اتفاق أردني سوري أمريكي.. ماذا تضمنت خارطة الطريق لحل أزمة السويداء؟

الصورة
أيمن الصفدي وأسعد الشيباني وتوماس بارك خلال توقيع خارطة طريق لحل الأزمة في السويداء 16/9/2025 | المصدر: وزارة الخارجية
أيمن الصفدي وأسعد الشيباني وتوماس بارك خلال توقيع خارطة طريق لحل الأزمة في السويداء 16/9/2025 | المصدر: وزارة الخارجية

"إسرائيل" تجدد اعتداءها على الجنوب السوري

آخر تحديث

عدة بنود رئيسية تضمنتها خارطة طريق حل أزمة السويداء التي وقع عليها كل من الأردن وسوريا والولايات المتحدة في دمشق أمس الثلاثاء، وذلك بعد مرور شهرين على أحداث دامية شهدتها المحافظة في تموز الماضي واشتباكات مسلحة ما بين طائفة الدروز في المدينة وقوات الأمن السورية أدت إلى مقتل المئات من الطرفين بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.

فماذا تضمنت الخطة؟

بنود لخطة حل أزمة السويداء

من قلب دمشق وقع كل من وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ونظيره الأردني أيمن الصفدي والمبعوث الأمريكي الخاص لسوريا توماس بارك على خطة مشتركة لحل الأزمة في محافظة السويداء عبر خطوات عملية تضمن بناء الثقة من جديد بين الحكومة السورية والقاطنين في المحافظة كما تضمن حقوق المواطنين وأمنهم.

وكانت عمان قد استضافت منتصف آب الماضي اجتماعا سوريا أمريكيا أردنيا لبحث وقف إطلاق النار في المحافظة، فيما يأتي التوقيع على الخطة استكمالا لتلك المباحثات وتتويجا للجهود التي بذلت حينها.

وتنص الخطة على التالي:

  1. السماح للجنة تحقيق مستقلة دولية بإجراء تحقيق حول الأحداث المؤسفة التي شهدتها محافظة السويداء على أن تلتزم الحكومة بمحاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات وفق القانون السوري.

  2. تأمين الحكومة السورية -وبدعم من الأردن والولايات المتحدة- المساعدات الإنسانية والطبية للمحافظة.

  3. نشر الحكومة السورية قوات مؤهلة ومدربة تابعة لوزارة الداخلية على طول طريق السويداء-دمشق لضمان حرية الحركة الآمنة للمواطنين والتجارة، مع سحبها كل المقاتلين المدنيين من الحدود الإدارية للمحافظة السويداء وبإشراف و دعم من الأردن وأمريكا لتجاوز المعوقات العملية. 

  4. دعم الدول الثلاث جهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر لاستكمال إطلاق كل المحتجزين والمختطفين وتسريع عملية التبادل.

  5. قيام الحكومة السورية بدورها في إعادة بناء القرى والممتلكات المتضررة، ودعم الأردن والولايات المتحدة جهود تحصيل الدعم اللازم بهذه الغاية.

  6. اعتماد الحكومة السورية لتشريعات تجرم خطاب الكراهية. 

  7. استضافة الأردن بالتعاون مع سوريا وفدا من المجتمعات المحلية في السويداء (الدروز، والمسيحيين، والسنة)، ووفدا آخر من ممثلي العشائر البدوية في المحافظة لاجتماعات للمساعدة في تحقيق المصالحة. 

  8. عمل الولايات المتحدة، وبالتشاور مع الحكومة السورية، على التوصل لتفاهمات أمنية مع "إسرائيل" حول الجنوب السوري تعالج الشواغل الأمنية المشروعة لكل من سوريا و"إسرائيل"، مع التأكيد على سيادة سوريا وسلامة أراضيها.

  9. إنشاء سوريا والأردن والولايات المتحدة آلية عمل لمراقبة تطبيق خارطة الطريق، بما يحترم السيادة السورية بالكامل.

