محرر ومذيع أخبار، مسؤول الإعلام الاجتماعي
وسط موجة الترويج العالمي للشذوذ الجنسي.. استهتار حكومي وقلق مجتمعي وغياب للرقابة
تفاجأت السيدة آلاء أبو عزب لدى استعارتها كتابا للأطفال من مكتبة عبد الحميد شومان في الزرقاء، لابنتها سلمى ذات 6 سنوات، بعنوان "الاختلاف"، بأن الكتاب الموجه للأطفال يروج الشذوذ الجنسي بعرضه صورا لعائلتين، تتكون عائلة من طفل وامرأتين تمثلان دور الوالدين وصور لهم معلقة على الحائط تحاكي رسوم تطبيق الواتساب المعترف بوالدية الشواذ، والثانية من طفل ورجلين يمثلان دور الوالدين وتحت عنوان كبير في الصفحة " الوالدان".
آلاء التي تحمّل نفسها مسؤولية مراجعة المحتوى الذي تتعرض له ابنتاها سواء كان مطبوعا أم مرئيا من ناحية الأفكار التربوية غير الصحيحة والعرض الأدبي والأخطاء النحوية، إلا أنها تقول بأن الرقابة الأبوية لا تكون دائما متوفرة، وهذا يحمِّل المكتبات ودور النشر والجهات الرقابية مسؤولية تجاه المجتمع.
وتعجبت آلاء وتساءلت حول غياب الرقابة على المحتوى "المخالف لديننا وقيم دولتنا" سواء من قبل المكتبة ذاتها أو من دار النشر التي ترجمت الكتاب.
وأنهت آلاء منشورها بتعبيرها عن خيبة أملها في مكتبة عبد الحميد شومان في أن تكون ملاذا أمنا لبناتها تراقب ما تقدمه من كتب للأطفال.
وزيرة الثقافة: "لا نشعر أن علينا التحذير من الشذوذ الجنسي"
ولدى سؤالنا وزيرة الثقافة هيفاء النجار حول كيفية وصول مثل هذا الكتاب الذي يرى الناس أنه يروج الشذوذ للمجتمع الأردني، قالت إنه لا يمكنها تقييم الكتاب دون الاطلاع عليه بشكل دقيق، لكي تمثل نموذجا إيجابيا في التأني والتأمل وعدم السماح لأي طاقة سلبية أو محاولة لأخذنا لحالات أخرى.
وإجابة على السؤال: هل لدى وزارة الثقافة بالتعاون مع التربية والتعليم والأوقاف فكرة للتحذير من دعوات الشذوذ الجنسي التي تجتاح العالم؟ قالت النجار إنه لا نية لدى وزارة الثقافة لفتح العيون على "غير ما هو موجود" وإنها لا تشعر في هذه المرحلة إطلاقا أن عليها التحذير من هذه القضايا وأن قضية الشذوذ ليست من القضايا الملحة اليوم، وأن الأولوية اليوم للحديث عن الثقافة والتنمية المجتمعية والثقافة والإبداع والابتكار والصناعات الإبداعية وحول إمكانية انعكاس الفعل الثقافي على واقع الحياة في فعاليات مثل "إربد عاصمة الثقافة العربية"، لأن الإنسان الأردني على وعي كبير.
لكن الوزيرة أكدت أنه لا يمكن أن يدرّس كتاب مدرسي في مدارس المملكة إلا بموافقة اللجان المتخصصة في وزارة التربية والتعليم، ولا يمكن أن يمرر شيء يتناقض مع قانون وفلسفة التربية والتعليم في الأردن.
وتقول النجار إن لدى وزارة الثقافة منصات تتفاعل ولا تراقب بالمعنى الحرفي مع الكتب التي تردها للنشر، حيث إن المفاهيم الواردة في هذه الكتب تكون خاضعة للنقاش مع المؤلف إن عُرضت فيها مفاهيم غير ملائمة، مضيفة أن المطلوب للأردن أن يبقى منصة حوارية لا تغلق أبوابها، مفتخرين بحضارتنا العربية الإسلامية.
دار النشر أ ب ت ترجمت الكتاب
ناشر الكتاب مؤنس حطاب صاحب دار النشر أ ب ت التي ترجمت الكتاب من الإسبانية ونشرته، أنكر أن يكون الكتاب مروجا للشذوذ الجنسي، وقال إن المرأة الثانية في الصورة قد تكون خالة أو صديقة وأن الرجل الثاني قد يكون عما أو صديقا وأن الخلل ليس في القصة بل في طريقة تفسير الصورة، مؤكدا أن النص لا يصرّح بأي تعبير عن الشذوذ، متهما من أثار هذا الموضوع بالرغبة في إحداث "زوبعة إعلامية وجمع الإعجابات".
بينما قالت السيدة آلاء إنها رجعت إلى أصل الكتاب باللغة الإسبانية لتجد أن موضوع الكتاب ولغته يروج صراحة للشذوذ، ما زاد من قلقها حول الهدف من انتقاء الكتاب وترجمته ونشره واقتنائه في مكتبة معتبرة كمكتبة شومان.
حطاب عاد للتواصل معنا مرفقا صورا للقصة من طبعة حديثة قال إنها عدلت بعد أن كانت القصة قد أثارت ضجة سابقة، الصور تختفي فيها "الأم" الثانية و"الأب" الثاني وتغير في العنوان الفرعي من "الوالدان" إلى "أنا محظوظ".
شومان تسحب النسخة القديمة بعد الضجة
بينما قالت فالتينا قسيسية المديرة التنفيذية لمؤسسة عبد الحميد شومان إنها لم تكن تعلم بأن هناك نسخة جديدة معدلة من الكتاب وأن المكتبة لا تحوي النسخة الإسبانية، مؤكدة التزام المؤسسة بالفطرة السليمة والدفاع عنها.
وأصرت مؤسسة عبد الحميد شومان في بيانها الذي أصدرته حول الكتاب، أن اللجنة المشكلة لدراسته لا تجد فيه (أي النسخة القديمة غير المعدلة) أي مشكلة لكنها اتخذت قرارا بسحب الكتاب لأنها لا تريد أي تعارض مع رسالتها حتى لو كان ذلك التعارض عن طريق الشبهة والتأويل.