عاد التوتر إلى محافظة السويداء جنوب سوريا، بعد اندلاع اشتباكات دامية بين مجموعات مسلحة من أبناء الطائفة الدرزية وعشائر بدوية، ما أسفر عن
انقسام في الرأي حول اشتباكات السويداء.. مسؤولية من؟

تتضارب الروايات حول اشتباكات السويداء جنوب سوريا إثر موجة عنف جديدة واشتباكات مسلحة بين مجموعات درزية وأخرى من العشائر البدوية، وبينما أعلنت وزارة الدفاع السورية عن مقتل 6 من جنود الجيش خلال تدخلهم لفض الاشتباكات، ارتفعت حصيلة القتلى إلى نحو 30 شخصا، بالإضافة إلى أكثر من 100 مصاب من الطرفين.
اشتباكات السويداء.. قصة اختطاف أم اعتداء مسلح
تتمثل الروايتان بالآتي:
-
اختطاف أحد أبناء الطائفة الدرزية من قبل جهة مجهولة، ما دفع المجلس العسكري التابع للشيخ حكمت الهجري إلى خطف عدد من أبناء العشائر، وتفجرت المواجهات على إثر ذلك.
-
اعتداء مسلح على تاجر خضار درزي أثناء عودته من دمشق، حيث تم سلبه وشتمه طائفيا، وسرقة شاحنته، قبل أن يلقى به في منطقة نائية بعد تعذيبه.
انقسام في الرأي العام
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، تصاعد الجدل بشأن الطرف المسؤول عن الأحداث، البعض حمل الدولة السورية مسؤولية "التراخي في ضبط الأمن"، ودعا إلى تدخل حاسم لسحب السلاح من جميع الأطراف، بينما رأى آخرون أن حكمت الهجري وجماعته يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية بسبب ما وصفوه بـ"خطاب تعبوي انعزالي".
دعوات لعدم الانجرار إلى الفتنة
دعا ناشطون إلى ضرورة تفادي تكرار سيناريوهات الفتنة الطائفية، مستذكرين ما جرى في الساحل السوري قبل سنوات، والذي أسفر عن مئات الضحايا. واعتبر كثيرون أن أي محاولة لحسم أوضاع اشتباكات السويداء يجب أن تراعي سلامة المدنيين وتُبقي باب الحل السياسي مفتوحًا.
التحذير من حرب أهلية وانفجار ديموغرافي
بعض الأصوات حذرت من خطر حدوث تغيير ديموغرافي قسري نتيجة محاصرة أحياء تضم مدنيين بدو من قبل مقاتلين دروز. وقال آخرون إن نزع السلاح لا يمكن أن يتم إلا عبر الدولة، مع ضرورة شمول جميع من يحمل السلاح خارج الأطر الرسمية، لتجنيب البلاد منزلقات حرب أهلية لا تبقي ولا تذر.
الدولة تتدخل وتحذر
في خضم التصعيد، أصدرت وزارة الداخلية السورية تحذيرات من مخاطر الانفلات الأمني في السويداء، محملة غياب المؤسسات الأمنية والعسكرية مسؤولية التدهور الحاصل. وقال وزير الداخلية أنس الخطاب إن "الحل يبدأ بفرض الأمن وتفعيل المؤسسات لضمان السلم الأهلي".
من جهته، اتهم الناطق باسم الوزارة نور الدين البابا ما سماه بـ"التيار الانعزالي" بالسعي إلى فصل السويداء عن الدولة، مشددا على ضرورة استعادة هيبة الدولة وفرض القانون.
غارات وهجمات بطائرات مسيرة
وأفادت صفحة "السويداء 24" بأن الهجمات لم تقتصر على الاشتباكات البرية، بل امتدت إلى هجمات مفاجئة بطائرات مسيرة استهدفت قرى في ريف السويداء الغربي فجر الإثنين، بالتزامن مع تقدم آليات عسكرية من ريف درعا الشرقي. هذه التطورات أدت إلى سقوط ضحايا واندلاع مواجهات بين المهاجمين والفصائل المحلية.
في المقابل، ذكرت وكالة "سانا" أن قوات الجيش السوري المنتشرة لوقف الاشتباكات تعرضت لإطلاق نار مباشر من قبل مجموعات مسلحة، ما أدى إلى سقوط قتلى في صفوفها.
اقرأ المزيد.. الحصيلة الدامية: أكثر من 30 قتيلا ومئة جريح