مقابلة اللواء الركن رضا البطوش حول إدارة الدولة للأزمات | حرب غزة مثالا

الصورة
مقابلة مع رضا البطوش حول الموقف الأردني من العدوان على غزة
مقابلة مع رضا البطوش حول الموقف الأردني من العدوان على غزة

كيف

دخل العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة أسبوعه الثالث في ظل الصمت الدولي المريب عن المجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين، وبدأ محللون يشيرون إلى عزم دولة الاحتلال الإسرائيلي المضي قدما بخططها الرامية لتهجير سكان قطاع غزة إلى صحراء سيناء المصرية. 

وفي مقابلة خاصة مع حسنى كشف نائب رئيس المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات السابق و خبير التخطيط الاستراتيجي رضا البطوش عن كيفية تعامل الأردن مع الأزمات لا سيما الأزمة الدائرة في قطاع غزة حاليا، ومدى تأثير هذه الأزمة على الأمن الوطني داخليا. 

كيف يدير الأردن أزماته.. حرب غزة أنموذجا 

حسنى: بعض الأزمات المركبة تؤثر على الأردن حتى وإن كانت خارج حدودها، فكيف تتعامل الدولة مع هذه الأزمات؟

البطوش: سأتحدث بشكل عام عن كيفية التخطيط الذي تنتهجه أي دولة؛ فالدولة لا يمكن أن تنعزل عن المحيط، وأي دولة تواجه تحديات في الداخل والخارج، وهو ما يجعلها ملزمة بامتلاك تحليل استراتيجي تستطيع من خلاله الوصول إلى نتيجة تظهر لها نقاط القوة والضعف التي تمتلكها، وفي الوقت ذاته تبين الفرص والتحديات التي تواجهها. 

وفي حين تعتمد الدولة على هرمية التخطيط الاستراتيجي فإن القيم الوطنية تقع على رأس هرمية التخطيط الاستراتيجي؛ لأن المصالح الوطنية تستنبط من القيم الوطنية. 

وعلى سبيل المثال لو نظرنا إلى الأزمة في قطاع غزة فإن القيم الوطنية الموضوعة من قبلنا كأردن تكون وفق أننا دولة مسلمة وعربية، والأشقاء الفلسطينيون إخوة لنا والدم واحد، وفي قيمنا لا يجوز أن نتركهم في ظل هذه الهجمة الفاشية والتغول الذي يمارسه الكيان. 

اليوم لا توجد دولة تحت احتلال مثل هذا الاحتلال الغاشم، والكل يسعى إلى السلام، لكن "إسرائيل" لها أهداف بعيدة تسعى لتنفيذها بغض النظر عمن يمتلك السلطة، ولا يوجد مجال للحديث عن حكومات متطرفة وأخرى غير متطرفة في هذا الكيان، حيث يعمل الجميع لتحقيق أهدافهم. 

وهذا الكيان الغاصب منذ نشأته بدأ بشريط على الساحل، ثم توسع إلى أراضي عام 1948، وبحجة التهديد الذي يشعر به قام في عام 1967 بتحرك استباقي ضم على إثره سيناء والجولان والآن ضم القدس وسلب كل المناطق الحاسمة والمسيطرة وربطها بخطوط سريعة لخدمته، بينما فصل الأراضي الفلسطينية؛ فالضفة الغربية فصلت بجدار عنصري وبات الفلسطيني يتعرض لنقاط تفتيش مهينة إذا أراد المرور بأرضه، بينما يقوم الإسرائيلي بقتل وأسر من يريد بطريقة وحشية، وقيمنا لا تقبل بهذا. 

حسنى: عندما تحدثت، أشرت إلى أن القيم هي الضابط لكافة مصالحنا كدولة، كيف تؤثر القيم على مصالحنا؟ 

البطوش: يكون ذلك من خلال التعامل مع التهديد الإسرائيلي كخطر على مصالحنا؛ فإسرائيل لن تقف عند فلسطين التاريخية بل لها مصالح توسعية وأطماع في دول الجوار، لذلك يجب أن تبنى مصالحنا على التهديد الحقيقي الذي تمثله "إسرائيل"، وعلى الرغم من وجود اتفاقية السلام إلا أن "إسرائيل" لا تؤمن بهذا السلام. 

الآن وفي ضوء ذلك، لا بد أن نضع في أهدافنا الوطنية ما يحمينا من "إسرائيل" وما يحقق لنا أهدافنا على المستوى العام، حيث تكون الأهداف الوطنية ضمن إطار عام وليست محددة. 

