أكد عضو غرفة تجارة الأردن ونقيب تجار الألبسة والأقمشة والأحذية سلطان علان لـ حسنى أن الأردن أمامه فرصة اقتصادية واعدة لتعزيز تجارة الترانزيت
أبرز أحداث الوطن العربي والعالم في عام 2024
ليس هناك للأبد بعد أن سقط الأسد.. وليس هناك مستحيل بعد عودة ترامب لسدة الحكم
أسدل عام 2024 ستاره، مسدلا معه عشرات الأكفان على وجوه قياديين في لبنان اغتالتهم "إسرائيل" بقنابلها، وأغلق هذا العام أبوابه بعد أن فتحت أبواب مئات الزنازين في أقبية الأسد على يد المعارضة، وودع هذا العام أيامه بعد أن خطت أقلامه أياما ثقالا على السودانيين الذين ما زالوا في حرب لم تضع بعد أوزارها.
ليس عاما مر ليُنسى، فقد سجلت صفحاته أحداثا لن يطويها التاريخ عبثا، فليس هناك للأبد بعد أن سقط الأسد، وليس هناك مستحيل بعد أن عاد ترامب لمقاليد الحكم مجددا.
سوريا.. عام 2024 فتح مبين لثورة الياسمين
الشهر الأخير من العام، لكنه كان البداية لحقبة جديدة للشعب السوري، ففي الثامن من كانون أول أطلقت المعارضة المسلحة السورية -التي كان مقرها محافظة إدلب- عملية عسكرية واسعة تحت اسم "ردع العدوان"، وما هي إلا أيام عشر، حتى وضعت هذه العملية أوزارها في دمشق، رافعة علم الثورة، بعد أن ترك الأسد ما كان يظن أنه عرينه هاربا إلى روسيا.
لم يشكل سقوط نظام الأسد فرحة مكتملة، فقد خرج المئات من أقبية متعفنة، لا نور فيها ولا حياة، في مشهد سريالي لم يصدق.
خرج المئات من بوابة الزمن بعد أن قضى بعضهم 40 عاما أو أكثر بين الجدران القذرة، فيما قضى كثر نحبهم بينها، وفقد الكثيرون ذاكرتهم بين قضبانها.
اقرأ المزيد.. سقوط الأسد.. سوريون يجوبون البلاد فرحا والمؤسسات تستمر في عملها
ما زالت التخوفات فيما يتعلق بسوريا قائمة، في ظل مرحلة فارقة، فلمن الرئاسة القادمة؟ وهل من حساب لبشار وزبانيته؟ وكيف يجمع السوريون كلمتهم اليوم؟ وهل هناك دول تدفع تجاه الفرقة والفتنة؟ كل تلك الأسئلة ما زالت قائمة، إلا أن ما يجمع عليه السوريون أن ملفا مظلما قد أغلق آملين بحقبة أكثر أمنا وحرية.
لبنان.. عام الحزن والاغتيالات
لم يكن عاما سهلا على الشقيقة لبنان والتي خاض جنوبها حربا ضد آلة القتل الإسرائيلية، قتل فيها 3768 شخصا وجرح ما يزيد على 15 ألفا، فيما كان النصيب الأكبر لقياديين وعناصر من حزب الله الذي أعلن مقتل نحو 500 من عناصره.
قدر البنك الدولي تكلفة الأضرار التي لحقت بالمساكن في لبنان بنحو 2.8 مليار دولار في ظل تدمير أكثر من 99 ألف وحدة سكنية جزئيا أو كليا، خلال عام من القتال المتواصل.
واستباحت الطائرات الإسرائيلية سماء العاصمة بيروت، وخاصة الضاحية الجنوبية، ولم يخل يوم من قصف لعشرات المقار التابعة للحزب، وراح ضحية هذه الغارات الصف الأول والثاني من قيادات الحزب، من أبرزهم فؤاد شكر الذي اغتيل في الثلاثين من تموز، وهاشم صفي الدين في الثالث من تشرين أول، وكانت الضربة الأقوى للحزب باغتيال حسن نصر الله الأمين العام للحزب وذلك يوم الجمعة في السابع والعشرين من أيلول.
وفي أيلول من هذا العام أيضا، انفجرت مئات أجهزة "البيجر" في لبنان في اختراق إسرائيلي نادر من نوعه في السابع عشر والثامن عشر من أيلول، حيث فجر الموساد الإسرائيلي أجهزة بيجر خاصة للتواصل بين عناصر الحزب ما أسفر عن مقتل 42 شخصا وإصابة ما لا يقل عن 3500 آخرين.
لم تكتف "إسرائيل" بكل تلك الغارات، حيث أعلن جيشها اجتياحا بريا للبنان في الأول من تشرين أول، كان الهدف الرئيس منه إخلاء قرى شمال نهر الأولي وصولا إلى نهر الليطاني ليضمن بذلك خلو تلك المنطقة من أي أسلحة لحزب الله.
في الثامن والعشرين من تشرين ثاني دخل وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، لكنه كان وقفا مع خروقات من طائرات الاحتلال لم تنته حتى اليوم.
سياسيا، يرتقب لبنان جلسة لمجلس النواب في التاسع من الشهر الأول من عام 2025 لبحث انتخاب رئيس للجمهورية بعد شغور المقعد الرئاسي لأكثر من عامين بعد استقالة ميشال عون عام 2022.
