أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية سقوط طائرتين مسيرتين في منطقة وادي صيدور التابعة لمحافظة إربد شمالي الأردن صباح اليوم الثلاثاء،
الأردن يواجه حرب مخدرات على الحدود مع سوريا
سوريا باتت دولة مصنعة للكبتاغون الذي يعتاش من وراءه نظام الأسد
قال المتحدث باسم القوات المسلحة- الجيش العربي، العقيد مصطفى الحياري، إن وحدات غير منضبطة من الجيش السوري موالية لإيران وفصائل موالية لطهران تكثف محاولاتها لتهريب مخدرات بمئات الملايين من الدولارات عبر الحدود الأردنية إلى أسواق الخليج الثرية.
وأضاف العقيد الحياري، في تصريحات تلفزيونية، أمس الإثنين، أن الجيش يستعد لتصعيد المواجهة مع مهربين مسلحين يحاولون تهريب كميات كبيرة من المخدرات على امتداد الحدود مع سوريا.
الأردن يواجه حرب مخدرات
وشدد الحياري" أن الدولة الأردنية تواجه حرب مخدرات على الحدود وأن التنظيمات تشكل خطرا كبيرا لأنها تأتمر بأجندات خارجية وتستهدف الأمن الوطني الأردني”.
وأضاف أن القوات المسلحة، تتعامل بشكل يومي على الجهة الشمالية من الحدود مع عمليات تهريب تقوم بها 3 إلى 4 مجموعات وكل مجموعة تتشكل من أكثر من 10 أفراد، يعملون على الاستطلاع والمراقبة وتشتيت عمل نشامى القوات المسلحة بهدف اقتناص الفرصة لتهريب المخدرات .
وأكد العقيد الحياري أن الجهد المبذول على الحدود الشمالية متعدد الأبعاد منه تأهيل قوة بشرية وتوظيف إمكانات مادية ومعدات حديثة، وأيضا جهد استخباري كبير، مبينا أن بعض التضاريس المعقدة تمثل عقبة أمام عمليات المكافحة فالجزء الغربي من الحدود عبارة عن مناطق جبلية شديدة الوعورة، وفي الجزء الأوسط صخور بركانية لا يمكن مسير الآليات فيها ، وفي الجزء الشرقي مناطق صحراوية مفتوحة تستخدم فيها الآليات في عمليات التهريب.
وحول طبيعة المواد المهربة قال، إن هناك تهريبا لأسلحة وذخائر، وحتى بعض المعدات المستخدمة في التهريب مثل أجهزة الاتصال، وأجهزة الثريا، لكن كمياتها تؤشر إلى أنها فقط لاستخدامات المهربين.
وأكد الحياري أن القوات المسلحة تستجيب عند أي تهديد للأمن الوطني الأردني مهما كانت طبيعته سواء كان تهديدا عسكريا تقليديا أو غيره من التهديدات المستجدة مثل حرب المخدرات
خطط لاستقدام مواد تصنيع طائرات مسيرة
وشدد الحياري أن القوات المسلحة تواجه التهديد بالنيابة عن دول المنطقة و العالم، مبينا وصول المخدرات التي يتم تصنيعها في سوريا إلى الدول الأوروبية تحديدا إيطاليا، حيث أكبر عملية تهريب تجاوزت قيمتها المليار دولار تم ضبطها في أحد الموانئ الإيطالية والكثير من العمليات في فرنسا والدول الأوروبية.
وحول قواعد الاشتباك الجديدة قال الحياري، إنها مفعلة ومعمول بها لغاية الآن، وسنستمر في استخدامها؛ لأنها كانت نتيجتها إيجابية جدا والدليل على ذلك حجم المضبوطات أصبح أضعاف منذ بداية العام وحتى الوقت الحاضر .
كما أعلن مدير الإعلام العسكري عن وجود خطط لاستقدام مواد تصنيع طائرات مسيرة بدون طيار مسلحة لاستهدف المهربين وطائرات للمراقبة ورادارات تقوم بتعطيل الطائرات المسيرة التي يستخدمها الطرف الآخر.
والأحد الماضي أعلنت القوات المسلحة الأردنية، مقتل 4 مهربين في أحدث مواجهة على الحدود. وخلفت المواجهات 40 قتيلا على الأقل من المتسللين فضلا عن إصابة المئات منذ بداية 2022، معظمهم من البدو الرحل الذين تستعين بهم الفصائل المرتبطة بإيران التي تسيطر على جنوب سوريا.
سوريا باتت دولة مصنعة للكبتاغون لتمويل نظام الأسد
ويعتبر الأردن وجهة ومسار عبور لنقل الكبتاغون المصنع في سوريا إلى دول الخليج.
وأصبحت سوريا التي مزقتها الحرب على مدار أكثر من 10 سنوات، مقرا رئيسيا في منطقتنا لتجارة المخدرات والتي تقدر بمليارات الدولارات متجهة إلى الخليج وأوروبا، وتعتبر تلك التجارة من أهم مصادر تمويل النظام السوري، الأمر الذي تنفيه حكومة بشار الأسد.
ومطلع العام الجاري أجبرت الزيادة الكبيرة في محاولات التهريب والتهديد الذي تشكله على المجتمع الأردني القوات المسلحة إلى تغيير قواعد الاشتباك التي يطبقها الجيش على امتداد الحدود، من خلال استخدام القوة الساحقة.
والأسبوع الماضي أبدى الملك عبد الله الثاني في مقابلة تلفزيونية مع معهد هوفر الأمريكي، خشيته أن يؤدي انسحاب روسيا من جنوب سوريا نتيجة الحرب الأوكرانية إلى السماح لجماعات مسلحة مدعومة من إيران بملء الفراغ.
وأثار النفوذ المتزايد للجماعات المدعومة من إيران، ومنها مليشيات حزب الله اللبناني، في جنوب سوريا في السنوات الماضية قلق الأردن .
ونقل مسؤولون أردنيون مخاوفهم من الزيادة الكبيرة في محاولات تهريب المخدرات إلى حكومة النظام السوري، لكن ذلك لم يسفر عن أي خطوات أو إجراءات للحد من تلك التجارة الخطرة وغير المشروعة .
وفي وقت سابق قال العميد أحمد خليفات مدير أمن الحدود في الجيش في تصريحات صحفية “كانت مطالبنا دوما، أن تؤدي قواتهم واجباتها، لكن لم نلمس حتى الآن، أن لنا شريكا حقيقيا في حماية الحدود”.
وأضاف العميد خليفات “أن عمليات تهريب المخدرات أصبحت منظمة وتلقى الرعاية والدعم من أشخاص في القوات السورية وأجهزتها الأمنية، إلى جانب مليشيات حزب الله وإيران الموجودة في الجنوب السوري”.
وقال الأردن إن الكميات المصادرة في الأشهر الخمسة الماضية تجاوزت 20 مليون قرص كبتاغون مقارنة بعدد 14 مليونا خلال العام الماضي بأكمله.