تتكرر شكاوى المواطنين باستمرار من عدم التزام بعض المستأجرين للعقارات بدفع ما يترتب عليهم من فواتير وذمم لشركات توزيع الكهرباء، التي تقوم
التعرفة الكهربائية شرائح غنية مستفيدة ومستخدمو الطاقة المتجددة في مهب الريح
باتت التعرفة الكهربائية الجديدة التي أعلنتها الحكومة في مؤتمر صحفي الأربعاء، الشغل الشاغل للأردنيين حيث رأى البعض أن تلك التعرفة لم تقدم شيئا للفئات الفقيرة والمتوسطة في المجتمع من أردنيين وغير أردنيين مقيمين على أراضي المملكة, فيما رأى البعض أنها عبارة عن ضريبة إضافية على تلك الشرائح وستذهب دعماً لفئة الأغنياء.
وستخفّض التعرفة الكهربائية الجديدة تكلفة فاتورة القطاعات الاقتصادية الرئيسية - التجارية والصناعية، والفندقية، والزراعية والمستشفيات- لتحفيز أنشطة هذه القطاعات التي تشكّل فاتورة الطاقة أحد أكبر تحدياتها، وذلك حسب ما صرّحت به الحكومة .
وستقلل التعرفة الجديدة التكلفة على القطاع الصناعي ما نسبته 4.5% والتجاري 16% و الزراعي 9% وقطاع الفنادق 8.5% والمستشفيات 12% وبالواقع أنها قطاعات مستهلكة للطاقة وبشكل كبير ، ما يعني أن التعرفة الجديدة ستخدمها، وهذا شيء جيد بطبيعة الحال.
هل سيستفيد المواطن من تخفيض التعرفة على القطاعات الاقتصادية ؟
يبقى السؤال الكبير , إلى أي حد سينعكس إيجابا تخفيض فاتورة تلك القطاعات على خدماتها التي تقدمها للمواطن الأردني ؟؟ وهل سيلمس المواطن بشكل فعلي أثر ذلك التخفيض ؟؟ أم أن الحال سيبقى كما هو، فتتضخم أرباح تلك القطاعات بينما سيبقى جيب المواطن مفتوقا بسبب قرارات لم ترقع ثقوب معاناته، حسب ما يقول البعض .
تستخدم الحكومة في تصريحاتها الرسميّة مصطلح «تشوّهات التعرفة» دلالة إلى المشكلة المتعلقة بتسعيرة الكهرباء حيث يجمع خبراء الطاقة على أن التعرفة الكهربائية التي كانت تطبقها الحكومة تعاني من تشوهات، سببها خلل في توزيع قيم التعرفة، ما يستدعي هيكلتها بشكل يغطي الكلفة الحقيقية لإنتاج الكهرباء وتخفيضها على القطاعات الأكثر تضررا، مع ضمان دعم الفئات المستحقة .
خبير الطاقة عامر الشوبكي كتب في تغريدة عبر حسابه على تويتر " التعرفة الجديدة للكهرباء تؤثر سلبا على الطبقة الوسطى وتخفف على الطبقة البرجوازية "
الحكومة ربطت التعرفة الجديدة للكهرباء في إطار الدعم للمواطن الأردني، الذي يرفد خزينة الدولة بما يقرب من 6 مليارات دينار ضرائب يدفعها من جيبه .
من جانبه قال خبير الطاقة هاشم عقل لــ حسنى إن التسعيرة الجديدة لم تخدم القطاع السكني الذي يعاني من ارتفاع تكلفة فاتورة الكهرباء خصوصا في فصلي الصيف والشتاء حيث يلجأ الناس إلى استخدام المكيفات في أيام الحر أو البرد الشديدين ،بينما ستنعكس ايجابا على القطاعات التجارية والاقتصادية فقط .
