ثالث أيام وقف إطلاق النار في غزة.. قمة شرم الشيخ للسلام تبحث مستقبل القطاع

الصورة
فلسطينيون يسيرون بين مبانٍ مدمرة في وسط خانيونس خلال تحركهم للعودة إلى منازلهم 10/10/2025 | وكالة الأنباء الفرنسية
فلسطينيون يسيرون بين مبانٍ مدمرة في وسط خانيونس خلال تحركهم للعودة إلى منازلهم 10/10/2025 | وكالة الأنباء الفرنسية
آخر تحديث

في ثالث أيام وقف إطلاق النار بقطاع غزة وبعد 735 يوما من حرب الإبادة التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، تتجه الأنظار إلى مصر التي تستعد لاستضافة قمة دولية في شرم الشيخ بعنوان "قمة شرم الشيخ للسلام"، بمشاركة الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والأمريكي دونالد ترامب، إلى جانب قادة أكثر من عشرين دولة، لبحث مستقبل غزة بعد الحرب. 

وفي الوقت ذاته، تتواصل الاستعدادات الميدانية لعملية تبادل الأسرى بين حركة حماس و"إسرائيل"، وسط تدفق المساعدات الإنسانية وعودة النازحين إلى ديارهم المدمرة.

استعدادات لتبادل الأسرى وتدفق المساعدات

تجري الاستعدادات الميدانية في غزة لبدء تنفيذ عملية تبادل الأسرى بين حركة حماس و الاحتلال، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ ظهر الجمعة الماضي. 

وقالت مصادر إعلامية إن نحو 400 شاحنة مساعدات إنسانية تحركت صباح اليوم الأحد من معبر رفح إلى معبري كرم أبو سالم والعوجة تمهيدا لدخولها القطاع، حيث تم السماح للمساعدات بالدخول والتفتيش قبل توزيعها. 

وخلال الساعة الأولى فقط، عبرت 90 شاحنة من الجانب المصري إلى داخل القطاع، في وقت تستعد فيه فرق الدفاع المدني لانتشال مزيد من جثامين الشهداء من تحت الأنقاض، بينما تواصل المستشفيات مناشدتها للعالم لتقديم الدعم الطبي العاجل.

عودة الأهالي إلى منازلهم المدمرة في قطاع غزة

مع سريان الهدنة، بدأ مئات الآلاف من أهالي قطاع غزة بالعودة إلى بقايا منازلهم المدمرة بعد سنتين من النزوح القسري ومحاولات التهجير. 

ويقول شهود عيان إن شوارع المدن الجنوبية خصوصا خانيونس ورفح امتلأت بالأسر التي تحمل ما تبقى من متاعها، وسط مشاهد الخراب الهائل الذي خلفته الغارات الإسرائيلية طيلة عامين من القصف المتواصل.

قمة شرم الشيخ للسلام

تستضيف مصر يوم غد الإثنين قمة دولية حول مستقبل غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار، بمشاركة قادة من أكثر من عشرين دولة. 

وقالت الرئاسة المصرية إن القمة ستعقد برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشيرة إلى أن هدفها "إنهاء الحرب في قطاع غزة وإرساء مسار سلام مستدام". 

وبحسب مصادر أمريكية نقلها موقع أكسيوس، وجهت واشنطن دعوات رسمية لحضور القمة إلى عدد من الدول بينها إسبانيا، وإيران، وتركيا، والسعودية، وباكستان، وإندونيسيا، وبريطانيا. 

وأكدت فرنسا وإيطاليا وبريطانيا مشاركتها الرسمية، عبر حضور إيمانويل ماكرون، وجورجيا ميلوني، وكير ستارمر، إلى جانب بيدرو سانشيز رئيس وزراء إسبانيا.

زيارة ترامب إلى دولة الاحتلال ومصر

من المقرر أن يصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى دولة الاحتلال صباح غد الإثنين، حيث سيلقي خطابا في الكنيست ويلتقي عائلات الأسرى الإسرائيليين. 

وفي وقت لاحق من اليوم نفسه، سيتوجه ترامب إلى مصر للمشاركة في مراسم التوقيع الرسمي على اتفاق وقف إطلاق النار إلى جانب الرئيس السيسي وعدد من القادة والضامنين الدوليين. 

وقال ترامب في تصريحات صحفية إن "وقف إطلاق النار في غزة سيمهد لسلام أوسع في الشرق الأوسط"، مضيفا أن "النزاعات المتبقية صغيرة، وسيكون من السهل السيطرة عليها".

تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار

الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ ظهر الجمعة يستند إلى خطة سلام أمريكية طرحها ترامب، وتنص على:

  • وقف شامل لإطلاق النار.

  • انسحاب متدرج للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.

  • إطلاق متبادل للأسرى بين "إسرائيل" وحماس.

  • دخول فوري للمساعدات الإنسانية دون قيود.

  • "نزع سلاح" حركة حماس وفق آلية مراقبة دولية.

وبحسب وثيقة الاتفاق التي نشرتها هيئة البث الإسرائيلية، يسمح "فور المصادقة على الاتفاق بدخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها بحرية وفق القرار الإنساني الصادر في 19 كانون الثاني 2025"، والذي ينص على إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميا.

الجهات الإنسانية تستعد لتوسيع عملياتها

أعلنت منظمات دولية كبرنامج الأغذية العالمي و"أطباء بلا حدود" والمجلس النرويجي للاجئين، أنها "جاهزة لتوسيع نطاق عملياتها فور تثبيت الهدنة". 

كما أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنه حصل على الضوء الأخضر لإدخال 170 ألف طن من المساعدات خلال أول شهرين من الهدنة، ضمن خطة استجابة تغطي ستين يوما.

إعمار صعب بعد دمار شامل

تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن البنية التحتية في غزة دمرت بشكل شبه كامل خلال العامين الماضيين، بما في ذلك شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي. ورغم دخول بعض المساعدات منذ آذار الماضي، فإنها لم تكن كافية لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان المحاصرين، الذين يعيشون اليوم مأساة إنسانية غير مسبوقة في تاريخ المنطقة.

اقرأ المزيد.. الأردن يرحب باتفاق وقف إطلاق النار 

دلالات
00:00:00