في موقف سياسي لافت من العاصمة السورية دمشق، حذر نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من التدخلات الإسرائيلية المتزايدة في الجنوب السوري، مؤكدا أن ما يمس أمن سوريا يمس أمن الأردن. 

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في ختام زيارة رسمية أردنية ضمت وفدا وزاريا رفيع المستوى، هدفت إلى تعزيز التعاون الثنائي ومواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية المشتركة.

الجنوب السوري خط أحمر للأردن 

أكد الصفدي أن الجنوب السوري يمثل عمقا استراتيجيا للأمن الوطني الأردني، وأن الاعتداءات الإسرائيلية على هذه المنطقة هي "اعتداء مباشر على الأردن"، وأوضح أن استمرار هذا العبث من قبل "إسرائيل" يهدد استقرار المنطقة برمتها، مشددا على أن الأردن لن يقبل به بأي شكل.

التدخلات الإسرائيلية.. لا شرعية ولا أخلاقية 

وصف الصفدي التدخلات الإسرائيلية في سوريا بأنها غير شرعية وغير قانونية وغير أخلاقية، وأنها لا تخلق إلا الفوضى، داعيا "إسرائيل" إلى احترام سيادة الدول وإنهاء احتلالها للأراضي العربية في سوريا ولبنان وفلسطين.

أمن سوريا من أمن الأردن 

جدد الصفدي التأكيد على الموقف الأردني الثابت في الوقوف إلى جانب سوريا ضد العدوان الإسرائيلي، قائلا إن "ما يهدد استقرار سوريا يهدد الأردن"، وإن البلدين يتشاطران التحديات والفرص، ويسعيان إلى تعزيز التعاون في مواجهة التهديدات الإقليمية.

تعاون اقتصادي وسياسي موسع 

أعلن الوزيران عن توقيع مذكرة تفاهم لتأسيس "مجلس تنسيق عال" بين البلدين، يشرف على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والنقل والاقتصاد. وأكد الشيباني أن هذه الخطوة تمثل "نقطة تاريخية" في مسار العلاقات الثنائية، وأن التنسيق سيتوسع ليشمل كافة الوزارات ذات العلاقة.

موقف موحد من التهديدات الإسرائيلية 

ثمّن الشيباني موقف الأردن الداعم لسوريا، مؤكدا أن التهديدات الإسرائيلية لا تقتصر على بلاده فحسب، بل تمس أمن المنطقة بأسرها، وأن "لا أحد يستطيع التعايش مع هذه العقلية التصعيدية التي تصدرها إسرائيل".

عودة اللاجئين: أولوية مشتركة 

بحث الجانبان آليات تضمن عودة آمنة وكريمة للاجئين السوريين، حيث أشاد الشيباني باستضافة الأردن لملايين السوريين، وأعرب عن تطلع بلاده لتهيئة الظروف الملائمة لعودة ما يقارب 8 ملايين نازح سوري إلى ديارهم.

الأردن بوابة سوريا للخليج.. وسوريا بوابة الأردن لأوروبا 

أشار الصفدي إلى أن موقع البلدين يمنحهما فرصا استراتيجية للتكامل الاقتصادي، مؤكدا أن الأردن سيكون دائما سندا لسوريا في سعيها لبناء دولة آمنة ومستقرة تمثل ركيزة لاستقرار المنطقة.

مباحثات موسعة في دمشق 

ضم الوفد الأردني وزراء من قطاعات المياه والصناعة والطاقة والنقل، حيث أجروا محادثات موسعة مع نظرائهم السوريين لتعزيز سبل التعاون الثنائي، خاصة في ملفات البنية التحتية، والطاقة، والتجارة، والمواصلات، تمهيدا لإعادة رسم خريطة التعاون العربي الإقليمي. 

اقرأ المزيد.. ترامب يلتقي الشرع