كاتب أردني ساخر
متاجرة شرعية بالأعضاء البشرية
كانت صرعة أردنية –خص نص- أقصد عملية شراء الأعضاء البشرية "قلم قايم".. يعني "عالقبّان".. يعني شراء الجسم البشري كاملا، وليس مجرد كبد أو كلية بائسة أو ربما بنكرياس خال من السكر أو ضمير نصف نائم، لا بل شراء مواطن كامل الدسم، كامل الإضافات مع فتحة بالسقف "سقف الحرية طبعا"، وهي صرعة ما يزال العمل بها ساري المفعول، حتى إشعار آخر، كلما احتاجت سربة إلى التحول الى حزب.
هذه الصرعة جاءت ردا أردنيا عفويا على قانون الأحزاب الذي أجبر كل حزب ينوي الحصول على ترخيص، على تقديم وثائق ثبوتية لوزارة الداخلية لهيئة تأسيسية لا تقل عن 500 عضو موزعين على 5 محافظات، وألا يقل عدد الأعضاء المؤسسين في كل محافظة عن 10% من الأعضاء.. ما علينا!!؟؟
ما حدا أحسن من حدا، لذلك فإن بعض مؤسسي الأحزاب الأردنية بحثوا وصبروا ونالوا واشتروا هذه "الأعضاء" في خمس محافظات أردنية على الأقل لغايات الترخيص، جريا على عادة المرشحين للانتخابات النيابية، التي اكتسبت صفة شرعية ذات خصوصية أردنية عقولا وسواعدا وأقلاما ودفاترا ومخا ومخيخا ونخاعات.
طبعا يمكن لنا أن نعتبر عمليات الشراء هذه جزءا لا يتجزأ من الجهود التنموية للمحافظات، لا بل هي تنمية مستدامة، إذ على الأغلب أن يتم استئجار العضو شهريا أو سنويا، حتى لا يفكر بالانسحاب أو الانشقاق، ويقطع الطريق على صاحب الحزب ومالكه الشرعي والوحيد.
طبعا لا داعي للأيديولوجيا، أو لأفكار منظمة أو متناغمة بين الأعضاء، كل ما هو مطلوب، صورة عن أوراقك الثبوتية ثم "انقلع عالبيت وراتبك بيجيك".
صدقوني.. أعرف ربات بيوت ما إلهن بالطابق الحزبي على الإطلاق، وقد تم "تقييدهن" مجانا لإرضاء الأقارب، وأنوي تشكيل لجنة للدفاع عن حقوقهن "المالية" فقط لا غير.
لا عجب أن تجد قريبا إعلانات في الصحف عن بيع أمين عام بحالة جيدة جدا، أو خلية خالية من الإيدز ومطعمة ضد الشلل الرعاشي، أو منظمة نسائية كاملة الدسم حاصلة على الجرعة الثانية من مطعوم الكورونا، أو تجد في الإعلانات المبوبة بابا لمن يرغب في شراء خمسة أعضاء في جرش وستة في مادبا، وربما هناك من يعلن عن رغبته بتبديل عضوين في معان بعضوين في الرمثا.
بالمناسبة، لا أستثني أحدا، فعل الجميع ذلك، عدا الإخوان المسلمين، لأنهم لم يكونوا بحاجة للشراء، وليس لأسباب أخرى حيث لا تدخل عمليات شراء الأعضاء في طابق الربا والمرابحة، بل تدخل في باب المحازبة الشرعية!!
وتلولحي يا دالية