نفت وزارة التربية والتعليم صحة ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الثلاثاء، حول تعرض خمسة طلاب ومعلمة لعقر من قبل كلاب ضالة
نقيب الأطباء البيطريين الأسبق: خطر الكلاب الضالة يتفاقم والرد يجب أن يكون بحلول جذرية لا شكلية

حذر نقيب الأطباء البيطريين الأردنيين الأسبق الدكتور عبد الفتاح الكيلاني اليوم الإثنين من تنامي ظاهرة الكلاب الضالة في الأردن، وما تمثله من خطر حقيقي على سلامة المواطنين وخاصة الأطفال، مؤكدا أن التعامل الحالي مع هذه المشكلة متأخر جدا ويفتقر إلى الفعالية.
تكرر هجمات الكلاب الضالة
وجاءت تصريحات الكيلاني لـ حسنى عقب حادثة مروعة شهدتها مدينة الرمثا أمس الأحد، تمثلت بتعرض طفل لهجوم من كلاب ضالة، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، في واقعة تعيد الجدل إلى الواجهة حول خطورة هذه الظاهرة وسبل معالجتها.
قرارات دولية ومعوقات محلية
أوضح الكيلاني لـ حسنى أن القرارات الدولية تحظر قتل الكلاب الضالة وتوصي باللجوء إلى عمليات التعقيم كحل بديل، لافتا إلى أن هذه القرارات وإن كانت تصدر باسم "الرفق بالحيوان"، فهي لا تقدم تمويلا كافيا للدول النامية التي تعاني من الظاهرة، مما يجعل تطبيقها أمرا بالغ الصعوبة، كما أشار إلى أن الخطط السابقة لتعقيم الكلاب وتحديد نسلها فشلت بسبب ضعف الإمكانيات، وغياب التنسيق الجدي بين الجهات المعنية، وعلى رأسها البلديات وكليات الطب البيطري.
تكلفة عالية وأثر خطير
لفت الكيلاني إلى أن كلفة تعقيم الكلب الواحد قد تصل إلى عشرات الدنانير؛ لأنها إجراء جراحي يتطلب تخديرا وتدخلا بيطريا، فضلا عن تكاليف الإمساك بالكلب ونقله، مبينا أن المشكلة ليست فقط في الكلاب، بل في عدم وجود استراتيجية وطنية شاملة لمعالجتها.
السعار مرض قاتل
وكشف نقيب الأطباء البيطريين الأسبق عن أن وزارة الصحة تنفق ما يزيد على 5 ملايين دينار سنويا على المطاعيم والأمصال الخاصة بعلاج داء الكلب "السُّعار"، بسبب تزايد حالات العقر في المملكة، مشددا على أن كل عضة كلب مهما بدت بسيطة، تستوجب إعطاء المطعوم فورا، وقد يصل الأمر إلى 7 جرعات خلال 60 يوما.
في السياق الطبي، أوضح الكيلاني أن السعار مرض فيروسي قاتل، ينتقل من الحيوان إلى الإنسان عبر اللعاب في أثناء العض، ويستهدف الجهاز العصبي، مؤكدا أن من يصاب به دون علاج محكوم عليه بالموت خلال أسبوعين من وصول الفيروس إلى الدماغ، مشيرا إلى أن نسبة الكلاب المسعورة قد تكون ضئيلة نظريا، لكن أي هجوم من كلب ضال يعد خطرا حقيقيا؛ لأن الكلاب المصابة تبدأ بمهاجمة غيرها من الحيوانات، مما يسرع انتقال العدوى ويزيد من انتشارها.
مفارقة مؤلمة
وفي تعليق لافت قال الكيلاني:
"في دول مثل أستراليا، عندما تكاثرت الجمال البرية بطريقة تهدد البيئة، قاموا بقتلها من طائرات الهيليكوبتر وتركها جيفا على الأرض، بينما يمنع علينا في الأردن قتل الكلاب الضالة، وتفرض علينا قيود بحجة حقوق الحيوان".
وتساءل: إذا كانت الدول تفرض علينا سياسات لحماية الكلاب، فأين تمويل هذه السياسات؟ وهل تعطى الدول النامية موازنات حقيقية لتعقيم الكلاب والتعامل مع الأعداد المتزايدة؟ مشيرا إلى أن غياب الدعم المالي يجعل هذه السياسات مجرد عبء جديد على الدول الفقيرة.
اقرأ المزيد.. بلديات دون صلاحيات ومواطنون في خطر