كشفت مصادر مطلعة عن ضغوط مارستها جهات مصرية عليا على شيخ الأزهر الشريف، أحمد الطيب، بهدف سحب بيان الأزهر الذي أصدره حول المجاعة في قطاع غزة
تأثير التجويع والتعطيش في قطاع غزة: جريمة حرب يرتكبها الاحتلال تهدد حياة الأجيال

كشف الخبير في التغذية بمنظمة الصحة العالمية وأستاذ التغذية والحميات في الجامعة الأردنية حيدر الدومي خلال حديثه لـ حسنى اليوم الأربعاء عن الأوضاع الصحية والإنسانية المأساوية التي يعيشها سكان قطاع غزة نتيجة التجويع والتعطيش الإسرائيلي المتعمد، في جريمة حرب تهدد حياة الأجيال القادمة.
التجويع والتعطيش قتل بطيء يطال الجميع
أكد الدكتور الدومي أن التجويع والتعطيش يمثلان قتلا بطيئا للإنسان، موضحا أنه لا توجد حياة دون طعام وسعرات حرارية، ولا يمكن للإنسان العيش دون غذاء وماء، كما أشار إلى أن هذا الحرمان لا يقتصر على البالغين فقط، بل هو أكثر خطورة على الأطفال والأجنة خلال فترة الحمل، حيث يمثل قتلا مباشرا بسبب التأثير المباشر على صحة الأم والجنين.
تأثير سوء التغذية على الأطفال حديثي الولادة
وتحدث الدومي لـ حسنى عن حلقة القتل التي يعيشها الأطفال حديثو الولادة في غزة بسبب نقص الرضاعة الطبيعية والحرمان من الغذاء الكافي، مشيرا إلى أن أول 6 أشهر من حياة الطفل هي المرحلة الأسرع نموا، حيث يتضاعف الطفل وزنه 3 مرات تقريبا، ويحتاج خلالها إلى رضاعة طبيعية حصرية.
وأوضح أن سوء التغذية يضر الجهاز الهضمي والمناعي بشكل كبير، إذ إن 80% من الجهاز المناعي مرتبط بنمو الجهاز الهضمي، مما يجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والالتهابات، مع ارتفاع معدلات الوفيات.
تدهور النمو وفشل الأعضاء الحيوية
أشار الدومي إلى أن الأطفال المصابين بسوء التغذية بسبب التجويع الإسرائيلي يفقدون الكتلة الشحمية والعضلية الضرورية للنمو، ويبدأ الجسم باستهلاك العضلات والشحم لإنتاج الطاقة، ما يؤدي إلى فشل الأعضاء الحيوية والموت في نهاية المطاف.
آثار التجويع على الشباب والفتيات
وأكد الدومي أن تأثير الأزمة لم يقتصر على الطفولة فقط، بل يمتد إلى مرحلة البلوغ، حيث يؤدي سوء التغذية إلى قصور في نمو الأجهزة الحيوية، خصوصا لدى الفتيات اللاتي يتأثر جهاز التكاثر لديهن بشكل مباشر، مما يهدد قدرتهن على الإنجاب في المستقبل.
إبادة جماعية سياسية ومنهجية
ووصف أستاذ التغذية ما يحدث في غزة بأنه إبادة جماعية، بل وأشد منها "مسح تام"، مؤكدا أن هذه السياسات ممنهجة ومدروسة لإبادة السكان عبر التجويع والتعطيش، مشيرا إلى أن نقص الإحصاءات الدقيقة يرجع إلى منع الاحتلال الإسرائيلي دخول المؤسسات الدولية والإعلاميين، مما يحجب حجم الكارثة الحقيقية عن المجتمع الدولي، مرجحا أن تصل نسبة وفيات الأجنة والرضع في القطاع إلى 90%.
الحاجة الملحة لتوفير تغذية مركزة
وشدد الدومي على أهمية توفير أطعمة مركزة ذات سعرات حرارية عالية، مع وجبات صغيرة الحجم وغنية بالطاقة مخصصة للأطفال والنساء الحوامل، لتقليل معدلات الوفيات ومنع المزيد من التشوهات الصحية، مشيرا إلى أن إعادة تأهيل المصابين يحتاج إلى فترة لا تقل عن 3 أشهر من التغذية العلاجية المكثفة.
الدور السياسي للمنظمات الدولية وتأثيره السلبي
انتقد الدكتور الدومي تعامل المنظمات الدولية مع الأزمة، مبينا أن عملها سياسي أكثر منه إنساني، مما يعيق كشف الكارثة الحقيقية ويحد من تأثير تحذيراتها وتقاريرها، موجها نداء عاجلا لرفع الحصار والتعطيش الذي ينتهجه الاحتلال الإسرائيلي بحق الغزيين فورا، وتقديم الدعم الغذائي والطبي العاجل لسكان غزة، محذرا من أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى موت بطيء ودمار شامل للمجتمع الفلسطيني.
اقرأ المزيد.. هكذا يسكت أهل القطاع جوع أطفالهم