الصفدي: الملك أشرف على توجيه طائرة المساعدات.. ومستعدون لتقاسم قطرة الماء مع غزة

الصورة
جانب من إعداد المساعدات للمستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة
جانب من إعداد المساعدات للمستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة

الصفدي: القفز عن القضية الفلسطينية محاولة عبثية ستقود المنطقة إلى الهاوية

وجه الأردن رسائل سياسية للعالم بعد قيام إحدى طائرات سلاح الجو في القوات المسلحة بإنزال مساعدات طبية ودوائية جوا إلى المستشفى الميداني الأردني في قطاع غزة بتوجيهات وإشراف مباشر من الملك، لتكون المرة الأولى التي يكسر فيها الطيران العربي حصار غزة منذ أكثر من 17 عاما، وتحلق في سماء القطاع طائرات عسكرية عربية.

الصفدي: الأردن وجه رسائل سياسية للعالم من خلال إرسال طائرة مساعدات

نائب رئيس الوزراء، ووزير الخارجية أيمن الصفدي أكد خلال حديث له مع حسنى أن إرسال طائرات مساعدات إلى المستشفى الميداني الأردني/ 76 واختراقها للأجواء الملتهبة في غزة يعني توجيه رسائل سياسية مختلفة للعالم أجمع. 

وقال الصفدي: وجه وتعابير الملك ومشاعره المتأثرة بما يجري في غزة كانت بادية للموجودين، كما لمسنا حزمه وإصراره وتأكيده على فعل كل ما يمكن من أجل إسناد الأهل هناك ووقف ما تقوم به "إسرائيل" من قتل وتشريد وتدمير.  

وأوضح الصفدي أن الملك ومنذ اللحظة الأولى يعمل على عدم السماح باستمرار الحرب على قطاع غزة، مشيرا إلى أن الرسائل من توجيه طائرة المساعدات متعددة، إلا أن الملك لخصها في رسالة واحدة ألا وهي أن الأردن ملكا وشعبا ومؤسسات يقف وقفة رجل واحد مع فلسطين في ظل ما يجري، وأن كل إمكانيات المملكة ومكانتها وعلاقاتها، سيتم الدفع بها بحزم ووضوح لدعم الأشقاء الفلسطينيين. 

وأكد الصفدي أن الأردن لن يترك أهله في غزة وسيكون معهم بكل ما يستطيع حتى ترفع الكارثة عنهم، مشيرا إلى أن الأردن يتكلم بالحق، وصوت الحق دائما ما يصل رغم أي محاولات لتغطيته، وحتى إن ساد منطق القوة، وصوت الأردن ملكا وشعبا هو صوت الحق والقيم والأخلاق والحزم في التصدي لما يجري من جرائم حرب.

الصفدي: الأردن يؤدي واجبه تجاه أهل غزة

الصفدي قال إن الأردن يؤدي واجبه تجاه أهل غزة ويعمل لتقديم كل ما يمكن من أجل إيقاف الحرب الكارثية على القطاع وإسناد الأهل في غزة.

وأوضح الصفدي في حديثه اليوم صباحا لـ حسنى أن الأردن يخاطب كل دول العالم لتبيان أن ما يجري لا يمكن قبوله من أي منطلق سياسي أخلاقي وإنساني، حيث يعمل الأردن مع الجميع لمحاولة إيصال صوت المملكة الذي يمثل صوت شعبنا الأبي وقيادتنا. 

وأكد أن الأردن بقيادته وشعبه ومؤسساته يقول إن الحرب التي تشنها "إسرائيل" على غزة تمثل جريمة حرب؛ تقتل الأبرياء، مضيفا أن الأردن يبذل كل جهوده لإسناد أهل غزة، مبينا أن ما تم إنجازه ليس كافيا مع ما تريد الدولة الوصول إليه في هذه الظروف. 

