انخفاض كميات الخضار الصيفية في السوق المركزي وارتفاع أسعار معظمها

الصورة
خضار وفواكه في الأسواق الأردنية
خضار وفواكه في الأسواق الأردنية

المزارعون يشهدون أطول موجة حر منذ سنوات

يعد القطاع الزراعي الأكثر تأثرا بدرجات الحرارة سواء أكانت منخفضة أم مرتفعة، إذ يشهد القطاع الزراعي موجة الحر الأطول منذ سنوات بحسب ما وصفها رئيس اتحاد المزراعين محمود العوران عبر حسنى اليوم. 

ورغم استمرار موجة الحر فإن تأثيراتها بدأت بالظهور على كميات الإنتاج الزراعي، فكيف أثرت موجة الحر على كميات إنتاج المزروعات الصيفية حتى اليوم؟

انخفاض إنتاج بعض الأصناف إلى النصف تقريبا 

رصدت حسنى تأثر المزروعات الصيفية بموجة الحر التي تمر بها المملكة، وقارنت بين أسعار بعض الأصناف وكمياتها في الفترة الممتدة بين في الأول من شهر آب مقارنة مع اليوم الخامس عشر من آب، والأصناف التي خضعت للمقارنة هي: الباميا والفقوس واليقطين والفاصوليا والكوسا والبطيخ والبندورة. 

وبينت الأرقام الصادرة عن موقع سوق الخضار المركزي ارتفاع سعر الباميا من دينار ليصبح السعر الأعلى للبيع 3 دنانير، مع انخفاض الكميات الواردة للسوق المركزي من 15 طنا إلى 8 أطنان. 

بينما ارتفع سعر الفقوس 40 قرشا ليصبح سعر الكيلو دينارا واحدا، مع انخفاض كميات التوريد للسوق المركزي من 19 طنا إلى 9 أطنان. 

أما اليقطين، فقد ارتفع سعر الكيلو نحو 20 قرشا ليسجل سعر البيع دينار واحدا مع انخفاض كميات الإنتاج من 3.5 طن إلى 2 طن.

كما ارتفع سعر الفاصوليا ليصل إلى دينار بعد أن كان 80 قرشا في مطلع الشهر، وانخفضت كميات التوريد من 25 طنا إلى 19 طنا. 

وتعد الكوسا من الأصناف الأكثر تأثرا بدرجات الحرارة، إلا أن سعرها انخفض 10 قروش خلال الأسبوعين الماضيين، ليسجل سعر البيع 40 قرشا للكيلو، وذلك رغم انخفاض كميات توريده إلى السوق المركزي من 89 طنا إلى 84 طنا. 

أما البندورة فقد ارتفع سعرها 10 قروش ليسجل سعر البيع 40 قرشا مقارنة مع 30 قرشا مطلع الشهر، وانخفضت الكميات الواردة للسوق المركزي من 112 طنا إلى 91 طنا. 

وبالنسبة لفاكهة البطيخ الصيفية فقد ارتفع سعر الكيلو 5 قروش ليصل سعر الكيلو إلى 25 قرشا للكيلو، كما انخفضت كميات التوريد منه من 112 طنا إلى 91 طنا.

للاطلاع على الأسعار اضغط هنا

توقعات بشح التوريد مطلع الأسبوع المقبل

من جهته قال مدير اتحاد المزراعين الأردنيين محمود العوران لـ حسنى إنه من المتوقع أن يطرأ مطلع الأسبوع المقبل مزيد من الانخفاض على كميات الخضار والفواكه الواردة إلى السوق المركزي، مبينا أن هذا الانخفاض قد يصل إلى مستوى الشح في بعضها، خاصة أن الذروة الثانية للموجة الحارة ستبدأ نهاية الأسبوع الحالي ما يعني تأثيرا مضاعفا على المزروعات. 

