"الحارة" يغضب الشارع الأردني والهيئة الملكية للأفلام تدافع عن دعمها له

الصورة

نشطاء: الفيلم حوى إيحاءات جنسية وألفاظا نابية سفلية أساءت لصورة المجتمع الأردني

المصدر
آخر تحديث

أثار فيلم الحارة الذي دعمته الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، حالة من الغضب والاستياء بين عموم الأردنيين على مواقع التواصل الاجتماعي بعد بثه على شبكة "نيتفليكس"، لما تضمنه الفيلم من ألفاظ نابية وبذيئة ترفضها قيم المجتمع الأردني المحافظ.

فيلم الحارة.. يثير موجة من الانتقادات

فيلم الحارة عرض في دور السينما الأردنية بين شهري حزيران وآب الماضيين، وعرضته شبكة "نتفليكس" الأمريكية المثيرة للجدل في توجهاتها، لينضم إلى قائمة أعمال أردنية عرضتها الشبكة سابقا كفيلم (جن) ومسلسل (مدرسة الروابي).

تلك الأعمال لاقت موجة انتقادات كبيرة من قبل الشارع الأردني حيث اعتبرها خارجة عن السياق الأخلاقي ولا تعبر عن حقيقة المجتمع الأردني الذي يرفض الإسفاف والانحلال، ويرفض المنتقدون للفيلم إخراج مثل هذه الممارسات للعلن وتعميمها دراميا وكأنها واقع حال المجتمع، أو تصديرها في واجهة الأعمال الأردنية سواء كانت مسلسلات أو أفلام روائية أو روايات مكتوبة.

فيلم الحارة تلقى دعما ماديا ولوجستيا من الهيئة الملكية للأفلام

وحظي فيلم الحارة بدعم كبير من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، حيث أكدت مديرة الإعلام في الهيئة ندى دوماني لـ حسنى، اليوم الأربعاء، أن دور الهيئة هو تقديم الدعم للقطاع المرئي والمسموع في الأردن للإنتاجات الأردنية أو غير الأردنية على حد سواء، من خلال تقديم تصاريح التصوير داخل الأردن، وتقديم الدعم المالي للأفلام التي تحظى بموافقة "صندوق الأردن لدعم الأفلام" التابع للهيئة بعد اطلاع لجنة خبراء مختصة تعينهم الهيئة الملكية للأفلام، والتي تقرر بدورها قيمة الدعم المالي الذي سيقدم لذلك المشروع.

وأحجمت دوماني عن ذكر المبلغ الذي قدمته الهيئة لدعم الفيلم كما أحجمت عن ذكر موازنة الهيئة المقرة في الموازنة العامة للحكومة والتي يساهم فيها دافع الضريبة الأردني بدعوى أنها ليست للنشر على العموم رغم أن قيمة الدعم لها لعام 2023 منشورة في الجريدة الرسمية.

 

ودافعت دوماني عن فيلم الحارة الذي ألفه وأخرجه باسل غندور، ولعب الأدوار الأساسية في الفيلم ممثلون أردنيون منهم منذر رياحنة، ونادرة عمران.

وقالت دوماني"إنه كأي فيلم روائي، يجسد واقع فئة معينة في إحدى الحارات ويستخدمون تلك الألفاظ في الحديث بينهم"، مضيفة أن الفيلم روائي وليس مطلوبا منه أن يعكس واقع المجتمع الأردني كالفيلم الوثائقي، وليس مطلوبا منه أيضا أن يعكس صورة مشرقة عن الأردن أيضا؛ لأنه ليس فيلما سياحيا، بل هو قصة من نسج خيال كاتبه ومخرجه باسل غندور، حسب دوماني.

دوماني: إيش بدكم يحكيله لما يسب.. ابقَ مهذبا؟!

ولفتت دوماني إلى أن هيئة الإعلام هي الجهة المعنية بإجازة العرض النهائي للأفلام في دور العرض والسينما المحلية.

