين فقط عن حادثَي طعن يظهر فيهما فلسطينيان وهما يحاولان تنفيذ عمليات طعن.

الشهيد الأردني سعيد عمرو والذي قتل عام 2016 برصاص الاحتلال عند باب العامود 

 

الهدف السيطرة على البلدة القديمة

ويرى الفلسطينيون، أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف من وراء إجراءاته في باب العمود إلى السيطرة الكاملة على البلدة القديمة باعتباره المدخل الأساسي للبلدة. وخفض عدد المارّين عبر الباب إلى البلدة القديمة، وبالتالي التأثير سلباً فيما هو موجود خلف الباب، وهي الأماكن الدينية الإسلامية و المسيحية والمحال التجارية و السكان، وبالتالي هي محاولة للضغط بالإمكانات كلها من أجل تفريغ البلدة القديمة من سكانها الأصليين لمصلحة المستوطنين الإسرائيليين الذي يسعون للاستيلاء على مزيد من المنازل العربية في البلدة، وتحديداً طريق الواد."

وتشير البيانات إلى ان الإجراءات الإسرائيلية أثرت سلباً في الحركة التجارية في البلدة القديمة  بحيث أن نحو 250 ـ 260 محلاً تجارياً أغلقت أبوابها في البلدة القديمة، وهو ما يمثل نحو 25% من عدد المحال التجارية التي تصل إلى قرابة 1100 محل، وتحديداً في باب السلسلة وسوق الدباغة و الواد وسوق الخواجات و سوق القطانين و سوق اللحامين و غيرها من الأسواق التي كانت قبل أعوام تعجّ بالمواطنين من القدس وأنحاء الضفة الغربية."

كما أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تعمد الى التضييّق على الفلسطينيين من أجل الحدّ من حركتهم في اتجاه البلدة القديمة، بملاحقة التجار من خلال الضرائب.

 

 

 

 

00:00:00