يفتتح الملك عبد الله الثاني، اليوم الإثنين، أعمال الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة بغرفتيه "النواب والأعيان"، حيث يلقي خطاب العرش إيذانا
تاريخ الحياة البرلمانية الأردنية المرحلة الثالثة: 1974-1988
تميزت هذه المرحلة بتجميد الحياة البرلمانية وتشكيل المجالس الوطنية الاستشارية، حيث تسببت حرب عام 1967 واحتلال الضفة الغربية والأوضاع العربية والدولية آنذاك بوضع الحياة النيابية في الأردن أمام تحديات خطيرة.
تجميد الحياة البرلمانية
إن قرار مؤتمر القمة العربية التي عُقدت في الرباط في الـ16 من تشرين أول 1974 والذي تمثل بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني وقيام حكم فلسطيني في الضفة الغربية بعد انتهاء الاحتلال الإسرائيلي لها، فرض على الأردن تجميد الحياة البرلمانية تلبية لذلك القرار، في الـ23 من تشرين الثاني من العام نفسه، فتم حل المجلس النيابي التاسع إلا أنه في تاريخ الـ4 من شباط عام 1976 صدرت الإرادة الملكية بدعوة المجلس التاسع للانعقاد في دورة استثنائية من أجل إدخال تعديل على الفقرتين الخامسة والسادسة من المادة "73" من الدستور، فأصبح من حق الملك -بناء على قرار من مجلس الوزراء- إعادة المجلس المنحل ودعوته للانعقاد، كما أصبح بالإمكان إجراء الانتخابات النيابية في نصف عدد الدوائر الانتخابية إذا تعذر إجراؤها في كل الدوائر ليقوم الفائزون بانتخاب ممثلي الدوائر الأخرى، ومن ثم صدرت إرادة جديدة بحل المجلس اعتبارا من الـ7 من شباط 1976.
وبناء على تلك التطورات سعى الأردن للبحث عن صيغة جديدة لسد الفراغ الدستوري، فأمر الملك الحسين بن طلال في شهر نيسان عام 1978 بتشكيل المجلس الوطني الاستشاري وأكد في كتاب التكليف للحكومة أن:
إنشاء هذا المجلس ليس بديلا للحياة البرلمانية الانتخابية الكاملة التي سيتم العودة إليها حين تسمح الظروف للأردن بذلك.
اقرأ المزيد.. تاريخ الحياة النيابية الأردنية المرحلة الأولى 1923-1946
كيف يعين أعضاء المجلس الوطني الاستشاري؟
يعين الملك رئيس المجلس الوطني الاستشاري ولمدة سنتين، ويتكون المجلس من 60 عضوا، ثم زاد عدد الأعضاء إلى 75 بموجب القانون المعدل رقم 25 لسنة 1982.
ويعين الأعضاء بإرادة ملكية وبتنسيب من رئيس الوزراء، ويحق للملك أن يحل المجلس في أي وقت، وأن يعفي أعضاءه أو أيا منهم من عضوية المجلس أو يقبل استقالتهم منه.
تصدر قرارات المجلس بأغلبية أصوات الأعضاء الحاضرين، ما عدا الرئيس إلا في حالة التساوي؛ فيعطي الرئيس صوت الترجيح.
ويتألف مكتب المجلس الوطني الاستشاري من الرئيس ونائبين اثنين يتم انتخابهما من بين الأعضاء باقتراع سري مستقل لكل منهما. ويذكر أن المجلس لم تكن له أي صلاحيات لها علاقة بالتشريع، كما أنه لا يحق له أن يستجوب الحكومة ويمكن أن يسائلها فقط.
حل المجلس الوطني الاستشاري عام 1984
وفي كانون الثاني عام 1984 عادت الحياة البرلمانية وبناء على ذلك حُل المجلس الوطني الاستشاري، ودُعي مجلس النواب التاسع إلى الاجتماع في دورة استثنائية من أجل تعديل إحدى مواد الدستور، وشهد المجلس 3 دورات مدة كل منها سنتان انتهت بتاريخ الـ9 من كانون الثاني 1990 وتم اعتباره المجلس النيابي العاشر. وقد ترأس هذا المجلس عاكف الفايز.
بعد انعقاد مؤتمر القمة العربية في الجزائر عام 1988، وطلب منظمة التحرير الفلسطينية فك الارتباط بين الضفتين، أصدر الأردن في نهاية شهر تموز عام 1988 قرار فك الارتباط وبدأت العودة إلى الحياة البرلمانية دون تمثيل الضفة الغربية.
اقرأ المزيد.. تاريخ الحياة النيابية الأردنية المرحلة الثانية 1946-1973