وأوضح الصفدي لـ حسنى

"الجميع موجوع مما يجري في غزة، والجميع ينظر للأهل في غزة ويرى الحرب التي تشنها "إسرائيل" عليهم، ولا يمكن إلا أن نتفاعل معها بمشاعرنا".

وقال الصفدي إن الملك عمل بشكل مباشر يوم أمس لإيصال المساعدات للمستشفى الميداني الأردني/ 76 في قطاع غزة؛ من أجل مساعدة الأهل هناك. مؤكدا أن الدولة تعمل على إيصال رسالة لإقناع المجتمع الدولي أن ما يجري كارثة ولن يحقق أمنا وسلاما، وأن العقاب الجماعي الذي يرتكب من قتل للأبرياء وتدمير المساجد والكنائس والمدارس يعد جرائم حرب لا يمكن أن تقبل.

وأوضح الصفدي أن تغيير الرأي العالمي أمر أساسي، مشيرا إلى أن الملك ذهب مبكرا إلى أوروبا وتحدث من هناك إلى المجتمع الدولي الرسمي والشعبي ليؤكد أن ما تفعله "إسرائيل" كارثة لا يمكن السكوت عنها. 

وأفاد أن هناك موقفا وعملا، حيث يتفق الجميع على الموقف الأردني مما يجري، أما فيما يتعلق بالعمل فيجب أن يدار بما يضمن تحقيق النتائج المطلوبة، ولتحقيق تلك النتائج يجب علينا أن نخاطب الآخر باللغة التي يفهمها ويستوعبها.

الصفدي: نختلف بشكل جذري مع أمريكا حول الحرب على غزة

الصفدي رد قبل أيام على تصريحات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وقال إن قتل 9 آلاف شخص بينهم أكثر من 3 آلاف طفل لا يعد دفاعا عن النفس، موازنا بين موقف الأردن الثابت تجاه فلسطين وبين العلاقات التي تربطه مع الولايات المتحدة الأمريكية.

اقرأ المزيد.. اجتماع عمان.. مواقف متباينة ولا وقف لإطلاق النار وبلينكن يكرر الأكاذيب

وأوضح الصفدي لـ حسنى أنه يتحرك في المساحة الواسعة التي طلبها الملك، وأن الملك كان واضحا بضرورة إيصال صوت الأردن للعالم من غير مواربة وبكل وضوح وصراحة. وأضاف: 

"الموقف الأردني لا يرى الحرب الإسرائيلية على غزة دفاعا عن النفس بل يراها تدميرا لغزة برمتها ودفعا بالمنطقة كلها إلى أتون الحرب، حيث تحيل "إسرائيل" غزة إلى خراب". 

وأكد أن العلاقة الأردنية الأمريكية قوية وتحتمل أن يكون الطرفان صريحين مع بعضهما، مشيرا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يعبر بها عن موقف يتناقض مع مواقف أصدقائه؛ فهناك مواقف للأردن يختلف فيها مع دول كبرى إذا ما عدنا للتاريخ، ووقوف الملك في وجه صفقة القرن يعد مثالا على ذلك. 

وقال الصفدي إن موقف الأردن ثابت لا يتحرك وتحركاته يقودها الملك بما يحقق الأثر الأكبر، مبينا أن الحديث الذي جرى أثناء تواجد وزير الخارجية الأمريكي في الأردن كان واضحا ومباشرا حيث يتقبل الجانب الأمريكي حديثنا معه بصراحة ونحن نقبل حديثه معنا بصراحة. 

وأكد أن الأردن وأمريكا يختلفان اختلافا جذريا في موقفهما مما يجري، إلا أنه يجب التحدث بين الأطراف؛ فالدبلوماسية هي التحدث مع من لا تتفق معه سعيا لتحقيق اختراقات في ما نراه مواقف غير مؤاتية لا سيما مع دول تجمعنا بها علاقات دولية. 