ويشار إلى أن الهيئة الملكية الأردنية للأفلام لا تتبع لهيئة الإعلام أو وزارة الاتصال ولكنها تتلقى مخصصات تقر في موازنة الحكومة التي يقرها مجلس النواب.

هيئة الإعلام تجيز فيلم الحارة بعد حذف الألفاظ والمشاهد المسيئة

وما أن تم تداول مقاطع فيلم الحارة ومتابعة ما رافقه من انتقادات واسعة له، وجهت حسنى سؤالا لهيئة الإعلام حول منحها الترخيص لعرض الفيلم في دور السينما الأردنية، وإذا ما كانت قد اطلعت على سيناريو الفيلم ومحتواه وإذا ما كانت النسخة التي عرضت في دور السينما الأردنية هي ذات النسخة التي تعرض على شبكة "نتفليكس".

فأجاب مدير هيئة الإعلام بشير المومني أنه لم يتم السماح بعرض الفيلم في دور العرض الأردنية إلا بعد أن حذفت مديرية الرقابة في الهيئة الألفاظ والمشاهد الخارجة عن قيم المجتمع الأردني، وإن النسخة التي عرضت على شبكة "نتفليكس" هي خارج صلاحيات الهيئة.

فيلم الحارة لم يلق رواجا

وقالت دور عرض تواصلت حسنى معها إن الفيلم لم يلق رواجا عند عرضه فيها، رغم نيله جوائز عالمية عدة.

ويبدو أن ما يقبله أو يرفضه المجتمع الأردني لا علاقة له برأي النقاد أو مقدمي الجوائز العالمية.

وقد أشار "هيثم" و"رابعة" (أشخاص حضروا الفيلم على نيتفليكس وتواصلوا معنا لإبداء رأيهم) أنهم لم يستطيعوا إكمال المشاهدة في المنزل لمستوى البذاءة غير المقبول في الفيلم.

غضب على مواقع التواصل

وواجه الفيلم انتقادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي في الأردن بعد عرضه على "نيتفليكس" باعتباره مسيئا للشعب الأردني وأسماه بعضهم بالوعي الأسود.

حيث طالب محمد الفايز في تغريدة عبر حسابه على تويتر من وزير الاتصال الحكومي فيصل الشبول إيقاف الفيلم المسيء للشعب الأردني ومحاسبة جميع من قام عليه.

 

بينما قال فراس الماسي "أصبحت أفلامنا ذات طابع عشوائي، دواوين وأتوات وكلام بذيء يشبه من أنتجه... والباقي عندكم".

 

كما طالب أبو سلطان في تغريدته من المسؤولين باتخاذ موقف صارم لما وصفها بالمهزلة.

نتفليكس والهيئة الملكية للأفلام

ويذكر أن شكوكا كثيرة تحوم حول توجهات شبكة "نتفليكس" الأمريكية، التي ركزت جهودها مؤخرا على عرض وترويج أعمال عربية تضمنت ما اعتبرته شرائح واسعة من الشعوب العربية مخالفات أخلاقية وقيمية، متسائلين عن الغاية التي تسعى إليها الشبكة عبر تسليط الضوء على كثير من تلك المخالفات بحجة عكس الواقع العربي.

فقد سبق وأن عرضت فيلما مصريا أثار جدلا واسعا في مصر والعالم العربي بسبب القضايا التي تطرق إليها والمشاهد التي تضمنها، وانقسم الجمهور العربي بين معارض يراه خروجا عن القيم والأخلاق، ومؤيد يرى فيه مرآة معبرة عن واقع موجود وحقيقي.

وتتهم الشبكة الأمريكية بهدم القيم والترويج للشذوذ الجنسي والعلاقات المحرمة خارج إطار الزواج.

كما تعرضت الهيئة الأردنية الملكية للأفلام لانتقادات كثيرة حول دعمها وتسهيلها لهذه النوعية من الدراما المشوهة لصورة المجتمع الأردني إلا أنها مستمرة في هذا النهج باعتباره دراما واقعية.

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00