أعربت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية عن إدانتها الشديدة لاستهداف الاحتلال الإسرائيلي لمربع سكني في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة
الجبهة تستنكر اعتقال نشطاء على خلفية تنظيمهم لمظاهرات تندد بجرائم الاحتلال
شقيق أحد المعتقلين: أخي شارك في مسابقة مقرئ الأردن، ومقرئ الأردن لن يضر الأردن
اعتقلت الأجهزة الأمنية أمس السبت عددا من الشباب في أماكن متفرقة، بعضهم من أمام بوابة الجامعة الأردنية وآخرون اقتيدوا من منازلهم وأماكن عملهم، وذلك بحسب ما أفاد ذويهم. وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات تظهر فيها قوات الأمن يقتادون شبابا من أمام البوابة الرئيسية للجامعة الأردنية ويقومون باعتقالهم بطريقة اعتبرها نشطاء وأحزاب ومحامون مسيئة للشباب ولسمعة الأردن.
استنكار حزبي وشبابي لظروف اعتقال بعض النشطاء
وقال ناشطون على موقع إكس، أن معظم الشباب المعتقلين ينتمون لأحزاب سياسية، وهم نشطاء في حراك الشارع الأردني المناصر لغزة، مستنكرين طريقة اعتقال زملائهم وكأنهم "مجرمون".
كما نشر حزب جبهة العمل الإسلامي بيانا أمس السبت، استنكر فيه اعتقال الأجهزة الأمنية مجموعة من الناشطين الشباب على "خلفية الحراك المندد بالعدوان على غزة"، كما جاء في البيان. واصفا الاعتقالات بـ "التعسفية" وأنها تشكل اعتداء صارخا على الحريات العامة، وعلى رأسها حرية الرأي والتعبير التي كفلها الدستور الأردني.
ولم يختلف بيان الحزب عن رأي النشطاء الشباب تجاه هذه الاعتقالات بأنها تناقض الموقف الرسمي الأردني، حيث أكد الحزب في البيان على أن الانسجام بين الموقفين الرسمي والشعبي حاجة وطنية لمواجهة الخطر الصهيوني، وأن هذا الحراك يمثل انتصارا للأردن كما هو انتصار لفلسطين.
الانسجام بين الموقف الرسمي الداخلي والخارجي.. هذا ما يريده الشباب
وعلى الرغم من أن الشارع الأردني شهد اعتقالات بحق الشباب المتظاهرين في الشهر الماضي خلال التظاهرات التي أقيمت قرب السفارتين الإسرائيلية والأمريكية في عمان، إلا أن هذا الشكل من اقتياد الشباب وظروف اعتقال بعضهم من منازلهم وأماكن عملهم هو ما أثار حفيظة بعض النشطاء.
في حديث إلى حسنى، قال صهيب نضال، وهو شقيق أحد الشباب المحتجزين، إن هذه التصرفات تصيب الشباب بـ "الإنفصام" على حد تعبيره، ففي حين كسر الأردن للحصار عبر الطائرات العسكرية الأردنية المحملة بالمساعدات، نرى بعض الشباب الناشطين الداعمين للموقف الأردني مكبلين بهذه الطريقة "المزعجة". واتفق الناشط الشبابي جهاد أبوالسكر مع هذا الرأي، قائلا إنه من غير المعقول أن يكون هذا هو الفعل الداخلي في الأردن في حين أن المواقف الرسمية جيدة جدا. داعيا صناع القرار الداخلي في الأردن إلى الانسجام مع المواقف الأردنية الخارجية.
وفي رسالة إلى صناع القرار، أكد صهيب أن هؤلاء الشباب يدعمون الموقف الرسمي وأي موقف عسكري مستقبلي للأردن، داعيا إلى عدم التضييق عليهم. وفي تأكيد على أن الشباب الأردني مثقف وواع ويساند دولته، قال صهيب عن أخيه ذي الـ22 عاما المحتجز:
"أحمد شاب مثقف جدا، وشارك في مسابقة مقرئ الأردن، ومقرئ الأردن لن يضر الأردن".
هل ستثني هذه الاعتقالات الشباب عن ممارسة حقهم الدستوري؟
قدر نشطاء ومحامون عدد الذين تم اعتقالهم منذ السابع من أكتوبر وحتى اليوم على خلفية المشاركة في التظاهرات نحو 400 شاب، وعلى الرغم من أن معظمهم كان يتم تكفيلهم أو إطلاق سراحهم في نفس يوم التوقيف، إلا أن هذه الممارسات ساهمت في تقليص أعداد المتظاهرين بحسب البعض.
وفي حديثه إلى حسنى، قال الناشط الشبابي إبراهيم شديفات أن هذه التصرفات تساهم في قتل الحراك بالشارع ومنع تطوره، وأن الاعتياد على هذه التصرفات من شأنه أن يجعله "عرفا" عند الاعتقال.
في ذات الوقت، أكد أبوالسكر أن هذه الاعتقالات لا يجب أن تكون عذرا للشباب في توقف المظاهرات الداعمة للقضية الفلسطينية، فهي لا شيء يذكر أمام ما يقدمه أهل غزة من صبر وصمود، مؤكدا أن العداء مع المشروع الصهيوني وليس مع الدولة الأردنية.
بيان حكومي بشأن اعتقال النشطاء الشباب
قال وزير الاتصال الحكومي مهند مبيضين خلال مؤتمر صحفي اليوم، بأن ما جرى من توقيف عدد محدود من الأشخاص أمس كان على خلفية وجود مخططات لهم لها انعكاسات على الأمن الوطني. مببينا أن التحقيق جار معهم. ومؤكدا أن ليس لاعتقالهم علاقة بالحالة التضامنية الشعبية المنددة بالحرب على غزة.
هذا واعتقلت الأجهزة الأمنية حوالي 17 شابا يوم أمس السبت، على خلفية مشاركتهم في تنظيم تظاهرات في منطقة الأغوار حسب حزبيين ونشطاء، وكانت وزارة الداخلية في وقت سابق قد أعلنت أن منطقة الأغوار والمناطق الحدودية المحيطة بها على طول الحدود مع فلسطين مناطق محظورة للتجمهر.