ومن هذه الأهداف العامة للدولة يتم وضع السياسة الوطنية التي تمثل خطوط دلالة تؤطر للاستراتيجية الوطنية، وفي ضوء الاستراتيجية الوطنية نستطيع صياغة السياسات الفرعية التي تستخدم في مؤسسات الدولة، ثم توضع الاستراتيجيات الفرعية التي تصاغ منها الخطط التنفيذية، وإن عملنا ضمن هذا الإطار سيصب في تحقيق المصالح والأهداف الوطنية بدلا من العمل في نظام "الجزر المعزولة". 

اقرأ المزيد.. مقابلة الباحث عريب الرنتاوي حول شكل المنطقة بعد طوفان الأقصى | خاص لـ حسنى

حسنى: القيم تحتم علينا الوقوف بجانب أهلنا في غزة وألا نسلمهم للعدو، لكن حينما ننظر إلى المصالح الوطنية فإنها تشير أيضا إلى ضرورة عدم منح الاحتلال الإسرائيلي حق الاعتداء علينا، سؤالي: عندما يتعارض الأمران، كيف تصاغ المعادلة؟

البطوش: في هذه الجزئية فإن أي استراتيجية تحتاج ثلاثة مكونات رئيسية لتنجح، وهي: 

  1. الأهداف الوطنية النهائية التي يتم تحقيقها.

  2. مفهوم العمليات الذي يوضح كيفية تحقيق الأهداف.

  3. الموارد. 

وإن لم يكن هناك توازن بين هذه المكونات يصبح هناك استنزاف، وفي حال لم تؤخذ هذه الجزئية بعين الاعتبار تصبح لدينا إشكالية. 

إن الأردن متجذر في السياسة الدولية وموقع على معاهدات دولية، ولا يجوز أن تكون هناك أعمال من شأنها تقليل هيبته، وعلى سبيل المثال فإن مواردنا محدودة وتوجد كلف لعمليات أجهزتنا الأمنية، وهو ما يعني أننا لا نريد أن نصل إلى موقف نكون به قد استنزفنا مواردنا في أمور لا طائل منها، حيث نستطيع أن نعبر عن رأينا بطريقة محترمة وحضارية توصل رسالتنا للعالم، وتوضح أن هذا العدو فاشي يحتل أراضي الفلسطينيين منذ أكثر من 70 عاما. 

وإن عناصر القوة في الدولة أربعة وهي كالآتي:

  • السياسية والتي تقودها الدبلوماسية.

  • المعلوماتية التي يعد الإعلام جزءا منها.

  • العسكرية.

  • الاقتصادية.

وبوصف الإعلام جزءا من المعلوماتية، أعتقد أن الإعلام في الأردن يتعامل باحترافية مع العدوان على غزة، كما أن الإخوان الفلسطينيين أداروا الملف الإعلامي بطريقة جيدة، ونلاحظ أن هناك تغيرا على المستوى الدولي للمواقف، وهو ما يعني وجود هدف لتشكيل رأي عام وإعادة تشكيله على المستوى المحلي والعالمي بما يخدم القضية الفلسطينية. 

وإن عناصر القوة الأربعة يجب أخذها بطريقة مجتمعة، لكن تحديد العامل الذي سيقود الأزمة يتم عن طريق معطيات عدة، وفي هذه الأزمة فإن الدبلوماسية هي التي تقود، إذ يقود الملك عبد الله الثاني هذا الأمر باقتدار، وقد شاهدنا تعبيراته خلال مؤتمر السلام في القاهرة. 

اقرأ المزيد.. مقابلة مصطفى البرغوثي المرشح السابق للرئاسة الفلسطينية حول طوفان الأقصى

حسنى: عندما تكون هناك أزمة خارج حدود الدولة إلا أننا معنيون بها بحكم قيمنا وديننا، فإنها تؤثر علينا أحيانا بأزمات أخلاقية مثل وجود بعض الاحتكاكات في المظاهرات، كيف يمكن إدارة هذه الأحداث التي قد تصبح شرارة فتنة رغم صغر حجمها؟

البطوش: ما تكلمت به صحيح، فإن أجهزتنا الأمنية والقوات المسلحة لها مهام عظيمة يجب أن لا نشغلهم عنها في قضايا جانبية، لهذا السبب أعتقد أن الإعلام يلعب دورا توعويا في غاية الأهمية. والتوعية للمواطن يجب أن تشير إلى أن عدونا هي "إسرائيل"، وتبين أن الجميع على قلب رجل واحد ولا يقبل بما يحدث في غزة. 

وإن هذه المخالفات والتجاوزات تعيدنا إلى نقطة كيفية تحقيق الأهداف، لذلك فإن التوعية يجب أن تكون من قبل المؤسسات المحلية والجامعات والعشائر؛ وذلك لإرشاد المتظاهرين حول أساليب التعبير السليمة، لأن هذا الكيان هو عدونا ولا يعقل أن نصل إلى مرحلة يتهدد بها أمننا الوطني، ويستوجب علينا المحافظة على قدراتنا لفترة قد يصلنا بها التهديد. 

