خبير مختص: استخدام مصطلح "مجمع المسجد الأقصى" خطير جدا

الصورة
المصدر

أفاد رئيس أكاديمية الشهاب المقدسية، والباحث المختص في شؤون القدس د. أمجد شهاب، لـ حسنى اليوم الأربعاء، أن مصطلح "مجمع المسجد الأقصى" الذي استخدم من قبل وسائل إعلام عالمية، لم يرد ذكره في العصور الوسطى أو حتى التاريخ الحديث.

كما أن المصطلح لم تأتِ على ذكره اتفاقيات السلام الموقعة بين عدد من الدول العربية والاحتلال الإسرائيلي أو حتى مراسلات منظمة الأمم المتحدة المتعلقة بشؤون المسجد الأقصى المبارك.

وكالات أنباء عالمية وعربية تستخدم مصطلح "مجمع المسجد الأقصى"

وقد استخدمت وكالات أنباء عالمية وعربية عدة أبرزها "رويترز ووكالة الأنباء الفرنسية وهيئة الإذاعة البريطانية BBC وشبكة CNN الأمريكية" ووسائل إعلام عربية بشكل غير مسبوق مصطلح "مجمع المسجد الأقصى".

كما أنها وصفت اقتحام وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى أمس الثلاثاء "بالزيارة" وهو ما يوحي بتبني الاعلام الغربي التوجه الإسرائيلي نحو تكريس التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى الذي تسعى إليه الجماعات اليهودية المتطرفة.

مصطلح "مجمع المسجد الأقصى" يمهد لخطوات خطيرة

وأكد شهاب أن الإسرائيليين يطلقون المصطلحات المتعلقة بالمسجد الأقصى المبارك تمهيدا لخطوات قادمة وهو أمر خطير جدا، مبينا أن مصطلح "مجمع الأقصى المبارك" يعني أن المسجد الأقصى من وجهة نظرهم قابل للتقسيم والتوزيع بين المسلمين واليهود، وهو ما تتبناه الأحزاب الدينية اليهودية كحزب "القوة اليهودية "، الذي يتزعمه بن غفير والذي روج خلال حملته الانتخابية بضرورة السماح بالصلاة في المسجد الأقصى لليهود والمسيحيين كما المسلمين.

وشدّد شهاب أن الاحتلال الإسرائيلي يخطط بالانقضاض على المصلى المرواني ومصلى باب الرحمة في المسجد الأقصى المبارك، وأن الهدف الأساسي هو مسجد قبة الصخرة المشرفة، على اعتبار أنها أقدس مكان عند اليهود حسب زعمهم بغية بناء هيكلهم المزعوم.

ولفت شهاب أن مكمن الخطورة في الانتخابات الإسرائيلية التي جرت مؤخرا، هو الانتقال من الصهيونية الليبرالية إلى الصهيونية الدينية، التي تؤمن بما يسمى "مملكة إسرائيل" التي بدأت تتكون وليس الاحتلال بشكله الحالي، بل يسعون إلى إنشاء تلك المملكة التي يجب أن تمتد ما بين نهري الفرات والنيل ما يعني الاستحواذ على فلسطين كاملة والأردن ولبنان وسوريا والسعودية والعراق ومصر.

استخدام مصطلح "زيارة" المسجد الأقصى بدلا من اقتحام

وشدّد رئيس أكاديمية الشهاب المقدسية أننا نعيش أزمة مفاهيم، من خلال استخدام مصطلح "زيارة " بدلا من اقتحام، وأن المسجد الأقصى تحت الوصاية الهاشمية ومنذ الاحتلال العام 1967.

وحتى العام 2000 كانت تباع تذاكر خاصة للأجانب للدخول إلى المسجد الأقصى المبارك بغرض زيارته على اعتبار أنه إرث إسلامي وتاريخي أيضا، لكن الأوقاف الأردنية منعت الزيارات بعد اقتحام رئيس حكومة الاحتلال الأسبق آرئيل شارون باحات المسجد ما أدى إلى اندلاع انتفاضة الأقصى.

"الإسرائيليون استغلوا قرار الأردن بمنع دخول الأجانب"

وبيّن شهاب أن الإسرائيليين استغلوا قرار الأردن بمنع دخول الأجانب وسمحوا للمستوطنين وللسياح بالدخول من جهة باب المغاربة، منتزعين بذلك صلاحية دائرة شؤون أوقاف القدس الجهة المخولة بالسماح للسياح الأجانب بزيارة المسجد ودخول باحاته، حيث باتوا يدخلون تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، فأصبح المستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى خلال فترتين صباحة ومسائية بمشاركة وحماية شرطة الاحتلال.

ثم ما أن لبث الأمر وتطور إلى قيام المستوطنين بتأدية طقوسهم التلمودية وإقامة الصلوات بصوت مرتفع وإدخال القرابين النباتية كما أنهم حاولوا مؤخرا إدخال الشمعدان اليهودي.

ولفت شهاب أن حكومة الاحتلال الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو تجاوزت التطرف وهي حكومة فاشية دينية تؤمن بأيدلوجية صهيونية متطرفة.

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00