ويرى عقل أن الفائدة الوحيدة التي سيجنيها المواطن من التعرفة الجديدة وبطريقة غير مباشرة هي أن انخفاض فاتورة القطاعات التجارية والإقتصادية سينعكس على أسعار المنتجات التي تصنعها محليا تلك القطاعات ويشتريها المواطن.
الشريحة المتوسطة متضررة والأغنياء مستفيدون
وأكد عقل أن الفئة التي ستتضرر من التعرفة الجديدة هي الفئة التي يتجاوز استهلاكها أكثر من 601 كيلو واط/ ساعة حيث سترتفع فاتورة الكهرباء عليها ما بين 9 إلى 20 دينارا حسب رأيه .
ما يعني أن الأغلبية المتضررة من التعرفة الجديدة هي الشريحة المتوسطة والتي ستدفع ما قميته (200 ) فلس لكل كيلو واط، حال تجاوز استهلاكها حاجز 600 كيلو واط على الرغم أنها فئة مستحقة للدعم ، بينما المستفيد الأكبر هي شريحة الأغنياء والتي ستحظى بأسعار مخفضة كلما زاد استهلاكها لتبدأ من 1000 كيلو واط بسعر (150) فلسا، بينما كان السعر القديم لهذه الشريحة (265 ) فلسا في التعرفة القديمة .
ويقول هاشم عقل إن التعرفة الجديدة تفرض معادلة مفادها أن من يستهلك أكثر سيدفع أقل، مضيفا إلى أنه لا يوجد مبرر منطقي لما يحدث
وأضاف عقل أن المواطن الأردني الأعزب لن يستفيد من الدعم بل على العكس هو سيكون من المتضررين كما أن فئة طلبة الجامعات الذين ينتقلون من مدنهم وبلداتهم إلى مساكن مستأجرة بالقرب من جامعاتهم لن يستفيدوا من التعرفة الجديدة وتم حرمانهم من الدعم أيضا، وربما تحملهم التعرفة الجديدة تكلفة إضافية بدلا من التخفيف عليهم .
كما أن القرار الجديد حصر أيضا الاستفادة من التعرفة الجديدة للمواطن الذي يمتلك عداد كهرباء واحد فقط، كما شملت الأب الذي يسكن معه أولاده المتزوجون بنفس العمارة السكنية ،وإذا كان هناك أكثر من زوجة .
ويأمل هاشم عقل من الحكومة إعادة مراجعة التعرفة الجديدة قبل أن تدخل حيز التنفيذ في الأول من نيسان/ أبريل المقبل .
من جانبه قال عضو جمعية الشركات العاملة في مجال الطاقة حسن صبح لــ حسنى إن تعرفة الكهرباء الجديدة أضرت بشريحة المواطنين الذي يعتمدون على أنظمة الطاقة المتجددة وحرمتهم من الدعم، بل وإنها سترتب عليهم مبالغ مضاعفة، لأن الطاقة التي سيستهلكونا من الشبكة لسد كامل احتياجاتهم ستكون حسب التعرفة الجديدة ودون أي دعم، ما يعني أنهم سيدفعون ما يقرب من 3 أضعاف ما كانوا يدفعونه حسب التعرفة القديمة .
واستهجن صبح هذا التوجه على الرغم من الفوائد التي تحققها الحكومة من أنظمة الطاقة الشمسية، متسائلا كيف للحكومة وبعد مرور 10 سنوات على دخول خدمة الطاقة المتجددة للمملكة وتركيب عشرات الآلاف من الأردنيين انظمة طاقة شمسية تأتي وتفرض تعرفة جديدة عليهم بل وتهمشهم من الدعم أيضا ؟؟
وأضاف صبح أن من وضع قرار التعرفة الجديدة يُظهر تناقضا واضحا مع توجهات الدولة الأردنية لاستخدام الطاقة المتجددة، مطالبا بوضع تعرفة مخفضة لتلك الشريحة لا محاربة مستقبلها.