حسنى: أنت تحدثت عن تهديد الأمن الوطني، كيف يمكن لما يحدث في غزة أن يهدد الأمن الوطني للأردن؟

البطوش: إسرائيل أهدافها معروفة، وهدفهم البعيد هو تصفية القضية الفلسطينية، وتصفية هذه القضية هدف لن يستطيعوا الوصول إليه إلا أن الخطط الموضوعة لتحقيقه تشير إلى تهجير الفلسطينيين. 

ونلاحظ أنه وحتى اللحظة، توجد بعض التفاصيل التي تربك "إسرائيل" وتمنعها من تطبيق كافة الخطط، فعلى سبيل المثال ما زالوا غير قادرين على اتخاذ قرار الحرب البرية على قطاع غزة؛ بحكم أنها لن تكون نزهة لهم بل ربما مقبرة لأن الأشقاء في حركة المقاومة أبدعوا في تحضير ميدان المعركة، وفي الوقت نفسه أبدعوا في خلق حالة من الصدمة للكيان الصهيوني من خلال معركة طوفان الأقصى التي ستدرس في المستقبل وستؤسس لما بعدها، والتي استطاعت أن تظهر حالة الضعف والوهن في هذا الكيان الغاصب، كما أن الغموض الاستراتيجي الذي تمارسه إيران وأذرعها في المنطقة حول دخول الحرب من عدمه تسبب بزيادة إرباك "إسرائيل" قي اتخاذ قرارها بدخول حرب برية.

وإن هذا الكيان في حال دخل حربا برية فإنه سيجبر على توزيع قطاعاته على الواجهة الشمالية مقابل حزب الله وعلى الداخل الفلسطيني وعلى قطاع غزة، وإن كل هذه المعايير تعاكس المعطيات الثلاثة لتحقيق الأهداف، إذ إن مواردهم غير كافية لكل ذلك.

حسنى: هم يحصلون الآن على دعم منقطع النظير من الولايات المتحدة، فكيف لا يملكون موارد لهذه الحرب؟

البطوش: نعم "إسرائيل" تعتمد اليوم على قوات الاحتياط التي تصل إلى 360 ألف جندي، ومعظم هذه القوات من حملة الجنسيات الأخرى. 

ومنذ فترة طويلة، تحولت وحدات المشاة والدروع لديهم إلى تنفيذ أعمال شرطية، وبالتالي انسلخ الجيش النظامي من مهامه الرئيسية في الدفاع عن البلد إلى تنفيذ أعمال شرطية، ولم يعد يرى إلا عمليات مداهمة وسرقة وقتل وغيره، وهذا تسبب بإنهاك الجيش الإسرائيلي وجعله مترهلا وانعكس على أفراده من الناحية النفسية، مما جعل الجندي يسعى إلى إنهاء خدمته والعودة إلى بلده الآخر مباشرة، وفي حال طلب قوات الاحتياط ربما سيجبر على القتال، إلا أنه لن يكون فاعلا في ميدان المعركة وسينتظره الفشل. 

اليوم هناك حملة جوية شرسة على قطاع غزة تمهيدا للعمليات البرية إن حصلت، وأنا أشك في ذلك، إلا إن كانوا يفكرون بالانتحار، وفي حال إقدامهم على ذلك أعتقد أنهم لن يستطيعوا دخول غزة كاملة؛ فهو قطاع كبير وطويل، حيث سيعمدون إلى تقليص مساحة القطاع وربما يقسمونه إلى جزأين؛ شمالي وجنوبي، وهو ما لاحظناه في مطالباتهم للغزيين بمغادرة الشمال نحو الجنوب ثم قصفهم وهم مغادرون. 

وفي حال نجحوا في ذلك لا قدر الله، سيسعون لإنهاء جنوب قطاع غزة وتهجير سكانه قسريا نحو صحراء سيناء ومن ثم سيتوجهون إلى الضفة الغربية لتصفية القضية الفلسطينية، وأنا هنا أتدرج بالحديث عن التهديد الذي ستواجهه الأردن، حيث يبدأ الأمر من غزة ومن ثم يصل إلى تهجير سكان الضفة الغربية نحو الأردن. 

وقبل مدة تحدث رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن جدار عازل سيبنى مع الحدود الغربية للأردن، وهذا يدل على أنهم يريدون ضم الضفة بشكل كامل، وفي حال نجحوا بذلك فإننا نتحدث عن تهجير الفلسطينيين إلى الأردن وهنا يتضح سبب اعتبار ما يجري في غزة الآن تهديدا للأمن القومي الأردني. 