وأشار الصفدي إلى أن مكانة الأردن والسمعة التي بناها الملك تتيح لنا الحديث بصراحة مع الجميع؛ لأنهم يدركون بأن الأردن ينطلق من منطلقات ثابتة وأخلاقية وإنسانية. 

وقال إن الأردن عندما يتحدث فالعالم يسمع؛ لأننا نتحدث بلغة الصراحة والوضوح وبشكل مباشر، لا سيما وأننا الدولة التي تريد السلام وتعرف أن السلام ضرورة للمنطقة برمتها، مشيرا إلى أنه ثمة طريق واضح للسلام ألا وهو منح الفلسطينيين حقوقهم كاملة لا سيما حقهم في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.

اقرأ المزيد.. شهر كامل من العدوان على غزة.. لا أهداف إسرائيلية محققة سوى المجازر

الصفدي: الوزير الإسرائيلي العنصري المتطرف دعا لتدمير غزة والعالم ظل صامتا

الصفدي علق على تصريحات وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو الداعية لرمي قنبلة نووية على قطاع غزة. وأفاد: 

"ما قاله وزير عامل في الحكومة الإسرائيلية يدعو لمحو قطاع غزة من خلال إلقاء قنبلة نووية، وإن ما يقوله هذا المتطرف والعنصري يعني وجوب محو غزة عن وجه الأرض، وكأنه لا يكفي أن" إسرائيل" قامت حتى الآن بقصف ما يزيد على القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما، بل ويريد أبعد من ذلك".

إن ما قام به الوزير الإسرائيلي لو قام به أي وزير آخر في أي دولة من دول العالم لتحرك المجتمع الدولي مباشرة و"أقام الدنيا ولم يقعدها"، إلا أننا لغاية الآن لم نسمع كلمة واحدة، وهو ما يشير إلى ما نرفضه من معايير مزدوجة في التعامل مع هذا الأمر، وفق الصفدي. 

واعتبر الصفدي أنه لا يمكن "لإسرائيل" أن تبقى فوق القانون، موضحا أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي التي تضم متطرفين عنصريين وتسمح بإرهاب المستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين وتبني المستوطنات وتهدم المنازل وتصادر الأراضي لم تبد اهتماما بالسلام، بل أقنعت نفسها وأرادت إقناع العالم أنها تستطيع القفز فوق القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني. وأضاف الصفدي: 

"الملك أكد دائما أن محاولات القفز على القضية الفلسطينية كلام عبثي ستثبت الأحداث أنه سيقود المنطقة إلى الهاوية، وهذا ما حصل بالفعل".

الأردن والعالم العربي مستعد لتقاسم الخبز وتشارك قطرة الماء مع الأهل في غزة

الصفدي بين أن الأردن لن يقبل استمرار العالم بالعجز عن اتخاذ موقف واضح ينادي بوقف الحرب وطلب مساعدات إنسانية لغزة. وأكد أن الأردن والعالم العربي مستعد لتقاسم الخبز وتشارك قطرة الماء مع الأهل في غزة دون حاجة للمساعدات الإنسانية من العالم، إذ إن هذا الأمر يمثل الموقف الأساسي للملك فقد أرسلت الأردن مساعدات إنسانية إلى الأهل في الضفة الغربية إلى جانب الموقف السياسي وما تقوم به المملكة على الصعيد العالمي. 

وأكد أن هناك موقفا عربيا ثابتا ومنسقا مع كافة الأشقاء العرب لإرسال المساعدات لقطاع غزة، إلا أن الغاية تتمثل بموقف دولي واضح وعملي لإيقاف الحرب والدمار؛ لأن كل لحظة تمر دون وقف جرائم الحرب تعني موت طفل أو امرأة أو شيخ أو تدمير مستشفى أو مدرسة، وهذا حال لن يؤدي للسلام وهو ما سينتج ظروفا أشد رفضا للاحتلال.

اقرأ المزيد.. اجتماع وزاري عربي أميركي لوقف العدوان على غزة

00:00:00