وبين حسن صبح أن الاتفاقية بين مستخدمي أنظمة الطاقة المتجددة و الحكومة اعتمدت مبدأ المقاصة السنوية، وذلك نظرا لاختلاف إنتاج النظام الشمسي بين الأشهر حيث أنه في بعض الأشهر ينتج ما يزيد عن الحاجة من الطاقة، كما أنه في أشهر ينتج ما يقل عن الحاجة، ما يعني إلحاق الضرر بمستخدمي أنظمة الطاقة الشمسية في الأشهر قليلة الانتاج وتحميلهم تكاليف عالية بسبب استخدامهم للشبكة لتغطية احتياجاتهم وبالمقابل ستذهب الطاقة الزائدة عن حاجتهم في فصل الصيف سدى دون تحقيق أي فائدة .
وأضاف صبح أن التعرفة الجديدة ستدفع الناس للعزوف عن استخدام الطاقة المتجددة، ما يعني تهديد اقتصاد 400 شركة عاملة في هذا المجال بالمملكة.
ويرى صبح أن قرار التعرفة الجديدة عبارة عن عقوبة ظالمة لمستخدي الطاقة المتجددة .
وطالب من الحكومة تشجيع مستخدمي الطاقة الشمسية وانصافهم عبر تخفيض التعرفة عليهم أو تركهم على التعرفة القديمة بأقل التقادير حسب وصفه.
وتعتبر المملكة من أوائل الدول العربية في التحول الطاقي من خلال مساهمة الطاقة المتجددة بنسبة تفوق 20 % وذلك بحسب أمين عام الهيئة العربية للطاقة المتجددة محمد الطعاني .
ويرى صبح أن الناس مع قرار التعرفة الجديدة ستعزف عن التوجه نحو الطاقة المتجددة، ما يعني محاربة مستقبل الطاقة في الأردن، حسب تعبيره
ولفت صبح إلى أن الحكومة غفلت مصالح ما يقرب من 500 شركة تعمل في مجال الطاقة الشمسية، تشغل الآف الأيدي العاملة، ما يهدد مستقبل العاملين، فيها لأن عزوف الناس عن تركيب الطاقة الشمسية يعني عدم مقدرة تلك الشركات على الاستمرار بعملها وبالتالي تحويل العاملين فيها على قوائم البطالة، حسب رأيه.
وقال وزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة، الأربعاء، إن التعرفة الكهربائية الجديدة تهدف إلى إزالة العديد من التشوهات، حيث كانت هناك 7 شرائح وفروقات كبيرة بين أدنى وأعلى شريحة استهلاكية.
وبين الخرابشة،أن الشرائح المدعومة للتعرفة الجديدة سيستفيد منها كل أردني يملك دفتر عائلة, وحملة الجوازات المؤقتة وأبناء قطاع غزة،
وبالنسبة للمقيمين في الأردن ستطبق عليهم التعرفة الجديدة وهي:
- 12 قرشا للشريحة الاستهلاكية من 1- 1000 كيلو واط/ساعة.
- 15 قرشا فوق 1000 كيلو واط/ساعة.
وأضاف أن الوفر المالي المتحقق من التعرفة الجديدة سيتم إعادة توجيهه لدعم القطاعات الصناعية والتجارية والسياحية .وأن الشريحة التي تستهلك أقل من 600 كيلو واط/ ساعة والتي تشكل نسبة تصل إلى 93% من العدادات الكهربائية لن تتأثر فاتورتهم بالتعرفة الجديدة،
وأوضح إذا كان استهلاك الشخص أقل من 200 كيلو واط/ ساعة يخصم من قيمة فاتورته 2.5 دينار، وإذا كان أكثر من 200 كيلو واط/ساعة – 600 كيلو واط/ساعة يخصم من فاتورته 2 دينار.
الحكومة أطلقت تطبيقا الكترونيا جديدا لتلقي الدعم والتسجيل أو نقل العداد الكهربائي ، إضافة إلى استقبال الشكاوى إلكترونيا لغاية تنظيم القطاع ..