لم يسلم الأردن في يوم من الأيام من الاستهداف الصهيوني بأي حال من الأحوال، لا من خلال الأطماع الجغرافية، ولا من خلال السياسيات التوسعية، ولا
رسائل تهويد ضمن مشروع "إسرائيل الكبرى".. ويد الاستيطان تمتد إلى العمق السوري

في خطوة تكشف مجددا أطماع المشروع الصهيوني التوسعي لتحقيق حلم ما يسمى "إسرائيل الكبرى" أقدم عشرات المستوطنين على تنظيم طقس رمزي في الجولان السوري المحتل، لوضع حجر أساس لمستوطنة أطلقوا عليها "نافي هباشان".
ولم يكتف هؤلاء بذلك، بل عبر بعضهم السياج الحدودي إلى داخل الأراضي السورية وغرسوا علم الاحتلال، في مشهد يكرس سياسة فرض الأمر الواقع، وسط غض طرف من سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
تفاصيل الحادثة الخطيرة التي تكشف مشروع "إسرائيل الكبرى"
شارك نحو 40 مستوطنا، بينهم تسع عائلات قادمة من الضفة الغربية والجولان والخليل، في المراسم التي جرت بالقرب من المنطقة العازلة في الجولان المحتل.
سبعة شبان من المجموعة تجاوزوا الحدود إلى الأراضي السورية، ورفعوا "العلم الإسرائيلي"، قبل أن يعيدهم جيش الاحتلال إلى داخل الجولان. ورغم إخضاعهم لتحقيق شكلي، فقد أفرج عنهم سريعا، ما يعكس سياسة الإفلات من العقاب التي تحكم سلوك المستوطنين.
وأطلق المستوطنون اسم "نافي هباشان" على المستوطنة التي يسعون إلى تأسيسها خلف السياج، ووفق المزاعم الإسرائيلية، يشير اسم "هياشان" إلى منطقة توراتية مزعومة شرق نهر الأردن تشمل أجزاء من الجولان وجنوب سوريا في منطقة سهول حوران.
فيما أقامت عائلة جندي صهيوني قتل في جنوب لبنان زاوية تذكارية له داخل الموقع. المجموعة التي تسمي نفسها "طلائع الباشان" أعلنت أن الباشان "ميراث الأجداد" ودعت إلى طرد السكان الأصليين وفتح الباب أمام الاستيطان اليهودي الواسع، مؤكدة أن المبادرة تمت دون غطاء حكومي مباشر لكنها تأمل بالحصول على دعم رسمي لاحقا.
تبريرات واهية
بررت بعض المشارِكات في المجموعة اختراق الحدود بأن "البوابة كانت مفتوحة" وأنهن لم يدركن عدم قانونية الفعل، ورغم ذلك، أشارت تقديرات شرطة الاحتلال إلى أنه لن تتخذ أي إجراءات قضائية ضدهم، لتجنب ما وصف بـ"الانتقائية في تطبيق القانون"، بعد أن عبر آلاف الدروز الحدود قبل أسابيع دون ملاحقة.
خطاب استيطاني صريح
لم يُخفِ المستوطنون نواياهم التوسعية بإقامة "إسرائيل الكبرى"، إذ قال عموس عزرية، وهو أكاديمي من مستوطنة "أريئيل": "إن الهدف هو "الاستيطان في كامل إقليم البشان"، وهو الاسم الذي يطلقه المستوطنون على مرتفعات الجولان ومنطقة جنوب سوريا، بزعم أن المنطقة "جزء لا يتجزأ من إسرائيل" وأن الاتفاق الذي أبرم مع سوريا عام 1974 قد انهار. بل ذهب إلى أبعد من ذلك حين قال إن "موسى ربنا فتح الأرض" وإنه "يجب طرد السكان الحاليين والاستيطان فيها".
موقف سلطات الاحتلال
رئيس المجلس الإقليمي للجولان وصف الحادثة بأنها تجاوز "خط أحمر"، مؤكدا أن دخول الأراضي السورية يشكل خرقا للقانون وخطرا أمنيا، وأن المجلس يرفض أي عمل يعرض الأرواح للخطر. غير أن هذا الموقف ظل أقرب إلى التحذير الشكلي دون أي إجراءات رادعة.
رد "رواد البشان"
من جهتهم، رفض المستوطنون المشاركون الانتقادات، وبينوا أن ما قاموا به امتداد لنهج الاستيطان بعد 1967. وزعموا أن الاعتماد على الأسوار والحواجز "وهم خطير" لا يحمي المستوطنين، داعين إلى التوسع الاستيطاني في منطقة البشان بوصفه "ضمانة أمنية" لسكان الجولان وبقية الكيان.
وتكشف هذه الخطوة مجددا طبيعة المشروع الصهيوني الذي لا يتوقف عند حدود، بل يسعى لفرض وقائع استيطانية جديدة تحت غطاء ديني وتاريخي مزعوم، في إطار رؤية أوسع لـ"إسرائيل الكبرى".
اقرأ المزيد.. الاحتلال يطرح عطاءات لبناء 4000 وحدة استيطانية جديدة في الضفة والقدس