أعلنت الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة مساء أمس الجمعة، اعتماد مشروع القرار الذي قدمته الأردن نيابة عن المجموعة العربية، إذ يطالب القرار بوقف العدوان على غزة وتوفير المساعدات لسكان القطاع، وقد حاز القرار على 120 صوتا مؤيدا ورفضته 14 دولة، فيما امتنعت 45 دولة عن التصويت من بينها العراق وتونس. 

الأردن يطرح وثيقة قرار لوقف العدوان على غزة

ويأتي القرار غداة ليلة دامية شهدها قطاع غزة بعد عدوان واسع تضمن محاولة توغل بري داخل القطاع تصدت له المقاومة الفلسطينية بكل بسالة. 

وثيقة القرار التي دعا إليها الأردن طرحت للتصويت في جلسة طارئة لمناقشة العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من تشرين أول الجاري، بعد معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية. 

ومنذ بدء العدوان والأردن يبذل جهودا دبلوماسية حثيثة بهدف وقفه وتأمين وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع الذي فرضت دولة الاحتلال حصارا عليه، حيث قطعت عنه المياه والكهرباء ومنعت دخول الوقود والأدوية والمستلزمات الطبية.

وكانت كندا قد قدمت تعديلا يدين حركة حماس، وحصل التعديل على 88 صوتا مؤيدا ورفضته 55 دولة، وامتنعت 23 دولة عن التصويت. ولم يحصل التعديل على الثلثين من الأصوات ليتم رفضه بناء على ذلك. 

في نص القرار الذي قدمه الأردن نيابة عن المجموعة العربية وتم اعتماده من قبل الجمعية العامة، دعت الأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية فورية ودائمة تفضي إلى وقف الأعمال العدائية. كما طالب القرار جميع الأطراف بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، مع التركيز على حماية المدنيين.

وأكد القرار أيضا على ضرورة توفير السلع والخدمات الأساسية للمدنيين في غزة دون عوائق، بما في ذلك المياه والغذاء والإمدادات الطبية والوقود والكهرباء. وشدد على أهمية تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة دون عقبات، ودعم إنشاء ممرات إنسانية لتسهيل إيصال المساعدات. 

وأوضح القرار أهمية حماية المرافق المدنية والإنسانية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ووسائل النقل، ودعا إلى إلغاء أمر الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء مناطق في قطاع غزة. كما أكد على ضرورة تحقيق حل عادل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني بوسائل سلمية وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

الاحتلال يصف التصويت لصالح القرار بالدناءة

اتهمت دولة الاحتلال 120 دولة تبنت القرار بـ"الدناءة"، كما أعلنت رفضها القاطع أي دعوة لوقف العدوان.

وقال وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين في تغريدة عبر موقع "إكس" إن بلاده ترفض رفضا قاطعا أي دعوة لوقف إطلاق النار في غزة، مضيفا أنهم يعتزمون القضاء على حركة حماس تماما، كما تعامل العالم مع النازيين وتنظيم داعش، على حد تعبيره. 

واستنكر كوهين القرار الأممي الذي يدعو إلى هدنة فورية وثابتة ومستدامة، ووصفه بالمخزي.

اقرأ المزيد.. هل ينجح مجلس الأمن في امتحان تطبيق المبادئ التي يتبناها في غزة؟

موقف تونس والعراق من القرار يثير ضجة

هذا وقد أثار رفض كل من تونس والعراق التصويت لصالح وقف إطلاق النار في غزة ردود فعل واسعة على وسائل التواصل.

وبررت وزارة الخارجية العراقية في بيان رفض التصويت قائلة:

"العراق أكد موقفه عبر رعايته وانضمامه إلى قرار وقف الحرب ضد غزة الذي أقر خلال جلسة الجمعية العامة، وسجل العراق تحفظه على بعض الكلمات الواردة في القرار، التي تتعارض وتشريعاته الوطنية، منها خيار حل الدولتين والمساواة بين المدنيين من الفلسطينيين وأعدائهم".

من جهتها قالت الخارجية التونسية، في بيان عبر فيسبوك:

"صوتت تونس بالامتناع على مشروع القرار الذي اعتمدته الجمعية العامة، انطلاقا من قناعتها بأن الوضع الخطير وغير المسبوق في قطاع غزة وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وإجراءات الإغلاق ومنع كل وسائل الحياة عن الفلسطينيين، يستوجب سقفا أعلى لم يبلغه نص القرار".

ويمثل القرار الأردني أول رد رسمي من الأمم المتحدة على تصاعد الحرب منذ الـ 7 من تشرين الأول، بعد أن فشل مجلس الأمن في أربع مناسبات في التوصل إلى توافق في الآراء بشأن أي إجراء.

اقرأ المزيد.. لمن السيادة على معبر رفح وكيف تمنع إسرائيل دخول المساعدات؟