تنطلق يوم الأحد المقبل فعاليات مهرجان التمور السادس في فندق الانتركونتننتال من الأمانة العامة لجائزة خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار
وزارة الزراعة: إصابات الحمى القلاعية لهذا العام أكبر لكن الأعراض أخف
نتائج أولية بعترة جديدة لم يغطها المطعوم ونتائج المختبر المرجعي لم تصدر بعد
ما زال فيروس "الحمى القلاعية" يطارد قطاع المواشي، رغم انحصار أغلبية الإصابات في منطقة الظليل والحلابات، وتصر وزارة الزراعة على أنها اتخذت كافة التدابير الوقائية من المرض بالطرق الإجرائية إضافة إلى المعايير العلمية بالتعاون مع كلية الطب البيطري في جامعة العلوم والتكنولوجيا.
ولم يزل سبب انتشار الإصابات غير معروف في ظل تأكيد الوزارة على صحة إجراءاتها في اختيار المطعوم، و تأكيد المزارعين على إتمام مهمتهم في إعطاء المطاعيم لأبقارهم.
ولم تكشف الوزارة حتى اللحظة فيما إذا كانت نتيجة فحص المختبر المرجعي للعينات التي أرسلتها الوزارة قد ظهرت؛ الفحص الذي سيحدد إن كان المطعوم قد استطاع تحييد الفايروس أو أنه قد غطى العترة المسببة للمرض أصلا.
ومع ذلك تتحدث الوزارة عن ظهور نتائج أولية لعينات أخرى قام بتحويلها للمختبر بعض الأكاديميين في الجامعة، كشفت عن احتمال إصابة الأبقار بعترة جديدة، بينما لا زالت بعض الأصوات من مزارعين وأكاديميين وخبراء تنادي بأن المشكلة متعلقة أساسا بقدرة المطعوم على تغطية سلالات العترة المستوطنة في المنطقة أصلا.
حسنى أجرت لقاءا اليوم، الأحد، مع مديرة قسم الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة الدكتورة أماني خضير للاستيضاح عن هذه المشكلة.
لماذا كانت أعداد الإصابات في "الحمى القلاعية" أكبر هذا العام ؟
خضير: قامت وزارة الزراعة باتخاذ إجراءات استباقية ضمن مسؤوليتها تجاه قطاع الثروة الحيوانية، الذي يعد قطاعا واعدا ورافدا للاقتصاد الوطني، وضمن تلك الإجراءات قمنا بمتابعة التطورات مع المنظمة العالمية لصحة الحيوان، والتي وضعت الأردن في التصنيف الثاني في السيطرة على مرض الحمى القلاعية ، ذلك المرض الفيروسي سريع الانتشار، حيث جرى استقصاء وبائي وسحب عينات ومراقبة المراكز الحدودية وكل ذلك بالترتيب مع المنظمة العالمية.
وبدأت وزارة الزراعة عملية التطعيم في تشرين أول 2022، حيث حصل على ما نسبته 89% من الأبقار والأغنام على جرعة التحصين، علما أن المطلوب للحصول على الحماية المجتمعية هو تحصين 80%فقط، ولذلك نرى أن الأعراض التي ظهرت على الحيوانات المصابة كانت اخف من تلك التي رصدت في العام 2021، مع التأكيد على أن أول عملية رصد للفيروس كانت في عام 2017.
هل إصابات الحمى القلاعية لهذه السنة كانت بسبب نفس العترة؟
خضير: مع بداية اكتشاف الإصابات نهاية العام 2022، وجدنا من أنها نفس "العترة" التي رصدت في الأعوام السابقة (2022-2021)، حيث أرسلت العينات لمختبرات كلية الطب البيطري في جامعة العلوم والتكنولوجيا مع بداية العام الحالي، وأظهرت النتائج الصادرة يوم 10 كانون الثاني 2023 بأنها نفس "العترة" والمشخصة بالرمز "O".
وضمن عمليات التنسيق مع المختبر المرجعي العالمي، قمنا بإرسال عينات بعد اختلاف أعراض الإصابة ومدى تأثيرها على الحيوانات المصابة بحسب ملاحظات فرق التقصي الوبائي، ورغم عدم توقيع التقرير بصيغته النهائية، غير أن النتائج الأولية تشير لوجود عترة جديدة في بعض الإصابات الموجودة حالياً، وعليه قمنا بإرسال عينات جديدة للمرة الثانية للمختبر المرجعي لمزيد من التأكد.
وجرى التركيز على قطاع الأغنام وتحصينه بالمطعوم وهو لا يعاني من الفايروس، والمشكلة محصورة في قطاع الأبقار بمنطقة الظليل الذي يضم مجمع مربي الأبقار، وهي أكثر عرضة للفيروس.
