يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ 31 على التوالي، إذ شنت طائرات العدو الإسرائيلي مئات الغارات وقصفت المناطق السكنية والمنازل على رؤوس قاطنيها، وذلك بالتزامن مع استمرار محاولات التوغل البري من عدة محاور والتي تقابلها مقاومة شرسة من قبل كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس، والتي يرد عليها جيش الاحتلال بارتكاب مجازر دموية وجرائم إبادة جماعية بحق المدنيين الأبرياء.

قطاع غزة عاش ليلة قاسية وصعبة أمس، شن فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي نحو 450 غارة جوية حولت القطاع إلى كتلة من اللهب، وكانت تلك الغارات مصحوبة بانفجارات لم تتوقف بالتزامن مع قطع الاتصالات والإنترنت للمرة الثالثة خلال أقل من أسبوع.

ووفق شركة الاتصالات الفلسطينية فقد بدأت عودة الإنترنت تدريجيا صباح اليوم الإثنين.

شهيد في غزة كل 4 دقائق في الغارات المستمرة

وأفادت مصادر صحفية فلسطينية باستشهاد 15 فلسطينيا، كما أصيب آخرون بقصف الاحتلال منزل عائلة أبو علوان في حي تل السلطان غرب مدينة رفح، واستشهد 10 فلسطينيين في قصف نفذته طائرات الاحتلال على بلدة الزوايدة وسط قطاع غزة. 

وأضافت المصادر أن طائرات الاحتلال قصفت منزلا لعائلة القدرة في شارع خان يونس، ما أدى إلى استشهاد طفلين وإصابة 13 آخرين. كما وصل 3 شهداء إلى المستشفى الإندونيسي شمال غزة بعد استهداف طائرات الاحتلال منطقة بيت حانون.

وتعرضت منطقة الساحل الغربي لغزة لغارات مكثفة وسط سماع أصوات اشتباكات عنيفة وذلك بعيد إعلان الاحتلال وصول دباباته للمنطقة.

وفي تغريدة عبر موقع "إكس" أعلن سلامة معروف الناطق باسم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن استشهاد الصحفي محمد الجاجة هو وأفراد عائلته بعد قصف طائرات الاحتلال منزلهم.

وأطلق فلسطينيون مناشدات من مخيم الشاطئ لإجلاء ضحايا ومفقودين بعد أن قصفت طائرات جيش الاحتلال مربعا سكنيا ليلة أمس الأحد. 

وأفادت مصادر طبية باستشهاد 45 فلسطينيا جراء الغارات الإسرائيلية على دير البلح والزوايدة الليلة الماضية. واستشهد أكثر من 30 فلسطينيا إثر استهداف الطيران الحربي منزلا مأهولا بالسكان في منطقة الميناء غرب مدينة غزة. كما استشهد عدد من جيران المنزل بعد أن لحقت أضرار مادية كبيرة في منازلهم.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إن مجازر عديدة ارتكبت خلال ساعات، وإن جيش الاحتلال بدأ بتنفيذ تهديداته واستهداف المستشفيات بعد ترويج روايات كاذبة ومضللة عنها. 

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة إن شهيدا يسقط في غزة كل 4 دقائق نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع، ويستشهد 6 أطفال و4 نساء إثر القصف الإسرائيلي كل ساعة.

وأضاف القدرة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف 110 من المؤسسات الصحية، بينما خرج 16 مستشفى عن الخدمة، كما استهدف المخابز ومرافق الخدامات.

اقرأ المزيد.. شهر كامل من العدوان.. لا أهداف إسرائيلية محققة سوى المجازر

18 وكالة ومنظمة أممية يطالبون بوقف فوري لإطلاق النار 

في بيان مشترك نادر بشأن العدوان الإسرائيلي على غزة، طالب رؤساء 18 منظمة ووكالة أممية بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، معبرين عن غضبهم من عدد المدنيين الذين راحوا ضحية القصف الإسرائيلي على غزة، والذين بلغ عددهم نحو 10 آلاف ما يقارب نصفهم من الأطفال. 

وقد كتب رؤساء الوكالات الأممية في بيان على موقع اللجنة الدائمة المشتركة بين وكالات الأمم المتحدة قائلا: 

"منذ شهر تقريبا، يراقب العالم الوضع الحاصل في "إسرائيل" والأراضي الفلسطينية المحتلة بصدمة ورعب إزاء العدد المتزايد من الأرواح التي فقدت".

