الأردن وإسرائيل.. استدعاء للسفير وتصعيد لأقصى درجات الاحتجاج الدبلوماسي

الصورة
مظاهرات في الأردن تطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل
مظاهرات في الأردن تطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل

استدعى الأردن يوم أمس الأربعاء سفيره لدى "إسرائيل"، تعبيرا عن موقفه الرافض والمدين للحرب الإسرائيلية المستعرة على غزة، والتي تقتل الأبرياء. 

وأبلغ الأردن "إسرائيل" بعدم إعادة سفيرها، مؤكدا على أن عودة السفراء مرتبطة بوقف الحرب على غزة، ووقف الكارثة الإنسانية التي تسببها وكل إجراءاتها التي تحرم الفلسطينيين حقهم في الغذاء والماء والدواء وحقهم في العيش الآمن والمستقر على ترابهم الوطني. 

ماذا يعني استدعاء السفير؟ 

الدبلوماسي ورئيس مركز الأوروبي لفض الأزمات الدولية ياسين الرواشدة أوضح أن الاحتجاج الدبلوماسي بين الدول له درجات متفاوتة. وقال الرواشدة لـ حسنى إن أولى درجات الاحتجاج الدبلوماسي تتمثل باستدعاء سفير الدولة الأخرى، وإبلاغه بشكل شفهي برفض الدولة لسياسات دولته وأفعالها، مثل أن تستدعي الأردن سفير دولة الاحتلال الإسرائيلي وتبلغه بشكل شفهي رفض الأردن للانتهاكات الممارسة في المسجد الأقصى. 

وتكون درجات الاحتجاج الدبلوماسي على النحو التالي وفقا للرواشدة:

  • الدرجة الأولى: استدعاء السفير وإبلاغه بالرفض شفهيا.

  • الدرجة الثانية: استدعاء سفير الدولة الأخرى وإبلاغه رسالة خطية باحتجاج الدولة على أفعال دولته ومواقفها.

  • الدرجة الثالثة: سحب سفير الدولة وطرد سفير الدولة الأخرى.

  • الدرجة الرابعة: قطع العلاقات التامة بين البلدين. 

الأردن يصل إلى أقصى درجات الاحتجاج الدبلوماسي

وأوضح الرواشدة أن الأردن قام بأقصى درجات الاحتجاج في القاموس الدبلوماسي والسياسي بعد استدعائه السفير الأردني من تل أبيب ومنعه عودة السفير الإسرائيلي إلى عمان. 

وقال إن سحب السفير الأردني، واعتبار سفير "إسرائيل" مطرودا يعني بالعلاقات الدبلوماسية قطع قنوات الاتصال بشكل كامل مع إسرائيل، مشيرا إلى أن السفارة الإسرائيلية في عمان مغلقة ولا تعمل منذ حوالي شهر. 

وأكد أن الأردن قصد إغلاق التواصل من الجانبين حينما أبلغ "إسرائيل" بعدم إعادة سفيرها إلا بعد وقف الحرب. 

اقرأ المزيد.. لمن السيادة على معبر رفح وكيف تمنع إسرائيل دخول المساعدات؟

ما دلالات وجود سفارات بين الدول؟

الرواشدة بين لـ حسنى أن السفارات هي الجهة التي تمثل الدول لدى بعضها بعضا، حيث تعد قناة للتواصل بين الأطراف في كل الأمور. 

وأفاد الرواشدة أن وجود سفراء بين دولتين لا يعني بالضرورة أن هذه الدول أصبحت صديقة ومتفقة، بل هي قناة اتصال بين البلدين، إذ إن العراق وإيران أبقيا سفراءهما خلال فترة الحرب بينهما والتي امتدت لنحو ثماني سنوات، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا يوجد بينهما سفراء رغم عدم اتفاقهما. 

وأكد الرواشدة أن وجود سفارة إسرائيلية في عمان لا يعني أن الأردن يوافق على سياسة "إسرائيل" وأفعالها، إلا أن وجود السفارة الإسرائيلية يأخذ في الحالة العربية منحنى سلبي؛ بحكم أن "إسرائيل" تعد دولة احتلال ويرفض العرب الاعتراف بها كدولة مما يدعو الشعوب للمطالبة بإغلاق سفاراتها. 

وذكر الرواشدة أن السفارة الأردنية تتواجد في "إسرائيل" بحكم وجود مطالب تريد الأردن إيصالها إلى الجانب الإسرائيلي من خلال قناة اتصال دبلوماسية، عدا عن وجود جالية تحمل الجنسية الأردنية داخل الأراضي المحتلة عام 1948 أو داخل أراضي الضفة الغربية. 

وتبادل الأردن وإسرائيل السفراء المقيمين خلال شهر من تبادل وثائق التصديق على معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية "وادي عربة" الموقعة في الـ 26 من تشرين الأول لعام 1994.

اقرأ المزيد.. مساع لتهجير الغزيين وأهداف مستقبلية لتدمير مصر.. هذا ما تخبئه "إسرائيل"

علاقات متوترة بين البلدين

ومنذ توقيع اتفاق السلام بين الأردن ودولة الاحتلال الإسرائيلي شهدت العلاقات الدبلوماسية شدا وجذبا كبيرا تخلله الكثير من حالات استدعاء السفراء وتوجيه مذكرات احتجاج رسمية أو رسائل شفوية من الجانب الأردني؛ ردا على انتهاكات "إسرائيل" المتكررة بحق الفلسطينيين. 

كما شهدت العلاقات بين الأردن ودولة الاحتلال الإسرائيلي توترا كبيرا خلال السنوات الماضية وفقا للمركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية

وقال المركز إن هناك أسبابا عدة لتوتر العلاقات، مثل الموقف الأمريكي الذي دفع مخططات اليمين إلى الأمام، والتي ترمي إلى ضم الأراضي الفلسطينية المتبقية ومحاولة إنهاء حل الدولتين، والاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل وتجاهل الجانب الأمريكي لموقف الأردن في الملف الفلسطيني ومصالحه، إذ يمثل حل الدولتين مصلحة استراتيجية أردنية. 

وتعد الانتهاكات المستمرة في المسجد الأقصى ومحاولات دولة الاحتلال الإسرائيلي تعزيز سيطرتها على الحرم الشريف وتقليص الدور الأردني المتمثل في حماية الأوقاف الإسلامية في الحرم سببا آخر لتدهور العلاقات؛ حيث يرى الأردن أن مكانته في الحرم القدسي الشريف هي جزء من شرعية النظام الملكي، وفقا للمركز. 

وأغلقت السفارة الإسرائيلية في عمان في الـ 23 من تموز عام 2018 بعد إقدام موظف في السفارة على قتل أردنيين اثنين في محيط السفارة، قبل أن يعاد فتحها في الـ 30 من كانون الأول من العام ذاته.

اقرأ المزيد.. لماذا لا تقطع الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل؟

00:00:00