لماذا لا تتولى وزارة الزراعة أخذ العينات وإرسالها للمختبر المرجعي خارج الأردن؟
خضير: شراكتنا مع جامعة العلوم والتكنولوجيا، تأتي من باب الاستشارات العلمية، حيث يوجد مختبر مجهز داخل الجامعة لا تمتلكه الوزارة، وعمل مختبر الوزارة ينحصر بتحديد حالة العينة إذا كانت إيجابية أو سلبية، ومن يرسل العينات للمختبر المرجعي العالمي هي الوزارة فيما ينحصر دور الجامعة بتحضير تلك العينات، لكن بالنهاية كل الأعمال تتم بإشراف الوزارة، وخلال الأيام القادمة سيتم إرسال عينات جديدة من كافة مناطق الأردن للوقوف بشكل مفصل على التطورات.
وقد طلبنا الاستعانة بخبرات المنظمة العربية ومنظمة "الفاو"، لتدريب كوادرنا بالإضافة لبعض الأجهزة التي تؤهلنا للعمل بشكل أفضل وأوسع.
هل المطعوم فعال مع العترة المتعارف عليها؟
خضير: نقوم حاليا بعملية دراسة فعالية اللقاح بعد التحصين، حيث جرى سحب العينات حسب البروتوكول الرسمي، والمؤشرات أكدت على فعالية المناعة للقاح ضد الفيروس بالعترة القديمة، ولمزيد من التأكد جرى إرسال العينات لمختبر مرجعي في إيطاليا للوقوف على كل الأرقام الدقيقة لاستجابة المناعة ضد الفيروس.
ما هي أحدث حصيلة للإصابات والوفيات بالفيروس؟
خضير: بلغ عدد الإصابات بفيروس الحمى القلاعية حتى الآن أكثر من ثلاثة آلاف، فيما بلغ عدد الحيوانات النافقة 60 حالة، علماً أن عدد الحيوانات الكلي المهدد بالإصابة هو 66 ألفًا، وذلك حسب الإحصائيات المسجلة.
هل يوجد مركز سيطرة في الوزارة لمتابعة الإصابات والأعداد؟
خضير: يوجد غرفة عمليات في مركز الوزارة، إضافة لغرفة عمليات مركزية في منطقة الظليل، وهم بتواصل مباشر مع قسم الصحة الحيوانية بالإضافة إلى شعبة الاستقصاء الوبائي، حيث يوجد في الوزارة نظام ربط الأمراض الحيوانية إلكترونيا، تمكن الطبيب الميداني بالتبليغ المباشر عن الاشتباه بالإصابات، وعلى إثره تتحرك كوادر الاستقصاء الوبائي.
هل تلزمون المزارع الخاصة بالحصول على اللقاح ؟
خضير: يوجد برنامج تحصين وطني لخمسة أمراض للمواشي الصغيرة (الأغنام والماعز)، ونقوم بالتطعيم ضد 5 أمراض من بينها الحمى القلاعية، حيث وفرت الوزارة مطاعيم بقيمة 4 ملايين دينارا، وما زاد عن تلقيح الأغنام جرى تقديمه لصغار مربي الأبقار ومن يرغب بالحصول على اللقاح، علما أن المزارع الخاصة الكبيرة لديها أطباء بيطريين وبرامج خاصة لحماية أبقارهم، حيث أن المطعوم متوفر في الأسواق، كما أنهم أدرى بأي المطاعيم أفضل فهم بالنهاية مستثمرون، ومع ذلك كانت الوزارة تقوم بتزويد المطعوم لمن يطلب منها أو الإشراف على عملية التطعيم، وهناك جزء من المزارع التي انتشرت فيها الإصابات لم تعط اللقاح لأبقارها.
ماذا عن الجرعة المعززة من اللقاح؟
خضير: بدأنا بإعطاء الجرعة المعززة الثانية من اللقاح، ونحن نعمل لتعزيز المناعة التي تستمر 6 أشهر من تاريخ التحصين ونستخدمها للعترة القديمة، فيما نستخدم لقاح ألماني بخصوص العترة الجديدة.
ونقوم بإجراءات رقابية مشددة من أجل احتواء انتشار المرض ومنع نقل الحيوانات من المناطق الموبوءة إلى المناطق السليمة، إضافة لتوسع الفرق الوبائي في كافة المناطق.
هل هناك تعويض للمزارعين الذين تلفت مواشيهم؟
خضير: بشكل عام نقوم بدراسة تعويض مادي للمزارعين سيكون بشكل مباشر على منتج الحليب، الذي انخفضت نسبة إنتاجه بسبب الإصابة بالفيروس.