وجاء في البيان أن ما يمارس على أهل غزة هو حصار وهجوم على شعب بأكمله، وحرمان من الوصول إلى الأساسيات والضروريات للبقاء على قيد الحياة، وأضاف البيان أن السكان يقصفون في منازلهم وفي المستشفيات وفي أماكن العبادة. مؤكدا على أن حرمان أكثر من 2 مليون فلسطيني من الغذاء والماء والدواء والكهرباء والوقود أمر غير مقبول.

وبين البيان أنه يجب السماح بدخول مزيد من الغذاء والماء والدواء والوقود إلى سكان القطاع. وكتبوا في البيان:

"نحتاج إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية. لقد مر 30 يوما. هذا يكفي. يجب أن ينتهي هذا الآن".

من جهة أخرى، دعت الوكالات الأممية حركة حماس إلى إطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين لديها. 

ووقع على البيان كل من منسق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) مارتن غريفيث، ومفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، والمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، والمديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" كاثرين راسل، إضافة إلى رؤساء 14 منظمة ووكالة أممية أخرى.

اقرأ المزيد.. لماذا لا تقطع الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل؟

الأونروا تعلن استشهاد 79 من موظفيها في غزة 

من جهتها أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا عن استشهاد 5 من موظفيها في غزة خلال الـ 48 ساعة الماضية، ليرتفع عدد موظفيها الذين استشهدوا منذ بداية العدوان إلى 79 شخصا، أما عدد الجرحى في صفوف موظفيها بلغ 24 شخصا. وأفادت الوكالة الاممية عن تعرض 48 منشأة تابعة لها لأضرار جراء القصف.

1.5 مليون نازح هجروا من بيوتهم

وقالت وكالة الأونروا إن أكثر من 1.5 مليون فلسطيني في غزة هجروا من بيوتهم، وما يقارب نصفهم يقيمون في 149 من منشآتها. 

وأشارت الوكالة إلى فقدانها الاتصال مع الغالبية العظمى من فريقها في غزة خلال قطع جيش الاحتلال الاتصالات في القطاع أمس الأحد، وهي ثالث مرة يقطع فيها الاحتلال الاتصالات خلال الأيام العشرة الماضية. 

كما استهدف جيش الاحتلال عدة مدارس تابعة للأونروا، آخرها مدرسة الفاخورة في مخيم جباليا شمالي القطاع، والتي تؤوي آلاف النازحين، وقد أدى القصف إلى استشهاد وإصابة عشرات النازحين.

القسام يسطر ملاحم بطولية ويفجر المزيد من الدبابات

تواصل كتائب عز الدين القسام التصدي لقوات الاحتلال وخوض اشتباكات من مسافة صفر معها، في عدة محاور من قطاع غزة، بالتزامن مع قصف مواقع الاحتلال ومستوطناته بالصواريخ. 

وأقر جيش الاحتلال بمقتل 32 من ضباطه وجنوده، وإصابة أكثر من 260 آخرين في الاشتباكات، في حين تؤكد المقاومة أن حصيلة قتلى جيش الاحتلال ومصابيه أكثر من المعلن بكثير. 

وتظهر حصيلة بيانات القسام، تدمير أكثر من 80 دبابة وآلية لجيش الاحتلال منذ بدء التوغل البري في قطاع غزة أواخر تشرين الأول المنصرم.

وفجر اليوم أعلنت كتائب عز الدين القسام تدمير 4 آليات إسرائيلية بقذائف "الياسين 105" على مشارف مخيم الشاطئ وحي الشيخ رضوان. كما قصفت الكتائب تحشدات لقوات العدو الإسرائيلي المتوغلة شرق منطقة جحر الديك بقذائف الهاون. 

ولقد تداولت مواقع إخبارية عبر منصة "إكس" مقطع فيديو يظهر فيه مراسل شبكة فوكس نيوز الأمريكية أثناء مرافقته لجيش الاحتلال وهو يقول:

"لقد تعرضوا للتو لكمين وفقدوا أكثر من 20 من جنودهم.. 20 في كمين واحد".

اقرأ المزيد.. مستشفيات الغزيين.. قصة صمود خلال الحرب وقبلها