كيف نحمي أنفسنا من خطر الصواعق

الصورة
المصدر

دعا أستاذ الهندسة الكهربائية في جامعة اليرموك الدكتور محمد حسن الزعبي إلى إنشاء خارطة للصواعق، تستخدم أدق الأنظمة في الكشف عن البرق والصواعق، لافتا إلى أن هذه الخارطة غير موجودة في الوطن العربي إلا في الجزائر.

وقال الزعبي لـ حسنى إن الصاعقة تبدأ كشحنات ساكنة في السحب الماطرة وتعمل الرياح الدوامية في داخل هذه السحب على نقل قطرات الماء من الأسفل إلى ارتفاعات شاهقة مسببة تجمدها بفعل الطقس البارد عند هذه الارتفاعات، وفي هذه الأثناء تقوم التيارات الهابطة في السحب بدفع القطرات المتجمدة وحبات البرد إلى أسفل السحابة.

وعندما تتقابل القطرات المتجمدة النازلة إلى أسفل السحابة مع قطرات الماء الصاعدة يتم انتزاع الإلكترونات من خلال عملية فيزيائية معقدة، ينتج عن هذه العملية سحابة مشحونة بشحنة سالبة في الأسفل وشحنة موجبة في الأعلى، ثم تتطور هذه المجالات الكهربائية وتشتد بشكل متسارع مكونة مجالا "كهربائيا" بقطبين يفصلهما فراغ عازل، عندما تصبح شدة هذه الشحنات أعلى من عازلية الفراغ بينهما تبدأ الصاعقة.

وقال الزعبي إن الصواعق والبرق والرعد كلها من علامات قدرة الله التي يسخرها لعباده أو يسلطها على أعدائه، وهذا لا يتعارض مع فيزياء نشأتها وطبيعة تكوينها والآلية التي تعمل بها.

400 شخص يتعرضون للصواعق في كل عام في أمريكا

وأشار الزعبي إلى أن هناك 400 شخص يتعرضون للصواعق في كل عام في أمريكا أثناء لعبهم أو عملهم في الخارج، وأن ما لا يقل عن 50 شخص من هؤلاء يموتون وبضع مئات يتعرضون لإعاقات دائمة بسبب هذه الصواعق.

كيف تحدد الصاعقة مكان تفريغ الشحنة التي تحملها؟

يجيب الزعبي على السؤال أن المجال الكهربائي يتصرف كشخص يسير في الظلام ويبحث عن "مقبض الباب" وعليه فإنه يبحث عن أقرب وأسهل مسار حتى يفرغ شحنته. لذلك كثيرا" ما تتم الصواعق بين الغيوم أو في داخلها. لكن الصواعق التي تهمنا هي التي تحدث بين السحب والأرض لأنها تتعلق بحياتنا كبشر.

 

ويتابع.. عندما تتحرك الصاعقة أو العاصفة فوق الأرض تقوم الشحنات السالبة في أسفل السحابة بجذب الشحنات الموجبة من جهة الأرض، وتندفع الشحنات الموجبة من الأرض إلى أعلى من خلال الأجسام الطويلة مثل الأشجار وأعمدة الهاتف والبيوت المرتفعة وغيرها. بعد ذلك تبدأ امتدادات أو مقدمات للشحنة السالبة من السحابة بالهبوط التدريجي نحو الأرض باحثة عن مسار نحو الأرض، وهي مرحلة من حدوث الصاعقة تكون فيها سريعة جدا ولا ترى بالعين المجردة.

ويوضح الزعبي أنه مع اقتراب الشحنة السالبة من الأرض يقابلها صعود لشحنة موجبة تدعى الدفاق تستمر في الصعود حتى تلاقي الشحنة السالبة كما يظهر في الشكل أدناه. عندما تلتقي هذه القنوات وتلتحم نستطيع رؤية برق الصاعقة. في كثير من الأحيان أن ما نراه ليس صاعقة واحدة وإنما عدة صواعق تسلك نفس المسار، وهذا الذي يعطي البرق وميضه المترجرج قبل أن تكتمل عملية التفريغ الكهربائي.

 

سبب حدوث الرعد

في أجزاء من الثانية يقوم البرق بتسخين الهواء حوله إلى درجات حرارة عالية جدا تصل إلى ثلاثين ألف درجة مئوية وهذا يعادل 5 أضعاف درجة حرارة سطح الشمس. ثم يتمدد الهواء بشكل انفجاري مسببا موجات اهتزازية لأن الهواء المحيط ينضغط بشكل سريع، ثم يتقلص الهواء عندما يبرد مما يؤدي  في البداية إلى ظهور صوت يشبه الكسر يتبعه صوت قرقرة بسبب استمرار عمود الهواء بالاهتزاز، ونظرا للفرق بين سرعتي الضوء والصوت يحدث فارق زمني بين رؤية البرق وسماع الرعد.

قواعد السلامة من الصواعق

ولتجنب التعرض للصواعق يجب اتباع القواعد التالية:

- الابتعاد عن الأماكن المفتوحة حيث لا يوجد مكان آمن مفتوح يقي خطر الصواعق.

- تخطيط وترتيب الأعمال في الخارج بحيث يتوفر مكان آمن يحتمى به في حال حدوث الصواعق.

- عند سماع صوت الرعد لا بد من الدخول إلى مكان مغلق. إن سماع الرعد معناه أن الصاعقة قريبة وخطرها قائم ولا بد من الانتظار مدة لا تقل عن 30 دقيقة قبل التفكير بالخروج.

- إذا كانت الغيوم المرافقة للرعد قريبة يجب عدم البقاء في الخارج. فالصواعق تقطع مسافات طويلة وليس بالضرورة أن ترافق الصواعق أمطار، يجب عدم الانتظار لآخر دقيقة حتى تبحث عن ملاذ آمن. بكل بساطة لا تكن ضحية للصواعق.

- إذا كنت في داخل المركبة فأنت آمن وإذا كانت النوافذ مغلقة عليك أن لا تلامس أي شيء معدني.

- إذا كنت في داخل مبنى مغلق فلا تقرب النوافذ وأماكن الاستحمام والمغاسل والأجهزة الإلكترونية مثل الراديو والتلفاز والهواتف النقالة والكمبيوترات.

- إذا تواجدت في مكان فيه صواعق وأنت في الخارج وكنت بعيدا عن مأوى آمن يجب تجنب عمل الأمور التالية حتى لا تقع في دائرة الخطر:-

  • لا تحتمي بشجرة.
  • ابتعد عن الأجسام المعدنية العالية مثل أعمدة الكهرباء والهاتف وساريات الأعلام.
  • تجنب الأماكن المرتفعة والسياج المعدني.
  • لا تستلقي على الأرض فتزيد احتمالية تعرضك للخطر.
شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00