يدخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ433، في ظل استمرار القصف الجوي والمدفعي الذي يخلف يوميا عشرات الشهداء والجرحى، فيما تتزايد
يحيى السنوار مهندس طوفان الأقصى ومقلق "إسرائيل"
اختارت حركة حماس، أمس الثلاثاء، يحيى السنوار "أبو إبراهيم" 61 عاما، رئيسا لمكتبها السياسي خلفا للشهيد إسماعيل هنية الذي اغتالته "إسرائيل" في طهران الأربعاء الماضي، الأمر الذي اعتبرته هيئة البث العبرية مفاجأة ورسالة لتل أبيب بأن السنوار حي وأنّ "حماس لا تزال قوية"، بينما دعا وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس إلى اغتياله سريعا.
وتم اختيار السنوار من قبل مجلس شورى حركة حماس المكون من 50 عضوا، وهو هيئة استشارية تتألف من مسؤولين ينتخبهم أعضاء الحركة في أربعة أقسام:
-
غزة.
-
الضفة الغربية.
-
الشتات.
-
الأسرى في سجون الاحتلال.
محطات من حياة يحيى السنوار
أبصر يحيى السنوار الحياة في الـ7 من تشرين الأول 1962 في مخيم خانيونس جنوبي قطاع غزة وذلك بحسب المركز الفلسطيني للإعلام. وتلقى السنوار تعليمه في مدرسة خانيونس الثانوية للبنين، ثم حصل على درجة البكالوريوس من شعبة الدراسات العربية "التواصل الاجتماعي" بالجامعة الإسلامية في غزة.
أمضى 23 سنة من حياته في سجون الاحتلال، وتلقى أحكاما بـ4 مؤبدات، قبل أن تفرض كتائب القسام على سلطات الاحتلال الإفراج عنه بصفقة تبادل أسرى والتي تعرف بصفقة "وفاء الأحرار" مقابل الإفراج عن الأسير الإسرائيلي "جلعاد شاليط" عام 2011.
تعلم خلال السنوات التي قضاها في معتقلات الاحتلال اللغة العبرية وغاص في فهم العقلية الإسرائيلية، وألف عدة كتب وترجم في المجالات السياسية والأمن والأدب، وتعد رواية "الشوك والقرنفل" والتي صدرت عام 2004 من أبرز مؤلفاته والتي تروي قصة النضال الفلسطيني منذ عام 1967 حتى انتفاضة الأقصى.
انتخب يحيى السنوار عام 2017 عضوا في المكتب السياسي لحركة حماس، وبعد أربع سنوات انتخب رئيسا للحركة في قطاع غزة، وقد تعرض منزله للقصف والتدمير خلال حروب 2012، 2014، 2021، 2024.
مع انطلاق معركة طوفان الأقصى أصبح السنوار المطلوب الأول لدى "إسرائيل" إضافة إلى محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام.
السنوار الرئيس الرابع ورجل حماس القوي.. فما دلالة ذلك؟
يحيى السنوار رابع قائد في حماس يشغل هذا المنصب، بعد موسى أبو مرزوق وخالد مشعل والشهيد إسماعيل هنية، وبحسب مراقبين فإن رسائل هذا الاختيار تجاه الاحتلال كانت قوية ومؤثرة، ولن تمر بهدوء على تل أبيب، ومن أبرز تلك الرسائل:
-
قوة الرد على العدوان الإسرائيلي، حيث يعد السنوار عنوان "الصقورية" داخل حركته، وأحد أكثر عناصرها قسوة وعنادا تجاه الاحتلال، وفق ما يصفه به الإعلام الإسرائيلي.
-
قرار استخلاف السنوار بعد هنية دليل تؤكد فيه حماس على الإجماع داخل الحركة الأمر الذي أحبط كل المحاولات الإسرائيلية بإحداث شرخ بين القيادات.
-
استمرار رمزية طوفان الأقصى الذي ارتبط باسم يحيى السنوار، وإخفاقات الاحتلال بتصفية قادة حماس والوصول إليهم.
-
إعادة دفة الشأن السياسي إلى الميدان بعد سنوات من بقائها بيد قيادة الخارج، ما يعني أن الميدان هو أولوية هذه المرحلة لمواجهة العدوان عسكريا، خصوصا مع وصول مسار التفاوض إلى طريق مسدود بسبب تعنت بنيامين نتنياهو فضلا عن اغتيال القائد إسماعيل هنية.
كاتس يدعو إلى تصفية السنوار بشكل سريع
دعا وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إلى "اغتيال السنوار وبشكل سريع وكتب كاتس على منصة "إكس":
"تعيين السنوار على رأس حماس، هو سبب إضافي لتصفيته سريعا ومحو هذه المنظمة من الخريطة"
اقرأ المزيد.. اغتيال إسماعيل هنية.. محطات من حياته: لاجئ ثم قائد ثم شهيد