أكد المهندس أحمد البس أمين سر غرفة صناعة الأردن وممثل قطاع الصناعات الكيماوية ومستحضرات التجميل لـ حسنى اليوم الإثنين أن التعامل مع المواد الكيميائية في المدارس والجامعات ومنها الأمونيا يجب أن يكون مبنيا على الوعي والمعرفة بأسس السلامة العامة، لا على ردود الفعل المبالغ بها التي تصل إلى حد منع التجارب أو إلغاء المختبرات.

ما مدى مأمونية الأمونيا؟

وقال البس إن بعض ردود الفعل على حوادث تسرب المواد المخبرية في المدارس مؤخرا ذهبت نحو المطالبة بوقف التجارب العملية، معتبرا أن هذا ليس الحل الصحيح، بل المطلوب هو تشديد إجراءات السلامة والتدريب والإشراف.

وأوضح أن مادة الأمونيا "النشادر"، التي كانت محور الحادثة، تعد آمنة عند استخدامها بتركيزات منخفضة، وتتحول إلى مادة خطرة فقط عند ارتفاع التركيزات أو سوء التخزين، مبينا أن كل مادة في العالم لها جرعة آمنة وأخرى سامة، والمشكلة لا تكمن في المادة نفسها، بل في طريقة التعامل معها.

استخدامات الأمونيا

وأضاف أن الأمونيا تستخدم على نطاق واسع في الصناعات والمختبرات، وتعد أساسا لتعليم الطلبة التفاعلات الكيميائية بين القواعد والأحماض، مؤكدا أن أي كمية صغيرة من الأمونيا إذا انسكبت على الأرض تتبخر بسرعة وينخفض تركيزها إلى مستوى آمن، إلا أن القرب المباشر منها قد يسبب تهيجا مؤقتا.

ودعا البس إلى تعزيز التعاون بين وزارة التربية والتعليم والجامعات وقطاع الصناعة لوضع معايير موحدة للسلامة في المختبرات المدرسية، ولتدريب الكوادر على قراءة نشرات بيانات السلامة (MSDS) الخاصة بكل مادة، والتي توضح طرق التخزين والاستخدام الآمن والإسعافات الأولية في حال التعرض لها.

مراجعة تعليمات استخدام المواد الكيميائية في التعليم

وأشار إلى أن الأردن يعمل حاليا على مراجعة الكود الأردني للبناء لتحديثه بما يتناسب مع المعايير الحديثة لتخزين المواد الكيميائية وتداولها، مؤكدا أن التطور الصناعي والتعليم العملي لا يمكن أن يستمرا دون استخدام هذه المواد ضمن ضوابط صارمة وواضحة. 

وختم البس حديثه لـ حسنى بالتأكيد على أن التعامل السليم مع المواد الكيميائية لا يعني الخوف منها أو منعها، بل فهمها واحترام قواعد استخدامها، مشددا على ضرورة نشر الوعي في المدارس حول السلامة المخبرية بدلا من اتخاذ قرارات انفعالية بعد كل حادث.

اقرأ المزيد.. مدير مدارس النمو التربوي يوضح تفاصيل حادث تسرب الغاز