تمرين درب الأمان يقيم استعداد الأردن للتعامل مع الزلازل

الصورة
تصوير أمير خليفة | فعاليات التمرين الوطني درب الأمان (3)
تصوير أمير خليفة | فعاليات التمرين الوطني درب الأمان (3)
المصدر

لليوم الثاني على التوالي، يستمر المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة بتنفيذ تمرينه الوهمي درب الأمان (3) الذي يقيس قدرة المملكة على التعامل مع الزلازل ويهدف إلى تحديد مدى استعدادات الأجهزة المتخصصة للتعامل مع الظروف السائدة أثناء وقوع الزلزال وبعده.

الفرق الأمنية تتفوق على نظيرتها العالمية بفارق دقيقة

مدير وحدة الاستجابة الإعلامية في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات الدكتور أحمد النعيمات كشف لـ حسنى عن أهم الإيجابيات التي حققها التمرين خلال يومه الأول، مبينا أن الأجهزة الأمنية حققت معدلات استجابة فاقت نظيرتها العالمية. 

وقال النعيمات إن المعدل العالمي لوصول فرق الدفاع المدني إلى موقع حدث كبير يقدر بـ 420 ثانية أي 7 دقائق، إلا أن فريق الدفاع المدني التابع لمديرية الأمن العام وصل إلى موقع الحدث بعد 5 دقائق و57 ثانية أي أسرع من المعدل العالمي بـ 63 ثانية، وهو رقم يدل على أن لدى الأردن فرقا محترفة ومدربة بأفضل الإمكانيات. 

وشمل التمرين إقامة مستشفى ميداني سريع للتعامل مع الإصابات الناجمة عن الزلزال نجحت الفرق في إنشائه بوقت قياسي، حيث قال النعيمات: 

"معدل إقامة مستشفى ميداني للتعامل مع الإصابات يقدر عالميا بـ 6 ساعات، وإذا أضيف للمستشفى قسم للأطفال فإن الفرق تحتاج إلى 7 ساعات، إلا أن فرق الخدمات الطبية الملكية استطاعت تجهيز المستشفى الميداني خلال مدة أقل من 6 ساعات، حيث بدؤوا باستقبال المتطوعين الذين مثلوا دور الجرحى الوهميين".

وأشار النعيمات إلى أن فرق الخدمات الطبية الملكية لم تكن على علم مسبق بإحداثيات الموقع المختار لبناء المستشفى الميداني، ولا عدد الجرحى ولا جنس المصابين أو أعدادهم إلا أنهم استطاعوا تنفيذ المهمة.

روبوتات في عمليات الإخلاء والإنقاذ استعدادا للتعامل مع الزلازل

الفرق المشاركة بالتمرين الوهمي درب الأمان (3) تعمل منذ يوم أمس ضمن سيناريو لأسوأ الظروف الممكنة في حال وقوع الزلازل ذات التداعيات الكبيرة؛ وذلك بهدف التدريب على أعلى المستويات اللازمة للتعامل مع الحدث. 

وأكد النعيمات أنه تم وضع السيناريو الأسوأ لوقوع الزلزال؛ بهدف تعزيز النقاط الإيجابية وكشف مكامن الخلل والعمل على مراجعتها، حيث تم وضع سيناريو لوجود أكثر من 300 حالة وفاة في مناطق متفرقة. 

وقال النعيمات إن الاختيار في التمرين وقع على مناطق ضيقة وصعبة الوصول لعمليات الإنقاذ؛ وذلك لقياس جاهزية الفرق العاملة، والكشف عن مدى قدرة تلك الفرق على العمل بسلاسة وسرعة. 

واستخدمت فرق الدفاع المدني يوم أمس روبوتات صغيرة تستطيع المرور ضمن مساحات ضيقة تبلغ 1م2؛ بهدف تسهيل عملية البحث والإنقاذ، وهذه المعدات تم شراؤها بعد انهيار عمارة اللويبدة التي تسببت بمقتل 13 شخصا وإصابة 10 آخرين.

خطة لمساعدة الفلسطينيين في حال وقوع الزلازل

النعيمات كشف لـ حسنى أن السيناريو المتعلق بخطة الاستجابة لهذا اليوم "اليوم الثاني للزلزال الافتراضي" سيركز على آلية التحول في إدارة المطارات والموانئ. 

وسيشهد هذا اليوم من التمرين فحص الخطط الموضوعة لتأمين الإخوة في فلسطين المحتلة ومساعدتهم، ودراسة كيفية إيصال المساعدات لهم باعتبارهم فئة متضررة، إضافة إلى اختبار فريق إنقاذ احتياطي؛ للتعامل مع الحدث في حال كان فريق البحث والإنقاذ الأردني الدولي خارج البلاد. 

النعيمات أوضح أن التمرين ركز على عمليات إخلاء الطلبة من داخل المدارس الحكومية والخاصة، حيث تم إخلاء الطلبة من أكثر من 200 مدرسة بما لا يقل عن 90 ألف طالب.

اهتمام دولي بالتمرين

ويحظى تمرين درب الأمان (3) باهتمام محلي وعالمي كبير، حيث توجد ثلاثة فرق مهمتها تقييم التمرين من جوانبه كافة، وهي مقسمة على النحو التالي:

  • فريق تابع للمركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات.
  • فريق دولي مكون من خبراء في هذا المجال.
  • فريق مكون من منظمات دولية. 

وحضر التمرين كل من: نائب الملك عبدالله الثاني سمو الأمير فيصل بن الحسين، ورئيس الوزراء بوصفه رئيس مجلس إدارة المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات، وسمو الأمير علي بن الحسين، وأعضاء مجلس إدارة المركز وهم: وزير الداخلية، ووزير الاتصال الحكومي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة، ومدير دائرة المخابرات العامة. 