ماذا يتضمن دور الأردن لدعم خطة حل ازمة السويداء

وحول الدور الأردني في هذه الخطة أكد وزير الخارجية أيمن الصفدي في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد في دمشق أمس الثلاثاء أن موقف الأردن واضح، ويرفض أي تدخل في الشأن السوري وتحديدا في الجنوب السوري، واعتبر الصفدي أن أي تهديد في تلك المنطقة هو تهديد للأردن أيضا.

الصفدي: "أمن الجنوب السوري هو امتداد لأمننا في الأردن، واستقرار الجنوب السوري هو ضرورة لاستقرارنا، ونعمل بكل ما أوتينا من أجل أن ندعم عملية المصالحة في الجنوب السوري".

وجدد الصفدي رفض الأردن للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الجنوب السوري، وقال إن عبث "إسرائيل" في المنطقة واستهدافها زعزعة أمن سوريا يؤثر على الأردن أيضا.

الصفدي: "نرفض أيّ مخططات تقسيمية أو انفصالية في سوريا، وتحت هذا السقف، لا بد من أن تسير عملية إنهاء الأزمة بتدرج وبعقلانية تعالج المشكلات وتبني الثقة وتصحح ما ارتكب من أخطاء".

الدعم المالي ووقف التدخلات الخارجية.. دور أمريكا في خطة حل أزمة السويداء

وبحسب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني فإن الخطة ستكون بدعم من الأردن والولايات المتحدة الأمريكية، حيث ستساهم أمريكا في تقديم الدعم اللازم للخطة سواء عبر المساعدات الإنسانية أو عبر حشد التمويل الدولي، والمساهمة في التوصل لتفاهمات مع الجانب الإسرائيلي حول الاعتداءات المتكررة على الجنوب السوري.

الشيباني: "تشمل الخطة عدة مواضيع منها إعادة النازحين وتأمين السكن للموظفين، وإعادة الخدمات وتفعيلها في محافظة السويداء".

"إسرائيل" تضرب الاتفاق بعرض الحائط وتجدد اعتداءها على ريف القنيطرة

وتعقيبا على الاتفاق، نقلت مصادر لوكالة رويترز أن تل أبيب تمول نحو 3 آلاف مقاتل درزي في السويداء وأنها ما زالت تزودهم بالسلاح. 

وصباح اليوم الأربعاء توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدتين بريف القنيطرة جنوب سوريا ونفذت عمليات تفتيش واعتلت أسطح المنازل وسط تحليق للمسيرات وفق قناة الإخبارية السورية. 

وهذا الاعتداء الإسرائلي ليس الأول على مناطق الجنوب السوري، حيث يسجل بشكل أسبوعي اعتداءات متفاوتة وتدخلات إسرائليلة عسكرية، حيث قال الرئيس السوري أحمد الشرع في كلمته التي ألقاها خلال القمة العربية الإسلامية في الدوحة أول أمس الإثنين، إن الاعتداءات الإسرائليلة على سوريا مستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر دون رادع.

ترحيب عربي بخطة السويداء

هذا وقد لاقت الخطة ترحيبا عربيا، فقد رحبت كل من السعودية وقطر بالخطة، كما رحبت كذلك الجامعة العربية باعتماد خارطة طريق لحل أزمة السويداء وأشادت في بيان لها بجهود الأردن ودوره.

السعودية: "نجدد الدعم لكافة الخطوات التي تتخذها سوريا بما يحقق أمنها واستقرارها وبما يلبي تطلعات الشعب السوري نحو سوريا أكثر استقرارا".

المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية: "خارطة الطريق تمثل خطوة مهمة على طريق استقرار الأوضاع في الجنوب السوري، والسويداء جزء أصيل من سوريا ولا مستقبل لها خارجها".

قطر: "إن الاتفاق خطوة مهمة تترجم الإرادة الجماعية لبناء مستقبل سوريا الجديدة وتوطيد الأمن في المنطقة".

اقرأ المزيد.. الأردن يعين سفيرا له في سوريا

دلالات
شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00