بدأ المستوطنون منذ ساعات الصباح اليوم الأربعاء، اقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك، احتفالا بالذكرى السابعة والخمسين باحتلال الشطر الشرقي من
بعد الشيخ جراح وبطن الهوى..حي البستان تحت خطر الهدم والتهجير
يتعرض حي البستان ببلدة سلوان في القدس المحتلة لخطر هدم منازله وتهجير أهله على غرار حي الشيخ جراح وحي بطن الهوى.
وسلمت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة صباح اليوم (الإثنين) عددًا من أصحاب المنازل في حي البستان استدعاءات للتحقيق والإدلاء بإفاداتهم قبل تقديم لائحة الاتهام المتعلقة بترخيص منازلهم تمهيدا لهدمها أو حرمانهم من حق استخدامها.
حي البستان وقف إسلامي قديم
وأكد عضو لجنة الدفاع عن أراضي سلوان الناشط فخري أبو دياب، في تصريحات صحفية أن الاحتلال يطمع بحي البستان الذي يبلغ مساحته 70 دونمًا ويحوي على 1550 نسمة، موضحا أنه وقف إسلامي منذ زمن الخليفة عثمان.
وأشار أبو دياب إلى أن أهمية الحي تكمن في أنه يبعد عن السور الجنوبي للأقصى ما يقارب 300 متر، وأن الاحتلال في سعي دائم لطرد الناس من الأحياء الملاصقة للمسجد وإبعادهم عنه للسيطرة على الأرض وإنشاء حديقة الملك داود، لافتاً إلى أن سلطات الاحتلال تعد الحي إرثًا حضاريًّا للشعب اليهودي.
وبيّن أبو دياب أن هناك مائة منزل مهددة بالإخلاء بادّعاء أنها بنيت من دون ترخيص، رغم أن كثيرا منها بُني قبل احتلال القدس، وهي ليست بحاجة لتراخيص، مشددًا على أن عمر المنازل أكبر من عمر الاحتلال.
وقال أبو دياب: "الاحتلال يحاول تغليف الهجمة بالقانون، والحقيقة أنها هجمة سياسية أيديولوجية تهدف لطرد المقدسيين من حول الأقصى وكسر شوكتهم، وإضعاف قوتهم، ضمن سياسة التطهير العرقي وخلق وقائع جديدة وإيجاد خلل ديموغرافي لصالح المستوطنين".
وتعتزم حكومة الاحتلال في الفترة المقبلة، ارتكاب مجزرة هدم بحق عشرات المنازل في حي البستان الملاصق للمسجد الأقصى.
وتسعى بلدية الاحتلال منذ سنوات لهدم مئات الوحدات السكنية في حي البستان، لتحويله إلى "حديقة توراتية" لصالح مشاريع ومخططات تهويدية، ولكن المخطط أجّل مرات عديدة بسبب الضغط الشعبي والجماهيري، وكذلك الحراك القانوني.
وتعكس حكاية الشّيخ جرّاح وحي البستان وسلوان وبطن الهوى، وتعامل سلطات الاحتلال معها، طبيعة النظام القضائي الإسرائيلي، الذي يتغاضى عن حقيقة أن الوثائق التي تقدمها الجمعيات الاستيطانية مشكوك في أمرها ومزورة، وتحاول استجلاب التعاطف للاستيلاء على بيوت المقدسيين، بينما يمنع اللاجئون الفلسطينيون من العودة إلى بيوتهم في يافا وحيفا وغيرها من فلسطين المحتلة.
33 ألف قرار هدم
ويواجه المقدسيون اليوم ما يقارب 33 ألف قرار هدم، في مقابل بناء مئات آلاف الوحدات السكنية والاستيطانية لليهود المستوطنين، كما يهجر حوالي نصف سكان مدينة القدس إلى خارجها عن طريق منعهم من استصدار رخص بناء، وهدم ومصادرة منازلهم وأراضيهم.