أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى بالمحكمة الجنائية الدولية، اليوم، قرارين برفض الطعون التي قدمتها دولة الاحتلال الإسرائيلي بموجب المادتين 18
طوفان الأقصى في يومها الـ 34 معارك ضارية ووضع إنساني مروع
تخوض المقاومة الفلسطينية حربا ضروسا في وجه جيش الاحتلال الإسرائيلي على أطراف مدينة غزة التي يحاول الاحتلال التوغل بريا فيها، في ظل حصار خانق على المدينة والمناطق الشمالية من القطاع، وذلك منذ بدء العدوان الذي دخل يومه الـ34 على التوالي متسببا بأكثر من 10 آلاف و500 شهيد جلهم من الأطفال والنساء.
قصف متواصل على غزة
ويستعين جيش الاحتلال بالمضي في العدوان البري بتجويع سكان شمال القطاع، كما يكثف طيرانه الحربي غاراته على المناطق السكنية لتمهيد التوغلات على الأرض.
ولم تتوقف طائرات الاحتلال عن شن الغارات على قطاع غزة، حيث استمرت منذ منتصف الليل وحتى صباح اليوم الخميس في قصف مناطق متفرقة، ونتج عن ذلك تدمير منازل وسط القطاع. كما أن القصف المدفعي في نقاط التوغل أيضا لم يتوقف.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن 9 أشخاص استشهدوا، فيما أصيب عدد آخر من السكان بجروح جراء استهداف منزل عائلة ربيع في منطقة النادي بمخيم جباليا. كما ارتقى آخرون إضافة لعدد من الإصابات جراء استهداف مجموعة من المدنيين في منطقة دوار أبو شرخ شمال غزة.
صباح اليوم الخميس، واصلت طائرات الاحتلال قصفها الهمجي على مستشفى النصر للأطفال غرب غزة، مما يمثل استمرارا للهجمات التي تعرض لها المستشفى والعديد من المؤسسات الطبية. وذكر المكتب الإعلامي الحكومي أن الاحتلال قصف ساحة مستشفى الشفاء بقذيفة مدفعية في الليلة السابقة.
أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن هذا القصف يأتي في إطار الحملة الإجرامية للاحتلال على المستشفيات. في هذا السياق استشهد فلسطيني وأصيب آخرون جراء استهداف الاحتلال مجموعة من المدنيين في منطقة البركة في دير البلح وسط قطاع غزة.
وأمس الأربعاء، شهدت غزة مأساة جديدة حيث دفن 15 شهيدا في مقبرة جماعية شمال القطاع، وذلك بعد مرور 48 ساعة من عدم تعرف أحد على هويتهم. يعكس هذا المشهد واقعا مأساويا يتكرر منذ بداية العدوان على غزة، حيث يصعب التعرف على هوية الشهداء نتيجة للظروف الصعبة التي يمرون بها، سواء بسبب فقدان كل أفراد العائلة، أو نزوح السكان للجنوب وتشتتهم، أو بسبب التشوهات الكبيرة التي تلحق بأجساد الضحايا، مما يجعل تحديد هويتهم أمرا صعبا.
منظمة الصحة العالمية تحذر من تضاعف معدلات انتشار الأوبئة
حذرت منظمة الصحة العالمية اليوم الخميس من تفاقم الوضع الصحي في قطاع غزة نتيجة للعدوان الإسرائيلي المتواصل. وأكدت المنظمة في بيانها أن ارتفاع عدد الوفيات والإصابات في غزة، والازدحام الشديد في الملاجئ، وتعطيل النظام الصحي، وانقطاع الكهرباء يزيد من انتشار الأمراض المعدية.
وأكدت المنظمة في بيان أن نقص الوقود أدى إلى إغلاق محطات تحلية المياه، مما يزيد خطر انتقال الأمراض بسبب شرب المياه الملوثة. كما يشير البيان إلى تعطيل جمع النفايات الصلبة، مما يخلق بيئة مواتية لانتشار الحشرات والقوارض التي يمكن أن تنقل الأمراض. وتحدث البيان عن مخاطر تفاقم الأوضاع خاصة بين النازحين والملاجئ المكتظة.
الوضع في غزة مروع
قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إن الوضع في قطاع غزة مروع وكارثي، داعيا إلى تأمين المواد الغذائية والوقود دون عقبات، ووقف إطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية.
