حماس تتلقى مقترحا لهدنة وصفقة تبادل وتدرس الرد عليه

الصورة
خلال استقبال الأسرى الفلسطينيين الذين أفرج عنهم في صفقة تبادل بين حماس والاحتلال 26/11/2023 | المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية
خلال استقبال الأسرى الفلسطينيين الذين أفرج عنهم في صفقة تبادل بين حماس والاحتلال 26/11/2023 | المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية
المصدر
آخر تحديث

أكد رئيس حركة حماس إسماعيل هنية، اليوم الثلاثاء، أن الحركة استلمت المقترح الذي تم التوصل إليه في اجتماع باريس مؤخرا حول وقف العدوان والإفراج عن الأسرى عبر صفقة تبادل بين الاحتلال وحركة حماس. 

حماس مستعدة لمناقشة أي مبادرة تفضي لوقف العدوان

وأوضح هنية في بيان صحفي، أن الحركة تقوم حاليا بدراسة المقترح بعناية لتقديم ردها، وأن الأولوية لحماس تبقى وقف العدوان الغاشم على غزة وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع. 

وأعرب هنية عن استعداد حماس لمناقشة أي مبادرات جدية تؤدي إلى وقف شامل للعدوان وضمان إيواء النازحين جراء سياسات الاحتلال. كما أشاد بجهود مصر وقطر في سبيل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. 

في سياق متصل، أكد هنية على استمرار المقاومة في مواجهة التصعيد والجرائم الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية. ودعا المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط على الاحتلال لوقف المجازر والانتهاكات. 

وفيما يتعلق بالموقف الدولي تجاه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، استنكر هنية تعليق بعض الدول الغربية لتمويلها للوكالة. ورأى في هذه الخطوة انحرافا عن قرار المحكمة الدولية بزيادة المساعدات لغزة، معتبرا أن هذه القرارات تعكس سياسة داعمة للاحتلال عبر التجويع والحصار. 

وفي ختام بيانه، شكر هنية دولة جنوب إفريقيا لدعمها للشعب الفلسطيني، وأعرب عن تقديره للجهود الدولية والإقليمية لنصرة فلسطين وغزة.

جهود قطرية حثيثة لإنجاح صفقة تبادل

من جهته قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن هناك تقدما في المفاوضات لتحقيق صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس و"إسرائيل". وأكد أن هذه الفرصة تعد الفرصة الوحيدة المتاحة لتهدئة الوضع في قطاع غزة. 

وأوضح آل ثاني في تصريحات من واشنطن أن التقدم الذي تم تحقيقه في الأسابيع الأخيرة يجعلهم في موقف أفضل مما كانوا عليه سابقا. وأشار إلى أن العملية ككل كانت تسير بشكل جيد في تشرين الثاني الماضي، حيث أسفرت عن إطلاق سراح 109 من الأسرى الإسرائيليين. 

وأكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن أن قطر تلعب دور الوساطة في المفاوضات ولا تتمتع بنفوذ مباشر على أي طرف. مجددا تأكيده على أن دور قطر يركز على التوسط للتوصل إلى حل تفاوضي يعيد الأسرى إلى منازلهم ويؤدي إلى وقف الهجمات على غزة وحماية المدنيين. وأشار إلى الأزمة الإنسانية المتزايدة في غزة، معبرا عن الحاجة الملحة للتوصل إلى حل سريع يضمن السلام والأمان في المنطقة. 

وأجرى رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مباحثات في واشنطن مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. لبحث آخر التطورات في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة. وأكدوا على ضرورة إيجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية وضرورة استمرار دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. 

من جهته، أشاد بلينكن بدور قطر في الوساطة، مؤكدا أهمية جهود إطلاق سراح الأسرى وتحقيق هدنة موسعة. واعتبر الاقتراح المقدم حول صفقة تبادل جديدة "قويا ومقنعا"، مشيرا إلى توافق كبير بين الدول المعنية حول قوته. 

من ناحية أخرى، أكد أهالي الأسرى في دولة الاحتلال، أنه يجب على جميع الأطراف التوصل إلى اتفاق يعيد المحتجزين إلى أهاليهم، معبرين عن شكرهم لجهود قطر في سبيل التوصل إلى اتفاق جديد.

تفاؤل إسرائيلي بالتوصل إلى صفقة تبادل

ويزداد التفاؤل في دولة الاحتلال الإسرائيلي حيال إمكانية التوصل إلى صفقة جديدة مع حركة حماس في قطاع غزة عبر وسطاء، وذلك وفقا لمصادر غير مسماة نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية. 

ويعزى هذا التفاؤل إلى تحفيز الولايات المتحدة ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية على تحقيق نتائج ملموسة، خاصة بعد لقاء في باريس يوم الأحد الماضي شارك فيه مسؤولون مصريون وإسرائيليون، بالإضافة إلى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. 

وتشمل الصفقة بحسب "يديعوت أحرونوت" وقفا لإطلاق النار في غزة لمدة 46 يوما متتالية، وتحرير محتجزين إسرائيليين على مراحل، وزيادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتحرير أسرى فلسطينيين يتم تحديد عددهم خلال المفاوضات. 

وأفادت الصحيفة أنه في حال موافقة حماس على إجراء مفاوضات بناء على العرض المقدم فإنه سيتم خوض مفاوضات صعبة أيضا لتحديد مفاتيح إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ونوعيتهم.

تطورات في مستقبل صفقة تبادل الأسرى 

وعقد مجلس الحرب الإسرائيلي جلسة في وقت متأخر من ليلة أمس الإثنين؛ لمناقشة تفاصيل صفقة تبادل الأسرى المقترحة، ووفقا لتقارير فقد عقد الاجتماع بعد عودة رئيس الموساد ديفيد برنيع من اجتماع باريس، الذي شمل مشاركته إلى جانب أطراف من الولايات المتحدة ومصر وقطر. 

وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن المباحثات في باريس تناولت خطة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين على مراحل، ووقف إطلاق النار لمدة شهرين تقريبا مقابل إطلاق سراح نحو 100 أسير إسرائيلي. في المقابل تطلق تل أبيب سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين. 

في الأثناء أفادت صحيفة "هآرتس" بوجود اقتراح وساطة "مبدئي" لم يتم تقديمه بعد إلى حركة حماس. يتضمن الاقتراح إطلاق سراح 35 محتجزا إسرائيليا مقابل وقف القتال في قطاع غزة لمدة 6 أسابيع، مع تحرير آلاف الأسرى الفلسطينيين. يشمل ذلك الرهائن النساء والرجال الأكبر سنا والمرضى أو المصابين. 

رغم تحقيق تقدم في باريس، تظل الفجوات بين موقفي تل أبيب وحماس كبيرة، ووفقا لمصادر إسرائيلية. ترغب "إسرائيل" في ترك خيار استئناف الحرب بعد صفقة الأسرى، في حين تسعى حماس لوقف طويل الأمد لإطلاق النار يتضمن ضمانات، وتقدر حكومة الاحتلال بأن هناك نحو 136 أسيرا في غزة، بينما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني.

اقرأ المزيد.. مصادر أمريكية: تقدم نحو اتفاق تبادل أسرى مقابل وقف القتال في غزة 

دلالات
00:00:00