قمة عربية فشلت في تعامل فعال مع مآس عربية
لم تستطع القمة العربية التي انعقدت في الشهر الخامس من عام 2024 إيجاد حلول لا جذرية ولا حتى سطحية حيال الملفات الساخنة التي يشهدها العالم العربي، فلم تستطع وقف العدوان الإسرائيلي على غزة، أو التخفيف من الوضع الكارثي للسودانيين، أو دعم لبنان في حربه ضد الاحتلال، بل على العكس أتاحت لبشار الأسد مكانا وكلمة، متغاضية عن كل ما تسبب به من أذى وقتل وتدمير لسوريا.
وأوصت القمة بشكل متكرر ولا يرقى للحدث بنشر قوات حماية وحفظ سلام دولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين، والحث بضرورة إنهاء الأزمتين السورية والسودانية.
اليمن سوء تغذية متزايد وغارات إسرائيلية وأمريكية وبريطانية
لم تسلم اليمن خلال عام 2024 من يد "إسرائيل" الغاشمة التي باتت تطال معظم الدول العربية بلا استحياء أو حدود، حيث شنت طائرات الاحتلال غارات جوية استهدفت فيها العديد من المنشآت في صنعاء والحديدة بعد صواريخ أطلقها الحوثيون على تل أبيب خلال شهري تشرين ثاني وكانون أول.
ليست "إسرائيل" فقط، بل شن التحالف الأمريكي البريطاني عدة هجمات على اليمن خلال عام 2024 بدعوى استهداف المواقع العسكرية اليمنية ووضع حد للاستحواذ اليمني على السفن التي تمر في البحر الأحمر.
وفي ظل الاعتداءات المتكررة في اليمن، أشارت تقارير للأمم المتحدة إلى أن نحو نصف الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية أو التقزم، وارتفعت نسبة الناس الذين لا يحصلون على غذاء كاف من 51% إلى 58% منذ مطلع عام 2024.
السودان عام الجوع والنهب والاغتصاب
لم تضع الحرب في السودان أوزارها بعد، إذ تستمر الحرب بين قوات الدعم السريع والجيش الوطني للعام الثاني على التوالي، فكان عام 2024 مليئا بتشريد مئات آلاف السودانيين، وبالجوع الذي يفتك بهم، حيث قدرت الأمم المتحدة ما يقرب من خمسة ملايين شخص يواجهون مستويات الطوارئ من انعدام الأمن الغذائي.
حاصرت قوات الدعم السريع آلاف السودانيين في مطلع أيار الماضي من عام 2024، ولم تمض أيام حتى بدأت تتكشف -عبر فيديوهات مسربة- حالات النهب والاغتصاب التي قامت بها قوات الدعم السريع، بل وثقت "هيومن رايتس ووتش" مئات حالات الاغتصاب، والتي قيل إنها ارتقت لجريمة حرب، حيث كانت النساء تُختطف وتستعبد جنسيا.
"تحملنا الجوع والنهب وانعدام الأمان، لكن الاعتداء على العرض كان الأصعب والأثقل خلال هذه الحرب الطاحنة."
هكذا وصفت سودانيات ألمهن؛ مطالبات المجتمع الدولي بالقيام بدوره الحقيقي ليس لوقف الحرب فقط، بل لحماية حقوقهن التي تتغنى فيها الأمم المتحدة ليل نهار.
إيران تفقد رئيسها في حادثة سقوط طائرة.. وحرب مفتوحة مع تل أبيب
إلى إيران.. التي غير عام 2024 مسارها السياسي والعسكري، حيث فقدت رئيسها في الحادي عشر من أيار فيما قيل إنه حادث تحطم طائرته أثناء عودته من رحلة له من أذربيجان، ليتسلم مسعود بزشكيان الرئاسة خلفه.
عسكريا، خاضت إيران عدة مناوشات عسكرية مع تل أبيب، كان أولها في نيسان حيث أطلقت نحو 300 صاروخ و170 طائرة مُسيرة وأكثر من 120 صاروخا باليستيا، ووصفت إيران هذا الهجوم بأنه رد على استهداف "إسرائيل" القنصلية الإيرانية في دمشق، كما شنت إيران أيضا هجوما آخر على تل أبيب في الأول من تشرين أول بأكثر 250 صاروخا سقط العديد منها في تل أبيب والقدس.
ترامب يفوز مجددا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية
لم يتسلم ترامب مقاليد الحكم بعد، فمن المنتظر أن يتوج فوزه مطلع العام 2025، إلا أن عام 2024 شهد انتخابات فاز فيها ترامب على نظيرته كامالا هاريس.
يحمل ترامب في جعبته مزيدا من الجنون لفترته الرئاسية المقبلة، خاصة وأنه تعرض لمحاولتي اغتيال خلال عام 2024، لكنه لم يهدد مستهدفيه فقط، بل كان أول تصريح له تهديدا ووعيدا للشرق الأوسط بالحرق والتدمير إذا لم يعد الأسرى الإسرائيليون لدى المقاومة في غزة إلى تل أبيب، فيما يعلق محللون نجاح المفاوضات هناك على استلام ترامب كرسيه في البيت الأبيض.
ما بين دموع الفرح في سوريا ودموع القهر والظلم في لبنان والسودان واليمن، ينتهي عام 2024 حاملا رسالة البشرى لكل المظلومين، أنه لا بد للظلم أن ينجلي ولا بد لعدل الله أن يسري في الأرض.