كشف الخبير في التغذية بمنظمة الصحة العالمية وأستاذ التغذية والحميات في الجامعة الأردنية حيدر الدومي خلال حديثه لـ حسنى اليوم الأربعاء عن
الأزهر الشريف يصدر أجرأ بياناته عن غزة.. وضغوطات أفضت إلى حذفه

كشفت مصادر مطلعة عن ضغوط مارستها جهات مصرية عليا على شيخ الأزهر الشريف، أحمد الطيب، بهدف سحب بيان الأزهر الذي أصدره حول المجاعة في قطاع غزة وجرائم الاحتلال الإسرائيلي، وصف بأنه لا ينسجم مع النهج الدبلوماسي الذي تتبعه القاهرة في الوقت الراهن.
وقد أثار سحب البيان –رغم نشره على منصات إعلامية واسعة– جدلا واسعا وتفاعلا كبيرا، في ظل الصيغة القوية التي تضمنها، والموقف الحازم الذي عبر عنه تجاه ما يجري في القطاع المحاصر.
ضغوط مباشرة على شيخ الأزهر لسحب بيان الأزهر
أكدت المصادر أن بيان الأزهر تم نشره عبر وسائل إعلام مصرية، من ضمنها منصات تتبع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، المرتبطة بجهاز المخابرات العامة، قبل أن يصدر توجيه عاجل من مؤسسة الأزهر بسحب البيان بحجة أنه "قيد التعديل وسيعاد نشره"، وهو ما لم يحدث لاحقا.
ووفقا للمصادر، فإن قرار السحب جاء استجابة لطلب رسمي مباشر من جهات عليا في الدولة، أبلغت شيخ الأزهر أن البيان قد يحدث ضررا على المسار الدبلوماسي المصري المتعلق بجهود التهدئة بين حماس و"إسرائيل".
اتصال مباشر بالطيب وتفاهم على الحذف
بحسب ما توفر من معلومات، جرى تواصل مباشر مع شيخ الأزهر لطلب سحب البيان؛ بسبب نبرة الخطاب التي وصفت بأنها "قوية وحادة"، ما قد يحرج الموقف المصري دبلوماسيا، لا سيما في ظل الدور الذي تسعى القاهرة للعبه كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار. ويعد هذا البيان من أشد البيانات التي صدرت عن الأزهر منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، ما يفسر الحساسية الرسمية تجاه نشره.
نص بيان الأزهر المحذوف: صرخة في وجه الإبادة
رغم حذف بيان الأزهر من المواقع الرسمية، فقد تم تداوله على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، وجاء فيه:
"يطلق الأزهر الشريف صرخته الحزينة ونداءه العالمي المكلوم، الذي يستصرخ به أصحاب الضمائر الحية من أحرار العالم... من أجل تحرك عاجل وفوري لإنقاذ أهل غزة من هذه المجاعة القاتلة، التي يفرضها الاحتلال بقوة ووحشية ولا مبالاة لم يعرف التاريخ لها مثيلا...".
كما أشار البيان إلى أن ما يمارسه الاحتلال من تجويع متعمد واستهداف مباشر لمراكز الإيواء وتوزيع المساعدات يعد "جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان"، محملا المسؤولية الأخلاقية والقانونية لكل من يساند هذا الكيان بالسلاح أو المواقف.
وأضاف البيان أن الأزهر يبرأ أمام الله من "الصمت العالمي المريب" ومن "أي دعوة لتهجير أهل غزة"، مشددا على أن "الضمير الإنساني اليوم يقف على المحك"، وداعيا كل مسلم للدعاء نصرة للمظلومين.
تفاعل واسع على مواقع التواصل
بعد حذف البيان، أعاد عدد كبير من النشطاء تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، مشيدين بمضمونه، ومعبرين عن رفضهم لحذفه. كما وصف كثيرون البيان بأنه تعبير صادق عن نبض الشعوب العربية والإسلامية، مطالبين مؤسسة الأزهر بالثبات على مواقفها الأخلاقية والدينية في مناصرة المظلومين.
فكتبت الناشطة آية حجازي عبر منصة "إكس":
"لم يسمحوا للأزهر أن يستصرخ العالم لمجاعة غزة، وحذفوا البيان"
في حين قالت نائلة الوعري:
"هذا ليس مجرد حذف منشور، بل طمس متعمد لصوت الضمير في لحظة تحتاج فيها الأمة إلى ما تبقى من نور".
بينما قال أحمد القاري:
"ما دام الأزهر أجبر على حذفه من كافة منصاته فهذا يعني أنه يجب أن يصل إلى كل العالم".
اقرأ المزيد.. هكذا يسكت أهل غزة جوع أطفالهم