منع الاعتكاف في المسجد الأقصى..استجابة للاحتلال أم منعا لانفجار الأوضاع

الصورة
المصدر

هل يخفف قرار دائرة الأوقاف في القدس ومدير المسجد الأقصى عمر الكسواني، القاضي بمنع الاعتكاف في المسجد الأقصى من حدة التوتر بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، أم أن مثل هذا القرار سيفجر الأوضاع مجددا في ساحات الأقصى والقدس؟

كان مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني قد أصدر قرارا بمنع الاعتكاف في المسجد الأقصى، وحصر ذلك في العشر الأواخر من رمضان فقط، حيث أثار القرار جدلا وغضبا واسعين في صفوف المصلين وعموم الفلسطينيين.

ويتخوف مراقبون أن يكون القرار قد جاء استجابة لضغوطات عربية وإسرائيلية، وخاصة أن شهر رمضان المبارك يتزامن هذا العام مع "الفصح اليهودي" الذي يصادف في 15 نيسان الجاري، وهناك دعوات خرجت من جماعات الهيكل" المتطرفة ،لاقتحام جماعي للمسجد الأقصى وتقديم قرابين في باحاته لتحقيق معتقداتهم بإعادة بناء الهيكل الثالث المزعوم مكان المسجد الأقصى.

الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان

الكسواني دافع عن قراره منع الاعتكاف في الأقصى، بأن"هذا ما درجت عليه العادة بأن يتم الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان".

وقال يمكن للمصلين الدخول للمسجد الأقصى عند صلاة الفجر، وأن يبقوا فيه حتى ساعات المساء، وأن يتم الاعتكاف بمساجد القدس القديمة الأخرى.

وأضاف أن التواجد في المسجد مسموح للكل، حيث يفتح من الرابعة صباحاً حتى صلاة العشاء، وأما من يأتي من مناطق بعيدة فانه يستطيع مغادرة المسجد الأقصى للمساجد القريبة والعودة مع صلاة الفجر، وبالتالي لا يوجد أي إغلاق أو إخراج للناس.

أثبتت الكثير من الأحداث والمواقف خلال السنوات الماضية أن المرابطين في المسجد الأقصى سبق أن تصدوا للمتطرفين اليهود الذي حاولوا اقتحام المسجد الأقصى وكان سلاحهم الإيمان والتصدي لهم بأجسادهم وبالتكبيرات والهتاف وبالحجارة، وأمام هذه الهدير تم منعهم من اقتحام المسجد.

كما أن الاستفزازات من المتطرفين اليهود لم تتوقف،ومنذ مطلع شهر رمضان المبارك تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءات يومية على المواطنين عقب خروجهم من صلاة العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبارك، في محاولة منها لإفراغ مدينة القدس من طابعها الفلسطيني والتضييق على المواطنين الذين يتوافدون إلى القدس خلال الشهر الفضيل لأداء الصلاة.

واعتقلت قوات الاحتلال منذ الأول من رمضان العشرات من المقدسيين، بعضهم ما زال رهن الاعتقال، والبعض الآخر أفرج عنه بشرط الإبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة وفرضت عليهم غرامات مالية.

لكن الكسواني في دفاعه عن قراره الذي صدر أمس، يرى أن دائرة الأوقاف وحراس المسجد هم الذين يحمون المسجد ومنذ سنوات يقومون بهذه المهة في حماية المسجد والدفاع عنه، ومنهم من تم ابعاده وسجنه ومنهم من هو مصاب.

وقال "نحن لسنا في مكان اتهام حتى ندافع عن أنفسنا، ولا يمكن أن نكون أداة بيد الاحتلال في خذلان المسجد الأقصى وبالتالي ونحن كموظفين وحراس نتواجد لحماية المسجد والدفاع عنه".

ما تخطط له العصابات الاستيطانية يحتاج لرباط مقدسي

خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري اعتبر في تصريحات صحفية أن الأوقاف الإسلامية في القدس تجاوبت مع رفض الاحتلال إقامة الاعتكاف بالمسجد الأقصى المبارك في العشرية الثانية من شهر رمضان المبارك وهناك مشاورات بين العلماء في الأقصى، لبحث هذا الملف والتأكيد على ضرورة بدء الاعتكاف.

وقال إن ما تخطط له العصابات الاستيطانية الإسرائيلية لاقتحام  المسجد الأقصى، يحتاج لرباط مقدسي يحمي المسجد مما يحاك له من مؤامرات.

الأيام القريبة المقبلة ستثبت إن كان قرار منع الاعتكاف في المسجد الأقصى سيخفف من حدة التوترات في القدس الشريف ويمنع انفجار الأوضاع أم أنه سيزيدها اشتعالا!

اقرأ المزيد: دعوات"جماعات الهيكل" لاقتحام المسجد الأقصى

00:00:00