حسنى: في ظل هذا التهديد للأمن الوطني، يقال إنه عندما يكون هناك تهديد توجد فرصة، ولكن ما يجري الآن هي دعوات للتهدئة تظهر أننا متضررون، ألا يمكن للساسة في الأردن أن ينظروا للمقاومة كفرصة لكسر تغطرس الكيان، بدلا من الخوف من إمكانية تمدد هذا العدو؟

البطوش: في البداية إن دعوات التهدئة نابعة من أننا نريد أن تبقى القدرات العسكرية التي بناها الفلسطينيون، ولا تعلمون مقدار السعادة لنا حينما نرى الفلسطينيين قد طوروا القدرات الفردية لغزة وحدهم، وأنا أشبه معركة طوفان الأقصى بعملية النورماندي، والمقصود بالتهدئة هو الحفاظ على القدرات العسكرية. 

والآن لو توقفت العمليات فإن "إسرائيل" لا تؤمن إلا بالكلف، والفلسطينيون سيجلسون على الطاولة لفرض مطالباتهم.

حسنى: من خلال قراءتك السياسية، هل حماس مستعدة أن تكون جزءا من منظمة التحرير الفلسطينية وإنهاء الانشقاق والجلوس على الطاولة إذا حققت الانتصار وبقي الأسرى لديها كورقة تفاوض؟ لا سيما وأن الرئيس محمود عباس قال إن حماس لا تمثل الشعب الفلسطيني، قبل أن يسحب تصريحه.

البطوش: "إسرائيل" تلعب على هذا الانشقاق الفلسطيني، ونحن نريد أن يكون الفلسطينيون على قلب رجل واحد من أجل التحرير، أما الاختلافات الموجودة فهي ليست لصالح الفلسطينيين، وأعتقد أن القضية الفلسطينية بعد السابع من تشرين الأول ستكون مختلفة وستؤسس لما بعدها في طريق التحرر. 

نحن كأردنيين لا يجوز أن نتدخل بين الأشقاء الفلسطينيين، ولا يجوز أن نفضل أي طرف على الآخر، ونأمل أن يوحدوا صفوفهم ويتجاوزوا الخلافات فيما بينهم، أما الدبلوماسية في الأردن فهي نشطة ويقودها الملك باقتدار، وأنا أثق أنها ستحدث الفرق في خدمة الفلسطينيين، كما أنني أدعو الفلسطينيين إلى المحافظة على جذوة هذا النضال؛ لا سيما وأن هدف "إسرائيل" الأسمى هو إنهاء هذه الجذوة. 

حسنى: عندما يقول وزير الخارجية علينا أن نستعد للأسوأ وإذا حدث التهجير فإننا في الأردن سنعتبره إعلان حرب، ولا يمكن أن يتحدث بهذه اللغة إلا في حالة وجود توافق عسكري على أعلى القيادات العسكرية، ماذا يعني استعدادنا للأسوأ واعتبارنا التهجير إعلان حرب؟

البطوش: أولا لا توجد دولة تقبل التهديد لها، وأعتقد أن طي ملف القضية وتصفيتها تهديد مباشر للأردن، وما تفضل به وزير الخارجية هو الصحيح وهذا حديث الملك. 

وإن الدولة متفقة على أن تصفية القضية الفلسطينية والتهجير القسري لهم تهديد مباشر للأردن الذي لا يستطيع تحمل كلفة ثانية، والأردن لديه خيارات متعددة في هذا الجانب، ولن تكون خطط التهجير سهلة على الإسرائيليين، ولن يكون حل القضية على حساب الأردن، وإننا نسعى ليأخذ الفلسطينيون حقوقهم في فلسطين التاريخية كما تنص الشرعية الدولية. 

حسنى: تصريح الأردن حول اعتبار التهجير إعلان حرب، هل يعد تهديدا صريحا لدخول الأردن معركة عسكرية؟ 
البطوش: يا سيدي إن العبارة تفسر المعنى وهذا أمر أكيد، حيث ستكون الاستراتيجية العسكرية هي القائد في هذا الجانب ونحن لدينا تاريخ في هذا الجانب. 

اقرأ المزيد.. بعد تصريحات الصفدي كيف سيستعد الأردن لما هو أسوأ؟

حسنى: هل نحن مستعدون لمعركة إذا ما فرضت علينا؟ 

البطوش: نحن لدينا قوات مسلحة باعثة على الفخر، وعلى سبيل المثال فإن الأردنيين داسوا على كرامة الإسرائيليين في معركة الكرامة، رغم أن العرب خرجوا محطمين في حرب عام 1967، وقد كانت معركة الكرامة علامة فارقة، واليوم داس أشقاؤنا على كرامة "إسرائيل" مجددا في معركة طوفان الأقصى، وزمن الغطرسة الإسرائيلية ولى من غير رجعة، وأعتقد أن إسرائيل في وهن حاليا، ويجب أن تجلس على الطاولة لمنح الفلسطينيين حقوقهم.

شاهد | مقابلة نائب رئيس مركز الأزمات سابقا د. رضا البطوش | صوتك حر

00:00:00