استفاق قطاع غزة اليوم على وقع مجزرتين مروعتين ارتكبتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفرتا عن استشهاد 88 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة
غوتيريش في دائرة الغضب الإسرائيلي بسبب المادة 99
شنت دولة الاحتلال الإسرائيلي هجوما حادا على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وطالبته بالاستقالة من منصبه بعد دعوته لوقف العدوان على قطاع غزة.
وقال وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي إيلي كوهين إن فترة ولاية غوتيريش تشكل خطرا على السلم العالمي.
ويأتي الهجوم الإسرائيلي على غوتيريش بعد إعلان الأخير تفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي نادرا ما تستخدم، إذ تخول المادة 99 الأمين العام للفت انتباه مجلس الأمن إلى أي قضية يراها مهددة للسلم والأمن الدوليين.
رسالة غير مسبوقة من غوتيريش
رسالة غوتيريش التي وجهها إلى مجلس الأمن بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كانت غير مسبوقة، وقد حذر فيها من مخاطر هذا العدوان على العالم، مشيرا إلى أن النظام العام في القطاع يوشك على الانهيار.
كوهين اعتبر أن طلب غوتيريش بتفعيل المادة 99 والمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة يمثلان دعما لحركة حماس "الإرهابية"، على حد تعبيره.
جلعاد إردان بصفته مندوب الاحتلال الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة اتهم الأمين العام بـ "الانحراف الأخلاقي".
كما دعا إردان غوتيرش إلى الاستقالة فورا، مبينا أن الأمم المتحدة تحتاج إلى أمين عام داعم للحرب على الإرهاب، ولا يتصرف وفقا للنص الذي كتبته حركة حماس، على حد زعمه.
ووفقا لبيان نشر على موقع الأمم المتحدة، أرسل غوتيريش خطابا إلى رئيس مجلس الأمن مساء الأربعاء، وقد فعل في هذا الخطاب للمرة الأولى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة؛ وذلك بسبب الخسائر الهائلة في الأرواح في غزة وإسرائيل والتي حدثت خلال فترة وجيزة.
على ماذا تنص المادة 99؟
وتنص المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة على ما يأتي:
"للأمين العام أن ينبه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين".
وقال غوتيريش في خطابه لرئيس مجلس الأمن إن الأسابيع الثمانية من الأعمال العدائية بين غزة و"إسرائيل" تسببت بمعاناة إنسانية مروعة.
وأكد غوتيريش في خطابه عدم وجود مكان آمن في غزة، مبينا أنه لا توجد حماية فعالة للمدنيين، كما أشار إلى أن نظام الرعاية الصحية انهار وتحولت المستشفيات إلى ساحات للمعارك.
في الأثناء، عبر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن "دعمه الكامل" للرسالة التي أرسلها الأمين العام للأمم المتحدة إلى مجلس الأمن الدولي. وكتب سانشيز على منصة "إكس":
"الكارثة الإنسانية في غزة لا تطاق. أعبر عن دعمي الكامل للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تفعيله المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة".
وتعرض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عدة مرات للهجوم من مسؤولين إسرائيليين طالبوه بالاستقالة على خلفية تصريحاته المتعلقة بحرب غزة، خصوصا من جلعاد إردان مندوب الاحتلال الذي وصف غوتيريش بأنه "فاقد لبوصلته الأخلاقية"، وذلك بعد تصريحاته التي قال وصف فيها غزة بأنها أصبحت "مقبرة للأطفال".
وأمام مجلس الأمن، صرح الأمين العام للأمم المتحدة بأن هجوم حماس يوم الـ 7 من تشرين الأول الماضي على "إسرائيل" لم يحدث من فراغ. مبينا أن تلك الهجمات ليست مبررا لما ترتكبه إسرائيل في غزة من قتل جماعي.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 62 يوما عدوانا على قطاع غزة، ما تسبب باستشهاد ما يزيد على 16 ألف فلسطيني، وإصابة ما يزيد على 43 ألفا، جلهم أطفال ونساء.
اقرأ المزيد.. الاحتلال يسجل رقما دمويا بقتل الصحفيين لم تشهده الحرب العالمية الثانية