في اليوم الـ33 من بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة تتواصل خروقات الاحتلال الإسرائيلي للاتفاق عبر غارات جوية وقصف متكرر على مناطق متفرقة من القطاع، وسط تحركات ميدانية في رفح وبيت لاهيا، ومعاناة إنسانية متصاعدة في ظل انقطاع الكهرباء وارتفاع حصيلة الشهداء والمصابين.

غارات جديدة في رفح وخانيونس وبيت لاهيا 

تحدثت وسائل إعلام عبرية عن التوصل إلى تسوية لترحيل نحو 200 مقاتل من كتائب القسام عالقين في أنفاق رفح، بينما استأنف فريق من الصليب الأحمر وكتائب القسام البحث عن جثث أسرى إسرائيليين في حي الشجاعية شرق غزة. 

وفي الوقت ذاته، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن طائرات الاحتلال شنت غارتين شرقي مدينة خانيونس جنوب القطاع، إلى جانب أحزمة نارية عنيفة استهدفت بيت لاهيا شمال غزة، ما أدى إلى تصاعد أعمدة الدخان من مناطق الاستهداف. 

كما نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف وقصف وإطلاق نار شرق جباليا شمال القطاع، في خرق جديد وواضح للاتفاق.

شهداء وجرحى جراء القصف المتواصل 

وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن وصول 3 شهداء ومصاب نتيجة نيران الاحتلال خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، في استمرار لسقوط الضحايا رغم الاتفاق المعلن. ومنذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار:

• استشهد 271 فلسطينيا، بينهم 107 أطفال و39 امرأة و9 من كبار السن، أي إن 58% من الضحايا من النساء والأطفال.

• أصيب 622 مواطنا، 99% منهم مدنيون.

• تشير الإحصاءات إلى أن 63% من المصابين هم من الفئات الضعيفة: الأطفال والنساء وكبار السن، ما يعكس الطابع الانتقامي لجرائم الاحتلال.

اعتقالات وتدمير متواصل للمنازل 

واصلت قوات الاحتلال عمليات الاعتقال اليومية، حيث احتجزت 35 فلسطينيا، بينهم صيادون ومواطنون من المناطق القريبة من الخط الأصفر، ولا يزال 29 منهم رهن الاعتقال حتى الآن. 

كما يواصل الاحتلال سياسة هدم المنازل داخل المناطق التي يسيطر عليها خارج الخط الأصفر، ما أدى إلى تدمير واسع لممتلكات المدنيين، في خرق واضح لبنود الاتفاق.

يونيسف تحذر من تهديد حياة آلاف الأطفال في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من أن استمرار العراقيل التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي أمام دخول المساعدات والمواد الحيوية إلى قطاع غزة يهدد حياة آلاف الأطفال، خصوصا الذين يعانون من سوء تغذية حاد. 

وأوضح المتحدث باسم المنظمة، ريكاردو بيريس، أن نحو 938 ألف عبوة من حليب الرضع محتجزة منذ آب الماضي، إلى جانب تقييد دخول أطقم الولادة والمولدات ومواد تنقية المياه، ما يعرقل بشدة عمل المنظمات الإنسانية. 

ورغم دخول 5500 شاحنة مساعدات إلى القطاع خلال الأسابيع الأخيرة، فإن كثيرا من الإمدادات الحيوية ما تزال ممنوعة من الوصول. 

وأشار بيريس إلى أن "يونيسف" تمكنت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية من إدخال مليون جرعة لقاح ضد أمراض خطيرة، ضمن حملة تطعيم تستهدف 40 ألف طفل دون سن الثالثة. 

من جهتها، أكدت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال يواصل فرض قيود على دخول الأدوية والمستلزمات الطبية، ما تسبب بنقص 56% من الأدوية و68% من المستلزمات الطبية، محذرة من انهيار وشيك في النظام الصحي.

الاحتلال يتجاوز خطوط الانسحاب المتفق عليها 

رغم الاتفاق على انسحاب قوات الاحتلال إلى ما يعرف بالخط الأصفر، لم يلتزم الاحتلال بذلك، إذ تجاوز الخط بمساحة تقدر بنحو 33 كيلومترا مربعا، مع استمرار التوغلات العسكرية لمسافات تتراوح بين 400 و1050 مترا داخل القطاع. 

كما وضع الاحتلال مكعبات أسمنتية تجاوزت الخط بمسافات بين 200 و800 متر على امتداده، في مؤشر على نية ترسيخ وجوده الميداني داخل المناطق المدنية.

انقطاع الكهرباء ودمار في البنية التحتية 

يعيش سكان غزة في ظلام شبه كامل بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي رغم اتفاق وقف إطلاق النار. وكان القطاع يعتمد سابقا على 120 ميغاوات من "إسرائيل" و60 ميغاوات من محطة التوليد المحلية، إلا أن الأخيرة توقفت بعد نفاد الوقود في الأيام الأولى للحرب. 

ووفق شركة توزيع الكهرباء في غزة، فإن أكثر من 80% من شبكات التوزيع دمرت بالكامل، وقدرت الخسائر الأولية للبنية التحتية والآلات بنحو 728 مليون دولار.

كوشنر يقترح ترحيل المقاتلين إلى مناطق حماس 

قالت هيئة البث العبرية إن كوشنر طلب من المسؤولين الإسرائيليين السماح للمقاتلين في رفح بالانتقال إلى مناطق سيطرة حماس في غزة، على أن يسلموا أسلحتهم ضمن خطة تهدف لجعل القطاع منطقة منزوعة السلاح. 

وأضافت الهيئة أن التقديرات في "إسرائيل" تشير إلى أن الأزمة سيتم حلها قريبا، لكون واشنطن لن تسمح بانهيار الاتفاق القائم.

اقرأ المزيد.. الاحتلال يواصل خرق الاتفاق في القطاع ويقصف مناطق شرقي خانيونس ورفح