وأضاف المتحدث الإقليمي باسم اليونيسيف أن الوضع يتطلب وقفا فوريا لإطلاق النار في غزة لتسهيل إرسال المعونات الإنسانية. وشدد على ضرورة إدخال المساعدات إلى غزة فورا، خاصة المياه والمواد الطبية والوقود.
وحذر المتحدث الإقليمي من انتشار الأمراض بين سكان غزة بسبب المياه غير الصالحة للشرب، مشيرا إلى أن الأطفال في غزة يواجهون أوضاعا إنسانية صعبة. وأكد أن إدخال 50 شاحنة مساعدات إلى قطاع غزة منذ السبت الماضي ليس كافيا.
في سياق متصل، طالب رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بإدخال الوقود إلى القطاع فورا، حيث أوضح أن سيارات الإسعاف والدفاع المدني توقفت عن العمل بسبب نفاد الوقود. وأشار إلى أن أقسام حضانات الأطفال في المستشفيات قد تتوقف أيضا بسبب نقص الوقود، داعيا إلى تكاتف الجهود لضمان وصول الوقود إلى القطاع بشكل فوري.
استمرار خسائر الاحتلال في غزة
وأعلنت كتائب عز الدين القسام اليوم الخميس عن إيقاع مقاتليها قوة راجلة من جيش الاحتلال في كمين محكم في جحر الديك؛ حيث استهدفوها بقذيفة أفراد وأجهزوا عليها من مسافة صفر، كما أعلنت الكتائب عن تدمير 3 آليات وجرافة على أطراف مخيم الشاطئ بقذائف "الياسين 105" وتدمير دبابة شمال حي الشيخ رضوان.
من جهتها أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قصف تجمع لآليات العدو المتوغلة غرب مجمع أنصار غربي مدينة غزة بعدد من قذائف الهاون، وقصف مدينة أسدود برشقة صاروخية.
وأمس الأربعاء أعلن الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، تدمير 136 آلية عسكرية للاحتلال في محاور التوغل. وأكد أن المجاهدين يظهرون ببسالة وإقدام في مواجهة العدوان الصهيوني، مشيرا إلى تدمير الآليات وإخراجها عن الخدمة خلال مواجهة قوات الاحتلال. وأشار أبو عبيدة إلى أهمية ملف الأسرى. وأعلن عن مرحلة قادمة من الغضب والمقاومة في الضفة وغزة والقدس. داعيا الشعب الفلسطيني إلى التحرك والاستعداد للتصدي لهذا العدوان.
اقرأ المزيد.. أنفاق المقاومة.. معجزة القرن ومقبرة الاحتلال
مقتل ضابط وجنديين آخرين في المعارك
وفي سياق المعارك، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الخميس مقتل ضابط وجنديين آخرين. وأفاد البيان العسكري بوفاة الضابط إلياهو بنيامين المكايس، البالغ من العمر 29 عاما، خلال معركة في القطاع أمس الأربعاء. وكان المكايس يخدم في وحدة الهندسة باللواء 551.
بهذا، ارتفع عدد القتلى في جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال العملية البرية في غزة إلى 35 عسكريا. كما أصيب ضابط وجنديان من كتيبة المظليين 202، وضابط احتياط من الكتيبة 697، وجندي احتياط من الكتيبة 6551 في اللواء 551، بجروح خطيرة أثناء المعارك.
اقرأ المزيد.. شهر كامل من العدوان.. لا أهداف إسرائيلية محققة سوى المجازر
مواقف سياسية متباينة
في تطورات أخرى، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها، معربا عن حاجة الوضع في غزة إلى هدنة إنسانية ووقف القتال. وشدد ماكرون على ضرورة حماية المدنيين في غزة، معبرا عن قلقه إزاء الوضع الخطير في القطاع.
وتعليقا على الوضع، أدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريحات قوية، حيث دعا إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة وإرسال مساعدات إنسانية. واتهم أردوغان حكومة "إسرائيل" بانتهاك القيم الإنسانية في قطاع غزة، مشيرا إلى الآثار الوخيمة على الأطفال والنساء في القطاع.
ويأتي ذلك في وقت أفادت فيه مصادر بأن هناك مناقشات تجري حاليا لإطلاق سراح رهائن، من بينهم أمريكيون، مقابل توقف قصير للحرب على غزة. ويشارك مدير الاستخبارات المركزية الأمريكية في تسهيل عمليات التفاوض للإفراج عن الرهائن.
اقرأ المزيد.. تأثيرات طوفان الأقصى: هدم لصورة "إسرائيل" وتحديات للأردن والمنطقة