وأضاف العوران أن الانخفاض الذي حصل في كمية الإنتاج ليس وليد اللحظة بسبب موجة الحر التي ما زالت المملكة تحت تأثيرها، بل إن المزارعين بدؤوا منذ أكثر من أسبوع باتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لحماية مزروعاتهم، وانعكس ذلك على قلة الإنتاج والمعروض في السوق، إذ تراوحت درجات الحرارة ما بين 35 و39 درجة مئوية منذ مطلع الشهر، وبين العوران أن درجات الحرارة هذه لا تؤثر على كمية المنتجات الزراعية بل يصل تأثيرها إلى جودة الأصناف المزروعة أيضا. 

وبحسب العوران فإن المزارعين يستخدمون الحد الأدنى من كميات الأسمدة لضمان عدم تعرض المزروعات للتلف؛ إذ إن الأسمدة تتفاعل مع ارتفاع درجات الحرارة ما قد يؤدي إلى حرق في الثمار أو تلف داخلي فيها، مما يؤثر قطعا على كميات الإنتاج الموردة للأسواق، كما تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على انعقاد الثمار السريع أو ما يعرف بنموها من زهرة إلى ثمرة، إضافة إلى تسببها بقلة الإزهار بشكل عام، الأمر الذي يؤثر على الكميات المنتجة.

لا حاجة إلى الاستيراد

ويقول العوران إن الكميات المنتجة من المزروعات قد تقل عن حاجة السوق المحلي، خاصة مع ازدياد الطلب في فصل الصيف بوصفه موسما للمناسبات وعودة المغتربين، إلا أن قلة المعروض لن يصل إلى الحاجة لفتح باب الاستيراد، مبينا أن قلة الإنتاج لن تصل إلى نسبة 10%، مؤكدا أن المزراع يغرس مباشرة أشتال بديلة عن تلك التالفة ما يسهم في استقرار الإنتاج خلال الفترة المقبلة.

أطول موجة حر يشهدها المزارعون 

بين العوارن أن المزراعين شهدوا في مواسم سابقة ارتفاعا شديدا في درجات حرارة وصلت إلى أكثر من 40 درجة مئوية إلا أن هذا العام شهد أطول موجة حر؛ فهي لم تقتصر على يوم أو يومين وإنما تمتد لأكثر من أسبوعين، واصفا هذه الموجة بأنها "أطول موجة حر يشهدها المزراع الأردني منذ سنوات".

الزراعة لم تعلن عن إجراءات استثنائية في موجة الحر

ووجهت حسنى سؤالا لوزارة الزراعة حول نيتها اتخاذ أي إجراءات استثنائية على صعيد توفير مزيد من كميات الخضار والفواكه، إلا أنها لم تعلن حتى اللحظة عن أي إجراءات إضافية. 

وكانت مديريات الزراعة في المناطق الغورية قدمت عددا من النصائح للمزارعين للتخفيف من وطأة الموجة الحارة على مزروعاتهم على رأسها:

  •  ضرورة ري المزروعات على فترات منتظمة خلال ساعات الصباح الباكر والمساء، للمحافظة على نسبة الرطوبة في التربة.
  •  تفقد شبكات الري داخل المزارع.
  • توفير مظلات واقية من أشعة الشمس المباشرة، خاصة في ساعات الظهيرة للمواشي.
  • تغطية المسطات المائية للحفاظ عليها من التبخر.

المياه تزيد من كميات الري 

وللتقليل من أثر موجة الحر على الإنتاج الزراعي، قامت وزارة المياه بزيادة ساعات الري المخصصة للوحدات الزراعية وحسب النمط الزراعي والكميات المتوفرة من مختلف المصادر المائية، بحسب بيان للوزارة. ولفتت الوزارة إلى أن هذا الإجراء مخطط له مسبقا ضمن خطة الصيف، وهو يأتي كإجراء وقائي لمساعدة المزارعين على تلافي أي أضرار قد تلحق بمزروعاتهم خاصة في لواءي الشونة الشمالية والجنوبية ولواء دير علا بالإضافة إلى الأغوار الجنوبية. 

كما أعلنت الوزارة أن كل كوادرها في الميدان ستكون في حالة طوارئ لمتابعة التزويد المائي وتلبية احتياجات المزراعين. 

00:00:00