كوروناتك

الصورة
آخر تحديث

مما لا شك فيه أنّ جائحة كورونا عصفت بالعالم أجمع وفرضت قيوداً كبلت أعتى اقتصاديات العالم، ووضعت الجميع أمام تحديات كبيرة أوجبت التفكير بحلول إبداعية؛ الكثير منها من صندوق الفضاء الرقمي.

"كوروناتك" هي سلسلة مقالية أستعرض من خلالها كيفية استثمار مفاهيم الذكاء الصناعي والبيانات الضخمة والتعلم العميق والحوسبة السحابية، بهدف محاصرة جائحة كورونا والتخفيف من آثارها، قبل أن تحاصرنا في قمقم الإغلاقات والقيود والإجراءات الاستثنائية، ومقالتي الأولى ستكون بعنوان تنظيف البيانات (Data Cleansing).

تنظيف البيانات مجموعة من التقنيات والإجراءات التقنية الهادفة للتخلص من البيانات غير المتناسقة أو غير الصحيحة والناتج في أغلب الأحيان عن تدفق البيانات غير المنضبطة من مصادر متعددة.

منذ اليوم الأول لجائحة كورونا توجَّه العالم وكذلك الأردن نحو رقمنة الخدمات للتخفيف من آثار الجائحة وضمان استمرارية عمل الخدمات، فأصبحت المنصات الإلكترونية والتطبيقات الذكية ومنصات التعلم عن بعد، تحتل حيزاً كبيراً من أعمالنا اليومية، هذا نتج عنه تضخم للبيانات وانخفاض في جودتها ، وبالتالي أصبح التوجه إلى مشروع تنظيف للبيانات ورفع جودتها لتصبح قواعد معرفية ضرورة ملحة وخطوة في الاتجاه الصحيح.

حتى ندرك قيمة هذه العملية سنضرب المنصة الخاصة بالتسجيل للحصول على لقاح كورونا كمثال حي، حيث يقوم المتقدم للخدمة بتعبئة نموذج يعتمد الرقم الوطني كمفتاح مرجعي وبعدها يقوم المتقدم للخدمة باختيار الحالات الطبية التي يعاني منها مثل الحساسية وأمراض السكري والقلب والضغط، وهنا تكمن المشكلة حيث أنه من المفترض أن تكون معظم هذه البيانات متوفرة في قواعد بيانات تملكها وزارة الصحة، كقواعد بيانات نظام حكيم وقواعد بيانات مراكز السكري وغيرها من المنشآت الطبية الحكومية والخاصة ، وكان بالإمكان جمع هذه البيانات في مستودع بيانات موحد يرفع من جودة البيانات ويضمن تناسقها وخلوها من نفايات رقمية وتكون بعد جائحة كورونا مصدرا ثمينا لكثير من التحاليل الإحصائية، التي تعرض الواقع الصحي لدولة مثل الأردن وتكون خطوة حقيقية نحو الوصول للسجل الطبي الموحد كجزء من مشروع أكبر وهو الهوية الرقمية الموحدة.

كورونا قد تكون حاصرتنا في عالمنا، الذي نعيشه فلنصنع لها عالما افتراضيا نحاصرها فيه.

بقلم م. حسين الجدي

الأكثر قراءة
00:00:00