استفاق قطاع غزة اليوم على وقع مجزرتين مروعتين ارتكبتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفرتا عن استشهاد 88 فلسطينيا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة
الخصاونة: الجسر البري إلى دولة الاحتلال "هو من وحي الخيال"
نفى رئيس الوزراء، بشر الخصاونة، اليوم الأحد، ما يتداوله الناس حول وجود الجسر البري أو أي جسر بحري أو جوي ينقل البضائع إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي من موانئ خليجية مرورا بالأراضي السعودية ثم الأردنية.
ترتيبات النقل من وإلى وعبر الأردن لم تتغير منذ 25 عاما
وقال الخصاونة، في كلمة له، حول "الأداء الاقتصادي وتحديات المرحلة":
"الحديث عن جسر بري أو بحري هو من وحي الخيال. ولن أقف شخصيا صامتا أمام توريات تتحدث عن قصص من وحي الخيال تؤشر علينا وعلى مواقفنا من خلال نسج قصص لا أساس لها من الصحة".
وأكد أن "وصمة العار هذه مرتدة على من يحاول التشكيك بالموقف الأردني الرسمي والشعبي المتمازج والملتحم والمساند لأهلنا في فلسطين"، وفق تعبيره.
وأكد رئيس الوزراء أن ترتيبات النقل من وإلى وعبر الأردن لم يطرأ عليها أي تغيير عما كانت عليه منذ نحو 25 عاما.
ودافع الخصاونة عن موقف الأردن الرافض للعدوان الإسرائيلي على غزة، كما لفت إلى ما قدمه الأردن حكومة وشعبا لأهل غزة في ظل العدوان، قائلا:
"في هذا اللقاء لست بصدد تفصيل موقفنا السياسي، لأن النهار لا يحتاج إلى دليل، ومن المخجل أن نرى أي تجليات بمحاولة المزايدة على موقف الأردن... لا توجد دولة في العالم، قام بها رأس الدولة شخصيا باستقلال طائرة عسكرية، فوق منطقة فيها عمليات عسكرية شرسة، ليسهم شخصيا بجهد إنزال مساعدات إنسانية لأهلنا الصامدين في قطاع غزة".
ويأتي حديث رئيس الوزراء في معرض رده على الانتقادات التي وجهها نشطاء وأحزاب وحراكيون للحكومة الأردنية، بعد تداول وسائل إعلام عبرية تقارير تفيد بتدشين جسر بري لنقل البضائع من موانئ إماراتية وبحرينية إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي مرورا بالأراضي السعودية والأردنية.
وأظهرت تقارير مصورة وجود عشرات الشاحنات التي تنقل البضائع مرورا بالأردن إلى "إسرائيل"، كما نشرت وزيرة النقل الإسرائيلية "ميري ريغيف" مقطع فيديو لها أثناء زيارة الموانئ الهندية التي تنطلق منها بضائع "الجسر البري"، قائلة إن البضائع تُنقل بحرا من الهند إلى الإمارات، ومنها برا إلى "إسرائيل" مرورا بالسعودية والأردن.
تقرير إسرائيلي يكشف عن طريق الجسر البري
ومطلع شباط الجاري كشف تحقيق مصور للقناة 13 العبرية عن طريق الجسر البري والذي جاء من أجل الالتفاف على الطريق البحري الذي باتت تهدده صواريخ الحوثيين التي يطلقونها تضامنا مع غزة.
وقال تقرير القناة الإسرائيلية:
"لأول مرة وتحت غطاء من السرية يحدث أمر مهم ومغير للمعادلة ويقوم بتغيير الواقع، إنه افتتاح هادئ وسري للطريق التجاري الجديد بين الإمارات وإسرائيل يلتف حول الحوثيين، والذي يعمل بأقصى طاقته كما ترون وخط انتظار طويل".
كما زعم التقرير أن الشاحنات القادمة من موانئ دبي وأبو ظبي محملة بجميع أنواع البضائع بدءا من الخضروات والفواكه وصولا إلى الأدوات الإلكترونية وغيرها.
بينما قدم تحقيق القناة ما زعمت أنه المسار الذي تقطعه الشاحنات من الإمارات مرورا عبر صحراء السعودية ثم إلى الأردن قبل أن تصل إلى الحدود مع دولة الاحتلال، وأظهرت صور القناة صفا من الشاحنات ينتظر الدخول عبر جسر الشيخ حسين بين الأردن ودولة الاحتلال وذلك بحسب التقرير العبري.
وذكر موقع "واللا" العبري أن عمليات تسيير الشاحنات من ميناء دبي إلى ميناء تل أبيب في حيفا تتم عن طريق شركتي شحن، "تراكنت trucknet" الإسرائيلية و"بيورترانز PureTrans" الإماراتية.
