57 عاما بين نكسة حزيران وطوفان الأقصى

الصورة
على يمين الصورة فلسطيني يرفع يديه خلال النكسة عام 1967 وعلى اليسار جندي إسرائيلي تأسره المقاومة في طوفان الأقصى
على يمين الصورة فلسطيني يرفع يديه خلال النكسة عام 1967 وعلى اليسار جندي إسرائيلي تأسره المقاومة في طوفان الأقصى
آخر تحديث

57 عاما مضت على نكسة حزيران عام 1967، حيث هزم جيش الاحتلال الإسرائيلي 3 دول عربية هي الأردن وسوريا ومصر، هزيمة ساحقة في حرب دامت 6 أيام، احتلت فيها "إسرائيل" ما تبقى من فلسطين التاريخية، حيث احتلت الضفة الغربية والقسم الشرقي من مدينة القدس وغزة، وهضبة الجولان السورية، وفي الجانب المصري صحراء سيناء، كما تم تدمير أغلب عتادها العسكري، فتحول العدو الإسرائيلي إلى ضابط في المنطقة يضرب كيف ومتى شاء، إلا أن هذا الواقع تزعزع بعد تاريخ السابع من تشرين أول الماضي تاريخ بدء معركة طوفان الأقصى

ومع اقتراب دخول طوفان الأقصى شهرها التاسع، يفشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في حسم المعركة مع المقاومة الفلسطينية في غزة رغم حرب الإبادة الجماعية لليوم الـ243 على التوالي والذي يصادف اليوم ذكرى نكسة حزيران. 

نكسة حزيران 1967

وتعد الحرب الأكثر كارثية في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، حيث أدت إلى استشهاد ما يزيد على 21 ألفا من الجانب العربي على الجبهات الثلاث الأردنية والسورية والمصرية، مقابل مقتل ما يزيد على 700 إسرائيلي، وتدمير 70-80% من العتاد الحربي في الدول العربية مقابل 2-5% من الجانب الإسرائيلي. 

كما أدت الحرب إلى تهجير نحو 300 ألف فلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة والمدن الواقعة على طول سيناء، ونزوح مئة ألف من هضبة الجولان إلى سوريا. 

سبقت الحرب توترات عسكرية على مختلف الجبهات مع الكيان المحتل، وفي منتصف أيار 1967 بدأت استعدادات جيش الاحتلال الإسرائيلي لشن العدوان، وذلك بتنفيذ الدعوات الاحتياطية السرية، وحشد القوات على مختلف الجبهات؛ ما زاد صعوبة الموقف العسكري في المنطقة. 

ونتيجة النشاط السياسي الدولي، وبصورة خاصة رغبة الحكومة الفرنسية آنذاك بعدم اللجوء إلى القوة، تعهدت الدول العربية الأردن ومصر وسوريا بعدم شن الحرب وإيقاف الاستعدادات العسكرية، إلا أن القيادة العسكرية الإسرائيلية، وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، استغلت هذا الظرف، وقامت بعدوانها المباغت صبيحة يوم الـ5 من حزيران 1967. 

نفذت "إسرائيل" خطتها العدوانية بتوجيه ضربة جوية كثيفة ومباغتة للمطارات العسكرية وللطيران الحربي المصري والسوري والأردني، لتتمكن القوات الإسرائيلية من السيطرة الجوية على أرض المعركة طيلة مدة الحرب. 

وبعدها في الأيام من 5 إلى 8 حزيران وجهت قوات الاحتلال الإسرائيلية هجومها نحو الجبهة المصرية، كما وجهت ضربات على الجبهة الأردنية مع توجيه ضربات نارية بالمدفعية والطيران لمواقع الجيش السوري في الجولان طيلة تلك الفترة. 

تابعت "إسرائيل" هجومها يوم الـ10 من حزيران رغم صدور قرار من الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار، حيث زودت "إسرائيل" بقوات جديدة من الاحتياط، وخاصة من القوات التي كانت تعمل على الاتجاه الأردني، لتحتل قوات الاحتلال الإسرائيلية الضفة الغربية، بما فيها القدس أي ما مساحته 5878 كم2 إثر انسحاب القوات الأردنية وعودتها إلى الشرق من نهر الأردن، وقلصت حدودها مع الأردن من 650 كم إلى 480 كم، من بينها 83.5 كم طول البحر الميت. 

واستطاعت قوات الاحتلال تحسين وضعها الاستراتيجي والأمني والعسكري، وإزالة أي خطر عسكري كان من الممكن أن يتهددها، ولم يعد هناك أي وجود عسكري عربي في الضفة الغربية والجولان وسيناء المصرية.

نتائج نكسة حزيران

وكان من نتائج نكسة حزيران صدور قرار مجلس الأمن رقم 242، الذي يدعو "إسرائيل" إلى الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حزيران عام 1967، لكنه لم ينفذ حتى الآن، وانعقاد قمة اللاءات الثلاثة العربية في الخرطوم في 29 آب 1967، والتي تنص على: "لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الصهيوني قبل أن يعود الحق لأصحابه"، وكذلك عملت "إسرائيل" على محو قرى فلسطينية بأكملها، وفتح باب الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية. 

ورغم كل الجهود فلم يقبل الكيان المحتل بمنطق السلام، ورفض قرارات منظمة الأمم المتحدة وتحدى ميثاقها وانتهك مبادئها؛ واستمر بالاستيلاء على الأراضي ومصادرتها ونهبها لصالح الاستيطان، وكذلك الاستمرار في مسلسل الاعتداءات سواء ما يتعلق بالقتل والأسر وتهويد المدن والأحياء العربية الفلسطينية وبالذات في مدينة القدس كما هو الحال في حي الشيخ جراح وسلوان وغيرها من المناطق والأحياء. 

وبعد أن وضعت "إسرائيل" يدها على الأرض، تسعى لتنفيذ مخططاتها في التطبيع وعقد اتفاقيات ثنائية مع الدول العربية وتعميق الفرقة والتشتت العربي والإسلامي والاستفراد بالمقدسات الإسلامية والمسيحية بما فيها المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف الذي يتعرض للاقتحامات اليومية من المستوطنين والمتطرفين لإقامة الهيكل الزائف على أنقاضه. 

اقرأ المزيد.. في ذكرى النكبة؛ 76 عاما من ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين

دلالات
00:00:00