لا زالت المخاوف تسيطر على صناع القرار، في الاتحاد الأوروبي، وسط تزايد المخاوف من أن تعيش بلدان الاتحاد شتاء مروعا، في ظل استمرار أزمة ارتفاع
مساع ألمانية لحل أزمة الغاز الروسي قبل حلول الشتاء
أولاف شولتز موجود في كندا حيث يخطط لتوقيع صفقة سلسلة توريد الهيدروجين مع تصاعد الضغط بسبب أزمة الشتاء التي تلوح في الأفق
قال المستشار الألماني أولاف شولتز إنه يعمل بأسرع ما يمكن لتخليص ألمانيا من اعتمادها على الغاز الروسي ومتابعة إمدادات طاقة جديدة، مع تصاعد الضغط على حكومته للتوصل إلى حلول لمعالجة أزمة الغاز الروسي التي تلوح في الأفق.
اتفاقية تعاون مع كندا لحل الأزمة
في اليوم الأول من زيارة استمرت 3 أيام لمونتريال الكندية، التقى شولتس برئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يوم الإثنين، ووقع البلدان اتفاقية تعاون لإنتاج ونقل الهيدروجين، وقال المستشار الألماني أمس الثلاثاء خلال مؤتمر اقتصادي: "إن بإمكان ألمانيا وكندا كتابة التاريخ التكنولوجي والعلمي مرة أخرى وذلك ينسحب على استخدام الهيدروجين أو إنتاج الأمونيا من الكهرباء الخضراء".
وقال شولتس في مؤتمر صحفي مع جاستن ترودو إن كندا لديها إمكانات غير محدودة، لتصبح قوة عظمى بمصادر الطاقة المتجددة والإنتاج.
مخاوف من أزمة الغاز الروسي
وتأتي زيارة المستشار الألماني، وسط احتدام النقاش في ألمانيا بسبب تزايد المخاوف من أن تقدم روسيا على إغلاق كامل تدفقات الغاز إلى البلاد و التي انخفضت بشكل كبير.
وتواجه الحكومة الألمانية ضغوطا لإطالة عمر محطات الطاقة النووية الثلاث المتبقية في ألمانيا، والتي من المقرر أن تتوقف عن العمل بحلول نهاية العام 2022 كجزء من استراتيجية الانسحاب التي تم الإعلان عنها في عام 2011.
وفي الأيام الأخيرة، كانت هناك دعوات للحكومة الألمانية لإعادة خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 من روسيا، والذي أوقفته كرد فعل على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقال شولز مطلع الأسبوع الجاري إن قرارا بشأن محطات الطاقة النووية من المحتمل أن يتخذ في الأيام المقبلة، لكن روبرت هابيك، نائب المستشار الألماني ووزير الاقتصاد وكبير جرين، شدد على أن هذا سيساعد فقط على تقليل استهلاك الغاز بنحو 2٪ وقال "إنه قرار خاطئ لأنه سيوفر لنا القليل".
رفض لإحياء نورد ستريم 2
رفضت الحكومة فكرة إحياء مشروع نورد ستريم 2، وأشارت مرارا وتكرارا إلى الفكرة على أنها "مستهجنة أخلاقيا"، لكن طرح هذه الفكرة توضح مدى تزايد الضغط على شولتس للتوصل إلى استراتيجيات عملية للتعامل مع الوضع غير المسبوق، والذي يهدد بإغراق الاقتصاد الألماني في الركود وترك الملايين في مواجهة فواتير الطاقة المرتفعة، وتجمد المنازل بسبب الشتاء القارس.
من جانب آخر، لن تفعل الصفقات التي أبرمت مع كندا الكثير لمساعدة ألمانيا في المستقبل القريب، حيث من المتوقع أن يتأثر هذا الشتاء والشتاء المقبل بنقص الطاقة والأسعار القياسية، حيث حذر رئيس جهاز المخابرات من مخاطر الاضطرابات من قبل أقلية متطرفة تتكون من متطرفين يمينيين وأنصار نظرية المؤامرة الذين قال إنهم يخططون لاستغلال الموقف.
كما حذر خبراء اقتصاديون بارزون من أن ارتفاع فواتير الطاقة إلى جانب الزيادات الأخرى في تكاليف المعيشة سيدفع أعدادا متزايدة من الألمان إلى الفقر وقد يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية.
في الوقت الحالي، يصل إلى ألمانيا حوالي 20٪ فقط من مستويات الغاز المستحقة عبر خط أنابيب نورد ستريم 1.
نورد ستريم 2
نورد ستريم 2 أو كما يعرف بالسيل الشمالي 2 أطول خط أنابيب تحت البحر وهو مشروع لنقل الغاز الروسي مباشرة إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق بأنبوب ثنائي يتجاوز طول كل فرع منه الـ 1200 كيلومتر، ويمكن للخط أن ينقل كمية سنوية من الغاز تبلغ نحو 55 مليار م3، أي أنه قادر على تلبية كامل الحاجة الأوروبية للوقود الأزرق.
لذلك السبب عارضت كل من كييف وواشنطن مشروع نورد ستريم 2، للخسائر التي سيتسبب بها لأوكرانيا إضافة لإحكام روسيا السيطرة على سوق الطاقة في أوروبا مع احتمالية استخدامه لتحقيق أهداف موسكو السياسية.
شركة "غاز بروم" الروسية للطاقة أعلنت عن الأنبوب عام 2017، وبدأ العمل عليه في 2018 بميزانية حددت حينها بقيمة 8 مليارات دولار.
وقد بذلت الولايات المتحدة جهودا لعرقلة المشروع عبر فرض عقوبات على الشركات المنفذة والمشاركة في إنشاء الخط، إلا أن تلك العقوبات لم تستمر حيث رفعتها واشنطن بعد مجيء جو بايدن إلى البيت الأبيض بدعوى أن نورد ستريم 2 بات أمرا واقعا.
في 16 تشرين الثاني 2021 ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بنسبة 17٪ إثر تعليق هيئة تنظيم الطاقة الألمانية موافقتها على نورد ستريم 2 وفي 9 من كانون الأول من العام ذاته دعت بولندا، المستشار الألماني أولاف شولتس، إلى معارضة بدء تشغيل نورد ستريم 2 وعدم الاستسلام للضغط الروسي، وعدم السماح باستخدام الخط كأداة لابتزاز أوكرانيا وبولندا والاتحاد الأوروبي.
اقرأ المزيد: الغاز الروسي يضع أوروبا خلال الشتاء المقبل أمام اختبار تاريخي