يترقب عشاق الظواهر الفلكية، ليلة الأربعاء، رصد ظهور ما يسمى بظاهرة القمر الأزرق العملاق لهذا العام حيث سيكون القمر على بعد مسافة تقدر بما
الشهب البرشاوية تضيء السماء نهاية الأسبوع وفعاليات للرصد
الجمعية الفلكية تنظم فعاليات لرصد الشهب البرشاوية نهاية الأسبوع
تعتبر سماء المملكة ممرا للعديد من الظواهر الفلكية التي تشهدها المنطقة سنويا، حيث تستضيف خلال فصل الصيف ظاهرة الشهب البرشاوية والتي تزدان بها السماء وتصبح محط أنظار المهتمين بالفلك والراغبين بالتأمل.
ونظرا لتزامن هذه الظاهرة مع موسم سياحي صيفي نشط، قامت الجمعية الفلكية الأردنية بتنظيم فعاليات ليلية لرصد ظاهرة الشهب البرشاوية نهاية الأسبوع الحالي، وذلك بتوجيه هيئة تنشيط السياحة.
ما هي ظاهرة الشهب البرشاوية؟
تحدث ظاهرة الشهب في الغلاف الجوي للأرض، وتقسم على نوعين؛ الأول يسمى بالنوع العشوائي أو الشهب الفرادى، والتي تظهر بشكل مفاجئ دون أوقات أو أيام محددة من العام، أما النوع الثاني فتسمى بالزخات الشهبية والتي لها وقت محدد في العام، ومن أبرزها زخات الشهب البرشاوية، والتي تبدأ بالظهور في الشق الشمالي من الكرة الأرضية منذ منتصف تموز وحتى نهاية آب من كل عام، بحسب ما بينت لـ حسنى أمين سر الجمعية الفلكية الأردنية، بسمة ذياب.
ويعود أصل تسمية هذه الزخات الشهبية "بالبرشاوية" إلى أنها تظهر للناظر من بُعد، وكأنها نابعة من مجموعة نجمية تسمى بـ "البرشاوس"، إلا أنها حقيقة لا علاقة فلكية لها بهذه المجموعة، بل إنها بعيدة كل البُعد عنها خاصة أن ظاهرة الشهب تتكون في الغلاف الجوي للأرض وليس في الفضاء الخارجي.
مكونات الشهب البرشاوية
وتتكون الشهب البرشاوية في حقيقتها من حبات رمل وتراب صغيرة الحجم، وهي في غالبيتها حمولة مذنبات كانت تدور حول الشمس وغادرت المجموعة الشمسية وبقيت في الفضاء، بحسب ذياب، مضيفة أنه عند دوران الأرض حول الشمس يتزامن مرورها صيفا في مسارات حمولات هذه المذنبات وتتصادف معها بشكل مباشر من كل عام.
وعند دخول حبات الرمل والتراب في الغلاف الجوي للأرض بسرعة كبيرة، فإنها تحتك بجزيئات الهواء مكونة ما يسمى "بتأيين الجزيئات"، لتخلف وميضا كأسهم نارية سريعة، حيث يطلق على هذه الظاهرة البصرية في علم الفلك مسمى "الزخات الشهبية".
ذروة هذه الزخات ستكون نهاية الأسبوع
وتعتبر ذروة مرور الزخات الشهب البرشاوية في الحادي عشر من آب وحتى الثالث عشر من الشهر ذاته من كل عام، حيث يصادف تاريخ هاتين الليلتين الجمعة والسبت المقبلين.
وتضيف ذياب لـ حسنى أنه من حسن الحظ أن قمر شهر محرم يعتبر في أواخره وحجمه صغير، بالتالي لن يعكر بضوئه عتمة السماء، وسيتيح للناظر فرصة أكبر لمشاهدة الشهب المارة من سماء المملكة.
فعاليات على مدار ليلتين في وادي رم
وتستغل الجمعية الفلكية الأردنية هذه الظاهرة في تعريف الناس بالعديد من الظواهر الفلكية الأخرى وتنشيط السياحة، حيث قررت أن تقيم فعاليات ليلية ليلتي الجمعة والسبت المقبلين في منطقة وادي رم، وذلك بتوجيه من هيئة تنشيط السياحة التي دعت مرتادي منطقة وادي رم والمكاتب السياحية إلى الاستفادة من هذه الفعالية وتوجيه السياح إليها بالتنسيق مع الجمعية.
وستتضمن الفعاليات عدة أنشطة أبرزها: التعريف بالمجموعات النجمية، وآلية تحديد الاتجاهات عبر النجوم، ورصد كوكبي زحل والمشتري وأقمارهما، وستبدأ الفعالية الساعة الحادية عشر ليلا وتستمر حتى الثالثة فجرا، إذ إن الشهب تبدو أكثر وضوحا قبيل الفجر عندما تكون السماء أكثر حُلكة.
وتبلغ رسوم الفعالية 10 دنانير للشخص البالغ ما فوق 10 سنوات، فيما ستكون مجانية لمن هم دون 10 سنوات.
أين يمكن أن نشاهد هذه الزخات؟
وفي دعوة لجميع الناس حتى غير القادرين على الالتحاق بهذه الفعاليات، دعت ذياب الناس إلى رصد هذه الشهب، وبينت أنه قد لا يلحظ سكان المدن المضاءة هذه الشهب، موصية بالابتعاد عن التجمعات المدنية والشوارع المضاءة، والتوجه نحو أماكن أكثر عتمة كالصحاري أو أقصى شرق المملكة لرؤية هذه الظاهرة الفلكية الجميلة.