تعد طائفة الدروز في فلسطين المحتلة طائفة ذات تعداد كبير وتأثير سياسي واضح، وهي في سوريا طائفة واسعة تتمركز في الجنوب وتؤثر على بنية النسيج الوطني. 

ويقدر عدد دروز فلسطين المحتلة بأكثر من 150 ألف شخص، يعمل الكثير منهم في الجيش الإسرائيلي ويقدمون ولاءهم لدولة الكيان المحتل، فيما يقدر عدد الدروز في سوريا بـ800 ألف شخص يتمركزون في المحافظات الجنوبية.

روابط طائفية وروحية بين دروز فلسطين وسوريا

وما بين دروز فلسطين المحتلة وسوريا علاقات تاريخية وروابط طافية ودينية، ولطالما تبادل بعض كبار الدروز في سوريا الزيارات نحو كبار دروز فلسطين المحتلة خاصة في فترة الانفلات الأمني التي كان نظام الأسد البائد قد تسبب بها في البلاد.

وينقسم دروز سوريا إلى ثلاثة مراجع طائفية:

1. تابعة لحكمت الهجري والذي أعلن منذ سقوط نظام الأسد أنه ليس مع الحكومة الجديدة ونقض عهد الدروز معها وطالب بحماية دولية.

2. بقيادة كبار عشائر العقل.

3. بقيادة يوسف الجربوع.

وأعلنت كل من عشائر الجربوع والعقل ولاءها للنظام الجديد بقيادة أحمد الشرع، وأكدوا رفضهم لما تجريه جماعة حكمت الهجري، والمدعوم أيضا من المجلس العسكري في السويداء والذي يقوده كبار الضباط والمسؤولين من فلول نظام بشار الأسد.

أهداف "إسرائيل" من التدخل العسكري في سوريا

وبحسب المحلل السياسي بدر الماضي، فإن "إسرائيل" تعتمد على قاعدة واحدة في المنطقة خلال العامين الماضيين:

"إقليم مضطرب يساهم في تحقيق مصالحها الاستراتيجية ويزيد من فرص بقائها وتحقيق أهدافها في المنطقة".

ويؤكد الماضي عبر حسنى أن وصول "إسرائيل" إلى السلام مع دول المنطقة لن يتأتى دون دخولها في حروب معها بحسب وجهة النظر الإسرائيلية، وأن هذا هو الدافع لسلوكها العسكري في سوريا. 

وتهدف "إسرائيل" لتحقيق أهداف رئيسية من تهديدها الدخول العسكري في سوريا: 

1. أن تضمن "إسرائيل" عدم عدائية الحكم الجديد في سوريا ضدها بل وضمان توقيع اتفاقية سلام معه.

2. مكاسب سياسية لنتنياهو في الانتخابات القادمة بالحصول على أكبر عدد من أصوات الدروز في فلسطين المحتلة.

3. مكاسب جغرافية بحيث تحقق حلمها في احتلال جنوب سوريا وضمه إلى فلسطين المحتلة.

حلم "إسرائيل" باحتلال الجنوب السوري يمكن أن يتحقق من خلال خلق الفوضى

وعبر الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي شنتها على دمشق ودرعا، بين الماضي أن الاحتلال أوصل رسالة إلى الدروز والنظام السوري مفادها أن دولة الاحتلال هي الحامية والمرجعية للدروز وليس الدولة الوطنية وأنها ذات سيطرة ونفوذ في سوريا. 

وتقول "إسرائيل" إن الفوضى التي تخلقها في سوريا عبر الدروز، تقربها من حلمها في احتلال الجنوب السوري وضمه إلى الأراضي المحتلة في فلسطين، وذلك عبر بسط السيطرة على درعا والسويداء وفتح طريق منهما نحو شمال فلسطين، وفرض حدود جديدة.

هل من الممكن أن يتدخل الأردن عسكريا لحماية حدوده الشمالية مع سوريا؟

وحول الموقف الأردني مما يجري في الجنوب السوري، أكد الماضي أنه ومن وجهة نظره السياسية فإن الأردن لن يصل إلى مرحلة التدخل العسكري والتدخل في سيادة الدولة السورية، لكنه في الوقت ذاته سيقدم كل ما يمكن من أدواته السياسية في سبيل وقف العدوان الإسرائيلي على الجنوب السوري كما جرى في الأيام الماضية. 

وأكد الماضي أن الأردن ومنذ سقوط نظام الأسد قدم كل أنواع الدعم الاقتصادي واللوجستي والسياسي والدبلوماسي لسوريا الجديدة، وهو الأمر الذي سيتخذه في حال قرر الاحتلال المضي في مخططه العسكري واحتلال الجنوب السوري. 

وحول التخوفات القادمة، بين الماضي أن الخوف يكمن في أن يصنع الاحتلال من السويداء عقدة المنطقة الجديدة، وأن يقوم بتكرار سيناريو الاعتداء العسكري كنوع من التهديد والضغط كلما استدعت الحاجة، وهو الأمر الذي يجب على الأردن ودول المنطقة أخذه بعين الاعتبار. 

اقرأ المزيد.. ماذا قال أحمد الشرع عن أحداث السويداء والهجمات الإسرائيلية؟