بعيدا عن الدعم الرسمي الطلافحة هيأ مصنعه للبحث والتطوير والابتكار
في ظل غياب الدعم الرسمي للمبادرات الصناعية الفردية، حمل حسين طالب الطلافحة على عاتقه تجهيز مصانع لمن لديه رغبة في تنفيذ مشاريع صغيرة تعود عليه وعلى أسرته بالفائدة، إذ أقام مصنعا في منطقة المدينة الصناعية في مدينة إربد يعمل على تجهيز مصانع إنتاجية مثل الألبان والمخللات وإنتاج أعلاف ومنظفات وتصنيع مواد غذائية وغيرها من التجهيزات الصناعية، وأجهزة تقليم وفرم أغصان الأشجار، وخزانات تبريد، وماكينات للتصنيع الدوائي، وإرضاع الأغنام.
خلال زيارة حسنى لمصنعه في المدينة الصناعية في إربد توقفت عند العديد من الابتكارات والمشاريع الإبداعية التي قدمها خدمة للمجتمع المحلي ومساعدة الشباب في تقديم مبادراتهم الإبداعية التي تساعدهم في تقديم منتجات جديدة في السوق الأردني.
مبادرات الطلافحة تمتد إلى السوق العربي
مبادرة الطلافحة لم تتوقف على السوق المحلي بل امتدت إلى السوق العربي حيث جهز مصانع للألبان في السعودية والامارات العربية المتحدة وبعض دول الخليج التي استعانت به كخبير في التدريب.
صنع في جحفية
أطلق الطلافحة على منتوجاته "صنع في جحفية"، نسبة إلى البلدة التي ينتمي اليها وهي قرية صغيرة إلى الغرب من مدينة إربد، وأصبحت منتجاته علامة تجارية معروفة في السوق المحلي والعربي، حتى أثارت اهتمام الصناعيين والمنظمات الدولية، "حيث زارني خبراء من الاتحاد الأوروبي مقدمين خبراتهم ونصائحهم لهذا المشروع الحيوي"، وفق ما يقول الطلافحة.
يرى الطلافحة أن المدينة الصناعية في اربد مهيأة لتقديم صناعات متعددة ومتطورة وبالذات في مجالات التدريب والأبحاث والابتكار، داعيا وزارة الصناعة والتجارة إلى تقديم المساعدة لهذه الصناعات الناشئة، لتشجيع إقامة صناعات وطنية قادرة على المنافسة محليا وعالميا.
حلابة أغنام
مصنع الطلافحة يجهز مصانع جديدة
ويقول" لقد استفدت من عملي في الآلات الدقيقة في مجال الطيران على مدى 25 عاما، الأمر الذي دفعني لتطوير أدواتي حيث ساهمت في تقديم صناعات دقيقة، واطلعت على أهم المشاريع الصناعية والصناعات الدقيقة خلال زياراتي إلى بريطانيا واليونان، وبعد التقاعد تولدت لدي فكرة بتأسيس مصنع لتجهيز المصانع، إلى جانب تدريب المئات من الشباب الذين يرغبون بشق طريقهم في المجالات الإنتاجية، ومنهم من فتح مشاريع إنتاجية صغيرة، وتدرب منهم على طريقة" لحام الأرغون" وهو نوع من أنواع اللحامات يستخدم في عملية وصل المعادن، ويعطيها قوة وصلابة ولا يتسبب بأي تلوث بيئي.
ولم يبتعد عن عمله في مجال الطيران، إذ يتم الاستعانة به في تصنيع "جكات " مساندة للطائرات، "وهي أدوات ثقيلة أقوم بتصنيعها محليا حيث توفر مبالغ كبيرة على شركات الطيران بدل من استيرادها بأسعار عالية".
تدريب طلبة الجامعات
يسعى الطلافحة إلى تطوير عمليات الإنتاج من خلال إقامة صناعات جديدة، تستند إلى دراسات علمية، وخاصة أن بعض كليات الهندسة في الجامعات الأردنية تستعين به وتقوم بتدريب طلبتها في مصنعه، كما شارك في مشروع "صنع في الأردن" ليقدم نتاجاته إلى السوق المحلي، وشارك في دعم مبادرات الشباب وادماجهم في المجتمع ضمن برامج الاتحاد الأوروبي، وقدم لهم المعلومات والأدوات التي ساعدتهم في تنفيذ مشاريع صغيرة.
تَمكنه من معرفة الأدوات المستخدمة في الصناعات، وتحدثه إلى اللغة الإنجليزية بطلاقة، وزياراته لأكثر من 40 دولة اطلع على صناعاتها، كلها ساعدته على تنفيذ مشروعه في تحويل المواد الصغيرة وإعادة انتاجها من جديد.
لدى الطلافحة في مصنعه مركز للبحث العلمي وفريق بحث يعمل مع الجامعات الأردنية والعربية، يتشارك معها في تطوير بعض الصناعات، حيث تم العمل على تطوير حلابة وبستره حليب الإبل، وكذلك صناعة الحلابات وأجهزة البسترة الخاصة وتصديرها، ومنها مشاريع تم تنفيذها في المملكة العربية السعودية خلال الفترة من ٢٠٠٠ ولغاية ٢٠١٠.
ما يزال الطلافحة يتدفق حيوية رغم أنه وصل إلى سن السبعين، ويعمل في مصنعه بيده ولديه مجموعة من الشباب الذين يعملون معه ويقوم بتدريبهم على سر المهنة التي تطوع المبادرات الصغيرة لتكون مشاريع عمل منتجة تعود بالفائدة على المواطن والمجتمع.