اقرأ المزيد.. ما حقيقة مزاعم الإعلام العبري حول جسر بري بين الإمارات والاحتلال
موقع "موندوايس Mondoweiss" الأمريكي: الجسر البري أكاذيب إسرائيلية
في الأثناء أفاد موقع "موندوايس Mondoweiss" الأمريكي بأن تل أبيب لجأت إلى أكاذيب "الجسر البري"، لتعزيز ملف التطبيع مع دول المنطقة بعد العدوان على غزة، وتهدئة المستثمرين والمستهلكين في "إسرائيل"، بسبب الانهيار الاقتصادي.
وأضاف موقع "موندوايس Mondoweiss" الأمريكي أن الجسر البري، الذي يربط دولة الاحتلال بالسعودية والإمارات، عبر الأردن، هو "تمثيلية لإخفاء نجاح الحصار المفروض من اليمن".
وأشار الموقع إلى أن تدخل اليمن في الحرب، من خلال حصار ميناء "إيلات"، هو ما أجبر "إسرائيل" على أن تنقل خطوط إمدادها إلى ميناء حيفا، المطلة على البحر الأبيض المتوسط.
وبحسب الموقع الأمريكي تعود أصول قصة "الجسر البري" إلى شركة إسرائيلية تدعى "تراكنت Trucknet"، حيث أصدرت هذه الشركة بيانا في الـ5 من كانون الأول الماضي أشارت فيه إلى اتفاقية مبدئية للتعاون مع شركة إمارتية باسم "بيورترانز Puretrans"، تعمل بالتعاون مع موانئ دبي، وتختص في اللوجستيات والشحن ووساطة النقل.
وأفاد موقع "موندوايس Mondoweiss" الأمريكي أنه أجرى تحقيقا في البيان الصحافي الأصلي لـ "تراكنت Trucknet" والظروف المحيطة بشركة "بيورترانز Puretrans"، وبأنه تبين له أن هذه الشركات ليس لها أي نشاط شحن، فضلا عن أنه لا يوجد أنشطة تجارية لشركة إماراتية تحت اسم "بيورترانز Puretrans".
وبدا حسب "موندوايس Mondoweiss" أن "تراكنت Trucknet" متورطة في التلاعب المالي بأسهمها، حيث ارتفع سعر السهم بشكل كبير في الأيام القليلة التي سبقت الإعلان عن الاتفاقية، وقبل يوم واحد من الإعلان، كان سعر سهم الشركة 127 شيكل. وبحلول الـ18 من كانون الأول 2023 تضاعف السعر ليصل إلى 256 شيكل. وقد عاد السعر منذ ذلك الحين إلى النطاق السعري الذي تم الإعلان عنه مسبقا، وهو 159 شيكل.
ويرى الموقع الأمريكي أنه إذا كانت الشركة تحقق إيرادات إضافية بسبب زيادة النشاط التجاري نتيجة الجسر البري، فلن ينخفض سعر السهم بهذا الشكل وبدلا من ذلك، كان السعر سيرتفع ليعكس المكاسب المالية الجديدة.
بمعنى آخر، يبدو أن الادعاءات المتعلقة بأنشطة الشركة وهمية. ولكن على الرغم من عدم وجود دليل قاطع على وجود جسر بري، فقد تم تداول القصة على نطاق واسع من قبل النشطاء المؤيدين لفلسطين كدليل على تواطؤ الإمارات في الحرب من خلال تقديم شريان حياة لـ"إسرائيل" بينما تكافح لاستخدام البحر الأحمر لاستيراد البضائع.
ولم تدل الإمارات بأي تعليق ردا على هذه الادعاءات بينما ينفي المسؤولون الأردنيون وجود مثل هذا الجسر البري، لكنهم لا ينفون وجود تبادلات تجارية بين الأردن و"إسرائيل"، بموجب اتفاقيات اقتصادية وسياسية سابقة.
رفض شعبي أردني واسع لكل أشكال العلاقات مع دولة الاحتلال
ومنذ بدء العدوان على قطاع غزة في السابع من تشرين أول 2023 تصاعد الرفض الشعبي لكل أشكال العلاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وطيلة الفترة الماضية شارك مئات آلاف الأردنيين في مسيرات شعبية حاشدة في عموم المحافظات الأردنية تنديدا بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها الأهل في قطاع غزة، كما طالبوا الحكومة الأردنية بقطع الجسر البري الذي ينقل البضائع من دول خليجية إلى الاحتلال عبر الأراضي الأردنية، ومنع تصدير الخضار والفواكه من الأردن إلى الكيان. مشددين على رفضهم كل أشكال التطبيع، مطالبين الحكومة بإلغاء كافة الاتفاقيات وعلى رأسها اتفاقية وادي عربة واتفاقية الغاز.
اقرأ المزيد.. آلاف الأردنيين يطالبون بوقف الجسر إلى الاحتلال