حالة جوية استثنائية.. خسائر في المركبات وبشائر في المحاصيل

الصورة

شهدت المملكة ليلة أمس وصباح اليوم حالة جوية استثنائية تضمنت أمطارا رعدية وتساقط حبات برد كبيرة الحجم أدت إلى خسائر في ممتلكات بعض المواطنين وخاصة على صعيد المركبات.

ونشر مواطنون صور مركباتهم التي تعرض زجاجها للكسر والتحطيم إثر تساقط شديد ومستمر لحبات البرد.

الصورة

 

الصورة

 

حالة جوية استثنائية تتكرر كل ثلاثين عاما

وفي الـ 12 من أيار من عام 1982 كانت العاصمة عمان قد شهدت حالة عدم استقرار جوي مماثل لما تشهده اليوم، لكنها سببت أضرارا واسعة أشد وأكبر مما سببته الحالة الجوية التي عاشتها المملكة ليلة أمس وصباح اليوم وذلك بحسب ما بين لـ حسنى مدير موقع طقس العرب محمد الشاكر.

ويوضح الشاكر أن تساقط البرد الذي يؤدي إلى أضرار يرجع إلى حالات عدم استقرار جوي تتكون فيها سحب ركامية استثنائية تتشكل في المنطقة ذاتها وتنمو بشكل سريع، ويترافق تشكلها مع برد ضمن تيارات يطلق عليها اسم "التيارات الحملية" وهي تحمل صفة النمو التصاعدي، إذ تحمل قطرات المياه التي تكون في قاعدة السحب وترفعها بسرعة هائلة إلى أعالي الغلاف الجوي، حيث تتجمد ويكبر حجمها ليصبح كبيرا للغاية بحيث لا تستطيع البقاء في الأجواء العالية، فتهطل على شكل برد كبير الحجم قد يسبب خسائر في الممتلكات أو الأرواح في بعض الدول.

وحول إمكانية التنبؤ بهذه السحب، فإن علم التنبؤات الجوية يستطيع التنبؤ بحصول حالة عدم استقرار جوي وقياس مدى تقدمها فقط، فالطاقة الكامنة في الغلاف الجوي تعكس إما قيما عالية أو منخفضة حول الحالة الجوية التي تعيشيها المنطقة -بحسب الشاكر-.

هل يمكن تلافي الخسائر الناتجة عن تساقط البرد كبير الحجم

يقول الشاكر إن هناك فلسفة في إدارة الأزمات والمخاطر في البلاد تنص على أن الحالة الجوية التي لا تتكرر كثيرا أو يمكن أن تأتي كل ثلاثين سنة لا يبنى عليها أي مخطط عمراني أو إجراءات ثابتة، بيد أن الأولوية في مثل هذه الظروف هي حماية الأرواح بالاحتماء داخل الأبنية وعدم المخاطرة بالبقاء خارجها لأي ظرف كان.

وإن كان التنبؤ بأن حالة عدم الاستقرار الجوي عالية القيم الجوية، فإن التنبؤ بالأماكن التي قد تتعرض لسحب ركامية وتساقط برد كبير الحجم أمر يشكل تحديا أمام علم التنبؤات الجوية، فقد بين الشاكر أن الدول التي تشهد حالات برد مضرة بشكل متكرر لم تستطع حتى الآن سوى التعامل وقائيا بإلزام المواطنين بحماية مركباتهم وتوفير كراجات جيدة لها.

هذا وتستمر المملكة تحت تأثير حالة عدم الاستقرار الجوي حتى الغد، إلا أن المناطق الشرقية ستكون أكثر تأثرا من المناطق الوسطى.

