كيف نفهم الظواهر الطبيعية

الصورة
مقال لؤي الفروخ | كيف نفهم الظواهر الطبيعية
مقال لؤي الفروخ | كيف نفهم الظواهر الطبيعية

بقلم لؤي الفروخ | المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

آخر تحديث

عندما خلق الله الكون والحياة، أودع في الكون ومنه الأرض التي نعيش عليها، الظواهر الطبيعية والسنن الكونية، منها الرياح والأمطار والأعاصير والزلازل والبراكين وغيرها.

هذه السنن أو الظواهر الكونية تشكل منظومة كونية متكاملة يجب التعامل معها ضمن هذا الإطار حتى لو نجم عنها كوارث أو مآس، كما هو الحال عند حدوث الزلازل أو البراكين أو الأعاصير؛ مثل ذلك الحاجة للبرد والأمطار والثلوج على الرغم من تأذي الناس من ذلك والآثار الناجمة عنها من وفيات أو أضرار.

هذه الظواهر الكونية مطلوب منا دراستها والبحث فيها وتطوير العلوم والتكنولوجيا للتعايش معها وتقليل الأضرار التي تنجم عنها.

مثلا التطور الكبير في علوم الفضاء والأرصاد الجوية ساهم بشكل كبير بتوقع حدوث الرياح والأمطار والثلوج وتحديد أماكنها وشدتها، مما ساعد في الاستعداد المسبق والتقليل من الأخطار والأضرار التي قد تنجم عنها؛ من هنا على الإنسان البحث والعمل على فهم ودراسة هذه الظواهر وتطوير الوسائل لتوقع حدوثها وتخفيف آثارها.

هذا من جانب، من جانب آخر فإن أفعال البشر المتعلقة بالصناعة والحروب والتفجيرات والمخلفات الناجمة عنها قد تساهم في خلخلة بعض الظواهر الكونية مثل التغيرات المناخية أو تصدعات القشرة الأرضية؛ وهذا يستدعي مزيدا من الدراسة والبحث لتلافي تلك الآثار والتقليل منها مثل تصميم المباني، مع الأخذ بالاعتبار قوة الزلازل والاستعداد لمعالجة آثارها. 

وفي كل الأحوال يجب عدم الربط بين الظواهر الكونية سواء نتج عنها خير أو شر والثواب أو العقاب، فحدوث تلك الظواهر ليس عقابا لفئة من الناس وكثرة الأمطار والأنهار ليس ثوابا أو رضى عن فئة أخرى من الناس، كما هو الحال في الغنى والفقر، فليس الفقر عنوان غضب إلهي وليس الغنى دليلا على الرضى الإلهي، فكذلك الظواهر الكونية ليس لها علاقة بالعقاب، وهي تصيب الصالح والطالح سواء ولا يوجد أحد محصن منها.

فالعقوبات الإلهية الجمعية بإهلاك الناس انتهت مع انتهاء الأنبياء، وأصبحت العقوبات الإلهية فردية وليست جمعية.

مع ذلك فإن حدوث هذه الظواهر يفيد في تذكير الناس بهشاشة الكون الذين يعيشون فيه وأن هذه الجبال والأرض الواسعة والمباني أضعف من أن تتحمل اضطرابا يخلخل الأرض ويهدد حياة البشر، وأن حدوثها يفيد في التذكير بضعف الإنسان وعجزه وأن نهاية الحياة قد تكون في أي لحظة لم يحسب لها أي حساب.

الأكثر قراءة
00:00:00