استفاق قطاع غزة اليوم على وقع مجزرتين مروعتين ارتكبتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفرتا عن استشهاد 88 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة
أدلة على كذب رواية الاحتلال حول مجزرة الطحين
أعلن البيت الأبيض أمس الجمعة، أنه لا يمتلك معلومات كافية بشأن التصريحات الصادرة عن جيش الاحتلال، التي ادعى فيها أن الضحايا في مجزرة الطحين التي وقعت في شارع الرشيد بمدينة غزة يوم الخميس الماضي، سقطوا نتيجة التدافع بينهم من أجل الحصول على المساعدات، مع تشكيك في رواية جيش الاحتلال حول تلك المجزرة.
حيث حاول المتحدث باسم جيش الاحتلال أن يتنصل من المسؤولية عن الجريمة المروعة بنشر مقطع فيديو جوي مجتزأ، وادعى أن التدافع والدهس كانا سبب استشهاد عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين.
ونقلت وكالة "رويترز" عن متحدث في البيت الأبيض قوله: "لا توجد لدينا معلومات كافية كي نتحقق من تعليقات الجيش الإسرائيلي بأن التدافع هو ما تسبب بسقوط قتلى في واقعة المساعدات أمس".
رواية الاحتلال حول مجزرة الطحين غير مترابطة
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال the wall street journal" عن عدم اتساق تعليقات المسؤولين الإسرائيليين المتعلقة بمجزرة الطحين التي وقعت في شارع الرشيد، كما بينت الصحيفة أن تلك التعليقات تحمل معلومات متناقضة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله في البداية إن البنادق هي مصدر النيران وليست الدبابة، بينما أشار مسؤول عسكري آخر إلى إطلاق دبابة إسرائيلية طلقات تحذيرية مضيفا أن القوات بدأت بعدها بإطلاق النار على الحشد، كما استعرضت الصحيفة تصريحات مسؤول عسكري ثالث لمحطة إذاعية فرنسية، ادعى فيها أن ضرب جنود الاحتلال كان ردا على إطلاق النار عليهم.
من جانبها، أقرت صحيفة "نيويورك تايمز The New York Times" الأمريكية بأن المشاهد المصورة جزئيا التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى مقاطع أخرى نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا توضح بشكل كامل تسلسل الأحداث.
وأشارت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال قام بنشر أجزاء مختارة من فيديو مأخوذ بطائرة دون طيار، مع رفضه تقديم "لقطات غير معدلة"، مما يثير شكوكا بشأن إمكانية التلاعب ويزيد من الارتباك بشأن تسلسل الأحداث.
أدلة تثبت تورط جيش الاحتلال بـ مجزرة الطحين
توضح أدلة واضحة تورط جيش الاحتلال في مجزرة الطحين التي وقعت في شارع الرشيد بمدينة غزة، وذلك وفقا للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان:
-
أولا، تشير علامات الإصابات على أجساد الشهداء والمصابين إلى أن العديد منهم تعرضوا لإصابات بأعيرة نارية، وهو أمر تم توثيقه من خلال معاينة الضحايا لحظة وصولهم إلى المستشفى، إضافة إلى امتزاج دماء جروحهم بأكياس الطحين وصناديق المساعدات.
-
ثانيا، يدعم تورط جيش الاحتلال مقاطع الفيديو التي نشرها شهود العيان، حيث يمكن سماع صوت الرصاص الواضح الذي يصدر من جهة الدبابات الإسرائيلية المتمركزة باتجاه البحر.
-
ثالثا، يتم التثبت من بصمة صوت الرصاص الواضح ومصدره من سلاح آلي برصاص من عيار "5.56" المستخدم من قبل جيش الاحتلال، مما يؤكد تورطه في الحادث.
-
وأخيرا، يظهر الفيديو الذي نشره جيش الاحتلال عدة دبابات في المنطقة ووجود جثث بمسار الدبابات، مما يشير إلى وجود مصدر خطري خارجي، وليس من الشاحنات ذاتها أو من التدافع حولها، كما أن الأشخاص الذين كانوا بعيدين عن الشاحنات هربوا باتجاه عكسي، مما يدل على أن مصدر الخطر يأتي من مصدر آخر.
اقرأ المزيد.. آلاف الأردنيين يجددون رفض الجسر البري
الأمم المتحدة: رأينا عددا كبيرا ممن أصيبوا بالرصاص
أفادت الأمم المتحدة بأن فريقا تابعا لها زار مستشفى الشفاء في شمال قطاع غزة، حيث تم استقبال مئات الجرحى، وأكدت رؤية "عدد كبير" من الجروح الناتجة عن إصابات بالرصاص.
وصرح ستيفان دوجاريك بأن مستشفى الشفاء استقبل أكثر من 700 جريح في اليوم السابق، حيث يوجد 200 مريض لا يزالون في المستشفى، وأفاد الموظفون بأنهم استقبلوا 70 جثة لأشخاص قتلوا أمس خلال المجزرة التي وقعت خلال توزيع المساعدات.
لم يوضح المتحدث ما إذا كان أعضاء الفريق قد فحصوا جثامين الشهداء، ولكنه أكد أنهم رأوا "عددا كبيرا من الجروح الناتجة عن إصابات بالرصاص" لدى المرضى الذين كانوا يتلقون العلاج.
شهادات حية على ما حدث في مجزرة الطحين
ونقلت وكالة "رويترز" عن أربعة شهود كانوا في الموقع وقت حدوث المجزرة أن قوات الاحتلال الإسرائيلية أطلقت النار عليهم، كما بين بعضهم أن دبابات وطائرات مسيّرة أطلقت النيران.
وأفاد أحد الشهود، وهو محمود أحمد، بانتظاره منذ مساء الأربعاء القافلة التي وصلت صباح الخميس، وأضاف أن الجوع أجبره على أن يخاطر بالوصول إلى مكان الشاحنات أملا بالحصول على الطحين لأطفاله. وما إن وصلت شاحنات المساعدات إلى شمال غزة حتى توجه نحوها، لكن دبابة وطائرة مسيّرة، على حد قوله، بدأتا في إطلاق النار.
وأضاف:
"ذهبنا من الساعة السابعة مساء وبقينا حتى اليوم التالي، ولما وصلت المساعدات تجمعنا للحصول عليها، وعندها بدأت الدبابة والطائرة المسيّرة بإطلاق النار علينا، فأصبت في ظهري وبقيت أنزف لمدة ساعة... عندما دخلت المساعدات بدأت الدبابة والمسيّرات الإسرائيلية بإطلاق النيران على الأشخاص المتجهين للحصول على لقمة عيش لأولادهم".
وأوضح جهاد محمد الشاهد الثاني أنه انتظر عند دوار النابلسي على طريق الرشيد الساحلي، وهو طريق التوصيل الرئيسي إلى شمال غزة.
وعند سؤاله عما إذا كان جيش الاحتلال قد تعمد إطلاق النار، أجاب محمد: "صحيح، سواء دبابة أو جنود أو طيارة، كله كان يطلق النيران".
والشاهد الثالث هو سامي محمد، والذي جاء على طريق الرشيد لانتظار وصول قافلة المساعدات. وأوضح أنه كان بصحبة ابنه ينتظر المساعدات على شارع الرشيد عند الساعة الثالثة ونصف، وأكد أن جيش الاحتلال بدأ عندها بإطلاق القذائف على الناس.
اقرأ المزيد.. طوفان الأقصى في يومها الـ148 قصف عنيف على دير البلح وجباليا