 

هل هناك آثار سلبية للأمطار الرعدية على الثروة الحيوانية والزراعية؟

من جهته بين مدير عام المركز الوطني للبحوث الزراعية د. نزار حداد أن الأمطار الرعدية التي شهدتها المملكة ستنعكس بشكل إيجابي على قطاع الثروة الحيوانية والنباتية كالتالي:

  • الثروة الحيوانية: ستساهم الأمطار بزيادة مخزون التربة من المياه على المدى البعيد، مما سينعكس إيجابا على طول مدة الرعي المفتوح وتوفر الحشائش لذلك.
  • تربية النحل: ستزيد مدة الإزهار للأزهار التي لم تتفتح بعد، أو التي في طور التشكيل كالنباتات البرية.
  • أشجار الزيتون: ستنعكس إيجابا على أشجار الزيتون سواء التي انعقدت أزهارها أو لم تنعقد، إذ ستساهم في زيادة المياه في تربة أشجار الزيتون، ما سيحسن من نوعية ثمارها، إلا في حال تعرضها لحبات البرد التي يمكن أن تؤثر على سقوط الأزهار.
  • الأشجار المثمرة المزروعة في المناطق المرتفعة والجبلية: لن تحتاج إلى ري تكميلي، إذ إن الأمطار التي سقطت أمس كافية لتوفير كميات ري وفيرة للتربة.
  • الشعير: لن تؤثر الأمطار سلبا على مادة الشعير؛ لأن غالبية المزارعين انتهوا من حصاده.
  • القمح: لا يزال حصاد القمح في بداية موسمه، ويعتمد تأثره بالأمطار الرعدية على صنفه؛ إذ يمكن أن لا يحتمل ساق بعض الأصناف الأمطار الشديدة، فيما لا تؤثر تلك الأمطار على أصناف أخرى، وفي حال كان المزارع قد انتهى من حصاد قمحه وتتبينه فعليه الانتظار بعض الوقت لحين جفافه؛ لأن جمعه وهو مبلول قد يعرضه للفطريات أو السوس.
  • البقوليات العلفية كالبرسيم: ستكون مستفيدة من الأمطار، ما يعني توفيرها بكميات أكبر للحيوانات.
  • البقوليات الغذائية كالحمص والفول والعدس: ستساهم الأمطار الرعدية بشكل إيجابي في توفير الري الكافي لها وبالتالي  تحسين إنتاجها.
  • الزراعات صيفية كالبطيخ والبامية: لن تؤثر الأمطار سلبا على الثمار التي تزرع مكشوفة، بشرط ألا تكون في مجرى السيل وألا تكون قد انجرفت بسبب الأمطار.

هذا ودعا حداد المزارعين -في ظل ما تعيشه المملكة من حالة جوية استثنائية- إلى الاطلاع على خارطة المناطق الأكثر تأثرا بالفيضانات الوميضية والتي نشرها المركز الوطني عقب حادثة غرق طلبة المدارس في البحر الميت بعد هطول أمطار رعدية كثيفة، لافتا إلى أن نشرها في البداية كان لأخذ الحيطة والحذر، وليس للاستفادة منها لغايات الزراعة أو غيرها.

الأمطار ترفد السدود وتملؤها بالخير

من جهتها بشرت وزارة المياه المواطنين أن الأمطار التي هطلت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية رفدت السدود بنحو 30 مليون م3 لترفع التخزين الكلي فيها إلى نحو 132.900 مليون م3 من طاقتها التخزينية الكلية البالغة  نحو 281 مليون م3 وبنسبة تخزين بلغت  47.33%.

وبحسب ما بين الناطق الإعلامي باسم وزارة المياه عمر سلامة لـ حسنى اليوم، فإن الهطولات تركزت في سدود الموجب والوالة والتنور، فيما توزعت كميات بسيطة على السدود الأخرى باستثناء سد وادي العرب وزرقاء- ماعين فلم يسجل دخول أي كميات إليها.

ولم تقتصر بشائر ما شهدته المملكة من حالة جوية استثنائية والهطول المطري الذي رافقها على السدود فقط، فقد خزنت أكثر من 400 حفيرة وسد ترابي موجودة في مختلف مناطق المملكة حوالي 112 مليون م3 من المياه -بحسب سلامة-.

وفي دعوة للاستفادة القصوى من مثل هذه الهطولات المطرية، دعا سلامة المواطنين إلى اعتماد سياسة الحصاد المائي في المنازل والمنشآت والمؤسسات الحكومية، خاصة أنها ذات تكلفة منخفضة من حيث البناء والتأسيس.

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00