سيناريوهات المستقبل: حرب ترامب الاقتصادية مع الصين إلى أين؟

الصورة
دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة وشي جين بينج رئيس الصين
دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة وشي جين بينج رئيس الصين
آخر تحديث

شغل منصب الأمين العام للاتحاد العربي للأسمدة من 2020 إلى 2022

في هذا المقال، نستشرف مآلات الحرب الاقتصادية المحتدمة بين الولايات المتحدة والصين، والتي تشكل أحد أبرز مظاهر التحولات الجيو-اقتصادية في العالم. 

هذه المواجهة، التي أشعل شرارتها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من خلال سياسات جمركية حادة، فتحت أبواب المستقبل على سيناريوهات متعددة تتراوح بين الانفراج والانفجار.

وسنحلل هنا أبرز السيناريوهات المحتملة استنادا إلى المعطيات الاقتصادية الحالية، مصحوبة بتقديرات نسبية لاحتمالات الفوز والخسارة لكل من الولايات المتحدة والصين، وللأسواق العالمية كذلك. 

المشهد الأول: "الردع الناجح" الولايات المتحدة تفرض الهيمنة

السيناريو:

تستمر أمريكا برفع الرسوم الجمركية، بالتوازي مع خفض الضرائب للشركات، وتطبيق سياسة نقدية مرنة. الشركات تعود إلى الداخل، والتصنيع المحلي ينتعش تدريجيا، والصين تتراجع وتقبل بتنازلات تجارية، مثل تقليص العجز التجاري وتوسيع وارداتها من أمريكا.

النتائج: 

  • الولايات المتحدة تحقق مكاسب سياسية واقتصادية.

  • الاقتصاد الأمريكي يتفادى الركود.

  • تعزيز شعبية ترامب داخليا.

النسب المحتملة: 

  • الولايات المتحدة: 60% فوز.

  • الصين: 30% خسارة.

  • الاقتصاد العالمي: 10% خسارة (نتيجة توتر الأسواق).

المشهد الثاني: "الصمود الصيني" رد استراتيجي طويل النفس

السيناريو:

الصين ترفض الرضوخ، وتقوم بتخفيض اليوان، وتعزز شراكاتها مع أوروبا وآسيا، وترد برسوم مضادة ذكية تستهدف قطاعات أمريكية حرجة، وتسرع من تطوير اقتصادها الداخلي.

النتائج: 

  • تستمر الحرب التجارية، لكن الصين تنجح في امتصاص الصدمة.

  • الصناعات الأمريكية تعاني من نقص المكونات وارتفاع التكاليف.

  • الأسواق العالمية تدخل في حالة من التوتر والضبابية.

النسب المحتملة: 

  • الولايات المتحدة: 45% فوز / 55% خسارة (تضخم داخلي + ضغط سياسي).

  • الصين: 55% فوز / 45% خسارة (ضرر اقتصادي قصير المدى، لكن نهوض استراتيجي).

  • الاقتصاد العالمي: 60% خسارة.

المشهد الثالث: "الركود التضخمي" سقوط الجميع

السيناريو:

الرسوم الجمركية ترفع أسعار السلع، والسياسات النقدية تفقد فعاليتها، والشركات تؤخر استثماراتها، والمستهلك الأمريكي يتضرر بشدة. في المقابل، الصين تفقد الكثير من الصادرات. النتيجة: كلا الاقتصادين يدخلان في حالة من الركود التضخمي.

النتائج: 

  • الاقتصاد الأمريكي يشهد تباطؤا ونسبة تضخم تفوق 5%.

  • الاقتصاد الصيني ينمو بنسبة أقل من 3% لأول مرة منذ عقود.

  • الأسواق العالمية تشهد انهيارات متتالية، والنفط يهبط دون 50 دولارا.

النسب المحتملة: 

  • الولايات المتحدة: 70% خسارة.

  • الصين: 60% خسارة.

  • الاقتصاد العالمي: 80% خسارة. 

المشهد الرابع: "الانفراج السياسي" صفقة كبرى تنهي النزاع

السيناريو:

تحت ضغط الأسواق والداخل الأمريكي، تعود واشنطن وبكين إلى طاولة المفاوضات، ويتم التوصل إلى اتفاق تجاري جديد يشمل: 

  • خفض تدريجي للرسوم.

  • التزام صيني بشراء مزيد من السلع الأمريكية.

  • تفاهمات حول حماية الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا.

النتائج: 

  • الأسواق تنتعش، وأسعار الأسهم ترتفع بنسبة 10-15%.

  • الدولار يستقر، واليوان يرتفع.

  • ترامب يعلن "النصر"، والصين تحافظ على كرامتها.

النسب المحتملة: 

  • الولايات المتحدة: 70% فوز.

  • الصين: 70% فوز.

  • الاقتصاد العالمي: 90% فوز.

المشهد الخامس: "حرب العملات" المعركة تنتقل إلى النقد

السيناريو:

الصين ترد على الرسوم بخفض كبير في قيمة اليوان، فترد أمريكا بخفض الدولار أو اتهام الصين بالتلاعب. تدخل البنوك المركزية الكبرى حربا خفية لتحريك أسعار صرف عملاتها.

النتائج: 

  • اضطراب عالمي في أسواق المال.

  • تحركات هائلة في أسعار الذهب والعملات.

  • موجات تضخم واستيراد مكلفة جدا.

النسب المحتملة:

  • الولايات المتحدة: 50% فوز / 50% خسارة.

  • الصين: 50% فوز / 50% خسارة.

  • الاقتصاد العالمي: 70% خسارة.

خاتمة: من الفائز الحقيقي؟

في معركة اقتصادية بهذا الحجم، من الصعب الحديث عن "فائز" مطلق. لكن السيناريو الوحيد الذي يحقق مكاسب شاملة هو سيناريو التفاهم والانفراج. أما سيناريوهات التصعيد، فتؤدي في أفضل حالاتها إلى نصر مؤقت لطرف، وخسائر طويلة المدى للآخر وربما للجميع.

ترامب يراهن على أن الضغط ينجح، والصين تراهن على أن الصبر الاستراتيجي ينتصر. أما العالم، فيترقب بقلق نتائج صراع العمالقة، ويأمل ألا يسحق بينهما. 

اقرأ المزيد.. ما مدى تأثير رفع الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد الأردني؟

دلالات
شخصيات ذكرت في هذا المقال
00:00:00