وشهد التمرين في يومه الأول تدريب المتطوعين على الإسعاف والإنقاذ، حيث تعهد المتطوعون بتدريب غيرهم على الإنقاذ والإسعاف وإدخال البيانات وتنظيم الكشوفات وغير ذلك من دون مقابل، وفق تصريحات النعيمات لـ حسنى.

الاستعدادات تقلل الخسائر بالأرواح والممتلكات

بات من المعلوم أنه ليس باستطاعة أي دولة في العالم منع وقوع الزلازل أو منع تسببها بخسائر في الأرواح والممتلكات مهما بلغت من التطور العلمي والتكنولوجي، إلا أن الاستعداد لوقوع الزلازل من شأنه تقليل الخسائر والحد من المخاطر نسبيا. 

وتكون إدارة الأزمة ناجحة وفق دلالات عدة، أبرزها:

  • تقليل الإجراءات المتخذة للأضرار الناجمة عن الزلزال.
  • الاهتمام بأن يكون معدل الاستجابة ضمن المعدل العالمي.
  • امتلاك تقنيات حديثة تستخدم خلال عمليات الإنقاذ. 

"درون" وتعاون مع شركة "ميتا" للاستعداد 

وأفاد النعيمات أن الأردن تمتلك "درون" يمكنه الكشف عن وجود مؤشرات حيوية تدلل على وجود أحياء داخل المباني أو أسفل الأنقاض، عدا عن امتلاك قاعدة وطنية للمباني التي تم إنشاؤها قبل عام 1984؛ وذلك لمنح تلك المباني الأولوية في عمليات الإخلاء والإنقاذ في حال حدوث زلزال. 

وقال النعيمات إنه يوجد بروتوكول متبع بين المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات وشركة ميتا "مالكة فيسبوك" وذلك لتفعيل خاصية "الموقع" خلال الأزمة مما يمكّن الفرق من تحديد أماكن المحتجزين أسفل الأنقاض كما حدث خلال عمليات الإنقاذ في تركيا. 

وأشار النعيمات إلى أن تزويد المواطنين بالإنترنت خلال فترات الأزمات سيكون مجانيا، مضيفا أن الشراكة مع القطاع الخاص أحد أعمدة عملية إدارة الأزمة.

ما هو المعدل العالمي لاستلام الرسائل التحذيرية؟

وحول إرسال الرسائل التحذيرية إلى المواطنين، أفاد النعيمات أن المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات كان بمقدوره جدولة هذه الرسائل في وقت سابق، إلا أن الهدف الرئيس من التمرين كشف القدرات الوطنية والتعامل مع الحدث باعتبار أن الزلزال وقع بشكل مفاجئ، حيث تم التواصل مع هيئة تنظيم قطاع الاتصالات وشركات الاتصالات للمباشرة في عملية الإرسال في لحظتها. 

مواطنون استلموا الرسائل التحذيرية في العاشرة وأربع دقائق، وهذه المدة تعد ضمن المعدل العالمي للاستجابة والمقدر بـ 900 ثانية أي 15 دقيقة، إلا أن آخرين وصلتهم الرسائل في أوقات متباعدة ومختلفة وبعد وقوع "الزلزال الافتراضي". 

%12 وصلتهم الرسائل متأخرة

وبلغت نسبة المواطنين الذين وصلتهم الرسائل التحذيرية متأخرة -بعد العاشرة والربع- 12% فقط، وفق الإحصائيات الرسمية الصادرة عن شركات الاتصالات. 

النعيمات وصف ما جرى خلال عملية إرسال الرسائل بأنه درس مستفاد، فقد أظهرت العملية وجود معدل استجابة للأشخاص الناطقين بالإنجليزية؛ لا سيما وأنه تم إرسال مليوني رسالة باللغة الإنجليزية رغم أن الفئة المستهدفة تبلغ 240 ألف شخص فقط، إذ إن اختيار الفئة المستهدفة وحدها كان سيجعل نسبة معدل الاستجابة تصل إلى 100%. 

شركات الاتصالات أرسلت ما يزيد على 5 ملايين و500 ألف رسالة تحذيرية باللغة العربية بعد أن أبلغها المركز الوطني بوقوع "الزلزال الافتراضي". 

توقع السيناريو الأسوأ ضمن سيناريو التمرين

النعيمات قال لـ حسنى إن المركز قطع الكهرباء عن بعض أبراج الاتصالات بشكل مفاجئ؛ بهدف وضع السيناريو الأسوأ، مبينا أن المركز توقع أن يكون معدل وصول الرسائل يفوق الـ 10 دقائق وهو ما يفوق المعدل العالمي البالغ 10%. 

وأشار النعيمات إلى أنه تم تحقيق معدل أفضل من المعدلات العالمية من حيث الوصول المبكر للرسائل، إلا أن الزيادة كانت في معدل الذين ستصل إليهم الرسائل بعد 900 ثانية وهم الـ 12%، مبينا أن عملية إرسال الرسائل كشفت عن جانبين، أحدهما إيجابي والآخر سلبي. 

ويتراوح مدى صافرات الإنذار ما بين 500-700 متر، حيث تملك الجهات المعنية خاصية التحديد الميداني التي تقوم على أساس تحديد الموقع الجغرافي للمواطن الأقرب من البرج وإرسال الرسالة له قبل الآخرين، ويمكن الاستفادة من هذه الخاصية خلال بعض الكوارث؛ فإذا تعرضت منطقة ما لفيضان مائي يتم تحديد أهالي المنطقة قبل غيرهم. 

اقرأ المزيد... التمارين الوهمية.. كيف تساعدنا على تخطي الزلازل

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00