بعد خمسة أيام على دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، تتواصل التطورات الميدانية والسياسية في المنطقة، بين خروقات ميدانية من قبل
تفاصيل وثيقة الضمانات الموقعة في شرم الشيخ لإنهاء الحرب في غزة

شهدت مدينة شرم الشيخ المصرية حدثا وصف بالتاريخي، حيث وقع رؤساء كل من الولايات المتحدة وقطر ومصر وتركيا على وثيقة شاملة تكرس الاتفاق بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ودولة الاحتلال الإسرائيلي، إيذانا بإنهاء الحرب في غزة.
الوثيقة التي كشف البيت الأبيض عن مضمونها، جاءت تحت مسمى "اتفاق وقف الحرب في غزة"، وتضمنت التزامات واضحة من الدول الوسيطة بإرساء السلام الدائم في الشرق الأوسط، ورعاية مسار مستقبلي للتعايش الإقليمي القائم على الأمن والكرامة والفرص المتكافئة.
وثيقة الضمانات: التزام بالسلام والازدهار المشترك
أكدت الوثيقة أن الدول الموقعة ترحب بـ"الالتزام التاريخي الحقيقي" من جميع الأطراف بتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي "أنهى أكثر من عامين من المعاناة والخسائر".
وأشارت إلى أن هذا الاتفاق يفتح فصلا جديدا للمنطقة، قوامه الأمل والأمن والرؤية المشتركة للسلام والازدهار، مع تعهد جماعي بدعم جهود ترامب لإنهاء الحرب وتحقيق سلام شامل ودائم.
سلام يقوم على الحقوق والكرامة الإنسانية
جاء في نص الوثيقة أن السلام المنشود هو ذلك الذي "يضمن للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء الازدهار وصون الحقوق الإنسانية الأساسية وحماية الكرامة والأمن"، مؤكدة أن التقدم الحقيقي لن يتحقق إلا عبر التعاون والحوار المستمر، وتعزيز الروابط بين الدول والشعوب.
نبذ العنف والتزام بالدبلوماسية
تعهد الموقعون على الوثيقة بالعمل على حل النزاعات المستقبلية عبر الحوار الدبلوماسي والمفاوضات، "لا من خلال القوة أو الصراع المطول"، مشيرين إلى أن الشرق الأوسط لم يعد يحتمل دوامة الحروب الطويلة أو الاتفاقات المنقوصة.
قيم التسامح ومحاربة التطرف
وشددت الوثيقة على "الطموح لتحقيق التسامح والكرامة وتكافؤ الفرص لكل إنسان"، دون تمييز على أساس العرق أو الدين أو الانتماء، وعلى العزم على "القضاء على التطرف والتشدد بجميع أشكاله".
كما أكدت أن الرؤية الشاملة للسلام والأمن في المنطقة يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل والمصير المشترك، مرحبة بالتقدم في إقامة ترتيبات سلام شاملة ومستدامة في قطاع غزة.
التعهد ببناء مستقبل مشترك للأجيال القادمة
واختتمت الوثيقة بالتأكيد على التزام الموقعين بالعمل الجماعي لتنفيذ ما أسمته "إرث السلام الجديد"، وبناء أسس مؤسسية تضمن للأجيال القادمة حياة مشتركة في بيئة يسودها الأمن والاستقرار.
قمة شرم الشيخ لإنهاء الحرب
انعقدت قمة شرم الشيخ للسلام يوم أمس الإثنين برئاسة مشتركة للرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والأمريكي دونالد ترامب، وبمشاركة أكثر من 31 من قادة الدول والمنظمات الإقليمية والدولية، بهدف إنهاء الحرب في غزة وتعزيز جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط.
وحضر القمة الملك عبدالله الثاني إلى جانب زعماء بارزين من بينهم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
بنود الاتفاق ومآلات المرحلة المقبلة
شملت بنود الاتفاق وقف الحرب بشكل دائم، وتبادل الأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، إلى جانب تشكيل إدارة فلسطينية انتقالية لتولي شؤون القطاع. وينتظر أن تسهم القمة في تثبيت التهدئة وتهيئة الأرضية لإعادة الإعمار، بما يمهد لإحياء مسار السلام الشامل في المنطقة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن الخميس الماضي التوصل إلى اتفاق بين "إسرائيل" وحماس على المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بعد مفاوضات غير مباشرة في شرم الشيخ بمشاركة قطر وتركيا ومصر.
اقرأ المزيد.. ترامب يصل تل أبيب