الجغبير: زيارة الملك لغرفة صناعة عمان دفعة معنوية للصناعة الأردنية

الصورة
الملك عبدالله الثاني خلال زيارة لغرفة صناعة عمان 7/12/2025 | الديوان الملكي
الملك عبدالله الثاني خلال زيارة لغرفة صناعة عمان 7/12/2025 | الديوان الملكي
آخر تحديث

وصف فتحي الجغبير، رئيس غرفتي صناعة الأردن وعمان، زيارة الملك عبد الله الثاني لغرفة صناعة عمان، الأحد، بأنها شكلت دفعة معنوية كبيرة للصناعة الأردنية، مشيرا إلى أن الجولة الملكية لمعرض الصناعات المحلية جاءت لتسليط الضوء على قدرة المنتج الوطني وتعزيز دوره في الاقتصاد، بالإضافة إلى توجيه رسائل عملية للمصانع والشركات حول التصدير وتحسين جودة الإنتاج.

الانفتاح الإقليمي وقوة الأردن

تطرق الجغبير إلى رؤية الملك الاستراتيجية لدعم الأردن كقوة اقتصادية قادرة على مساندة فلسطين وفتح الأسواق العربية، مؤكدا أن تقوية الأردن تبدأ ببناء مناعة اقتصادية تعتمد على الذات وتشجيع الإنتاج المحلي ويعزز المناعة الاقتصادية الوطنية. 

وأوضح أن هذه الرؤية تتطلب خططا استراتيجية عملية بعيدا عن التنظير، مع التركيز على التنفيذ وتحقيق نتائج ملموسة.

"دون أن نكون أقوياء، لا يمكننا تقديم أي دعم خارجي، وأردن قوي يستطيع أن يكون ظهيرا قويا لأهلنا في فلسطين". 

تفاصيل زيارة الملك للمعرض الصناعي

أوضح الجغبير أن الملك تجول في المعرض، وتوقف عند كل جناح، واستفسر عن المنتجات وطبيعة الإنتاج وفترات تأسيس الشركات. وقال:

 "الملك سأل الصناعيين بشكل مباشر عن تاريخ إنتاجهم وسنوات تأسيس شركاتهم، واهتم بمعرفة أسباب استيراد منتجات يمكن تصنيعها محليا، لتوجيه الدعم نحو المنتج الأردني وزيادة فرص تصديره".

وأشار إلى أن الملك أخذ أرقام التواصل مع الشركات لمتابعة تحسين جودة الإنتاج وتسهيل التعاون بين الصناعيين، مشددا على أن زيارة الملك هذه شكلت رسالة عملية للصناعيين والمواطنين على حد سواء. 

وأعرب عن استغرابه من استيراد بعض السلع التي تصنع محليا بجودة عالية، مؤكدا أن الأردن يمتلك القدرة على تحقيق قفزات اقتصادية هامة إذا ما توافر الدعم المؤسسي والإداري

التحديات الإدارية والبيروقراطية

ورغم النجاحات، تحدث الجغبير عن العقبات التي تواجه الصناعيين وتتمثل في:

  • تعدد الجهات الرقابية.

  • صلاحيات الإغلاق الواسعة.

  • طول الإجراءات وتعقيد الموافقات.

  • خوف بعض الموظفين من اتخاذ القرار.

مؤكدا أن بعض الموظفين الصغار قد يوقفون مصانع أو يؤخرون إجراءات دون علم الوزراء أو الحكومة. وقال:

"أي نهضة صناعية حقيقية تتطلب نقل التوجيهات الملكية إلى كل المستويات الإدارية وتبسيط الإجراءات لتسهيل عمل المصانع والشركات".

وأضاف أن القطاع الصناعي قادر على التوسع إذا توفرت البيئة الإدارية المناسبة: 

"نصدر اليوم 12 مليارا، وإذا ركزنا على الطاقة البديلة والتسهيلات، نستطيع الوصول إلى 20 مليار بسهولة".

الصناعات المشاركة واهتمام الملك

أوضح الجغبير أن المعرض ضم نحو 16-17 صناعيا من مختلف القطاعات، بينها الملابس الجاهزة، والقطاعات الهندسية، والأدوية، والمواد الغذائية. وقال: 

"الملك عندما شاهد المنتجات سأل عن تاريخ الإنتاج وجودة المنتج، وعندما أعجبه أحد المنتجات، أعطى توجيهاته بالتركيز على التعاون معه لضمان إنصاف الصناعيين".

وأضاف أن اختيار المعرض تم بالتنسيق مع الديوان الملكي لتمثيل أكبر عدد ممكن من الصناعات، ولعرض منتجات تلبي احتياجات السوق المحلي ومؤسسات الدولة، مما يعزز ثقة المنتج الأردني في الأسواق العالمية.

ويؤكد الجغبير أن هذا الاهتمام المباشر من الملك بات يشكل عامل جذب للمستثمرين الأجانب، مستذكرا حديث مستثمر سعودي قال:

 "بلد الملك يزور مصانعه.. بلد يستحق أن أستثمر فيه".

التطلعات المستقبلية للقطاع الصناعي

اختتم الجغبير حديثه بالتأكيد على أن الأردن قادر على زيادة صادراته وتطوير قطاعه الصناعي إذا توفرت الخطط العملية والإجراءات المبسطة، مشددا على أن الإرادة الحقيقية والتنسيق بين الجهات المختلفة هما مفتاح النجاح. كما أشار إلى أن الاستفادة من الخبرات الدولية والزيارات الملكية للخارج تسهم في فتح آفاق جديدة أمام الصناعيين الأردنيين وتعزز قدراتهم التنافسية.

دروس من التجربة الفيتنامية

استعرض الجغبير قصة التحول الصناعي في فيتنام، التي خفضت نسبة الفقر من 60% إلى أقل من 5% خلال سنوات قصيرة. 

وبين أن قطاع المحيكات وحده يوظف 2 مليون عامل ويصدر 45 مليار دولار سنويا. 

وأكد أن الفارق ليس في الموارد، بل في الإرادة والإدارة، مشيرا إلى أن مستثمرين فيتناميين باتوا يطلبون قوانين العمل الأردنية للتعاون والاستثمار. 

اختتم الجغبير بالتأكيد على ضرورة وضع لوحة مؤشرات سنوية واضحة للحكومة والقطاع الصناعي، تتضمن:

  • حجم الصادرات.

  • عدد العاملين.

  • عدد المصانع.

  • كلفة الإنتاج.

  • التغير السنوي في الأداء.

وقال: 

"سئمنا من الدراسات.. نريد خططا عملية، فالأردن قادر وقادر جدا".

يشار إلى أن الملك عبدالله الثاني شهد الأحد فعالية في غرفة صناعة عمان استعرضت إنجازات القطاع الصناعي الأردني خلال العام الجاري، الذي شهد نموا مستمرا في صادرات الصناعات التحويلية، متجاوزة 5.5 مليار دينار، بما يعادل نحو 91% من إجمالي الصادرات الوطنية، كما اطلع الملك على معرض صناعي يضم شركات ومصانع محلية، وزار مركز الابتكار الأردني للثورة الصناعية الرابعة للاطلاع على مبادرات تبني الحلول الرقمية والتكنولوجية، في إطار تعزيز الإنتاجية والتنافسية.

اقرأ المزيد.. استعدادات لمرحلة جديدة في مركز سميح دروزة قد تشمل إنشاء مركز أورام متكامل

شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00