ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة في بلدة جباليا شمال قطاع غزة حيث أسفر قصف منزل لعائلة علوش عن استشهاد 32 شخصا، بينهم أطفال، وذلك
هل تنجح القمة العربية الطارئة بوقف العدوان على غزة؟
تتجه الأنظار يوم السبت القادم إلى العاصمة السعودية الرياض، حيث تعقد قمة عربية طارئة لمناقشة تداعيات العدوان على غزة والذي خلف حتى اليوم أكثر من 10 آلاف شهيد وأكثر من 30 ألف جريح، كما تسبب بدمار واسع في القطاع ونزوح أكثر من مليون غزي من منازلهم.
قمة مرتقبة وسط مطالبات بوقف العدوان على غزة
وتنعقد القمة المرتقبة وسط مطالبات بوقف العدوان فورا وفتح المعابر وإيصال المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع، وتأتي هذه القمة بعد عقد عدد من الاجتماعات على مستوى وزراء الخارجية العرب في الأردن ومصر، إضافة إلى قمة القاهرة للسلام التي جمعت قادة عرب ووزراء خارجية دول أوروبية لكنها لم تسفر عن أي خطوة تسهم في وقف العدوان؛ بسبب تباين الآراء بين العرب والولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية التي ترى أن من حق "إسرائيل" الدفاع عن نفسها متجاهلة المجازر والإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة.
وتجدر الإشارة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن عدوانات عدة على قطاع غزة منذ عام 2008 وحتى معركة طوفان الأقصى 2023، عقد خلالها اجتماعات وقمما فما هي أبرزها وماذا صدر عنها؟
العدوان على غزة 2008–2009/ معركة الفرقان
كان هذا العدوان الأول على القطاع بعد انسحاب الاحتلال منه عام 2005، وكان الهدف منه إنهاء حكم حركة حماس في القطاع، إضافة إلى الوصول للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط والذي كانت قد أسرته كتائب القسام عام 2006.
وفي اليوم الخامس من العدوان على غزة عقد مجلس وزراء الخارجية العرب اجتماعا في العاصمة المصرية القاهرة، وطالبوا فيه مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار يلزم "إسرائيل" بوقف عدوانها على قطاع غزة ورفع الحصار وفتح المعابر وإنهاء سياسة العقاب الجماعي وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وتحقيق التهدئة؛ لكن مجلس الأمن فشل في التوصل إلى إصدار قرار لوقف إطلاق النار وإنهاء الحصار، بسبب استخدام الولايات المتحدة وبريطانيا حق النقض الفيتو.
وبعد نحو أسبوعين من العدوان، دعي لعقد قمة غزة الطارئة على مستوى قادة الدول العربية في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك بعد خلاف عربي حول مشروعية عقدها بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني لها، وبسبب تزامنها مع قمة الكويت الاقتصادية، إذ رأت أطراف عربية أنه لا حاجة لعقد قمة عربية طارئة ويمكن الانتظار حتى عقد قمة الكويت الاقتصادية وإدراج العدوان على القطاع ضمن جدول أعمال القمة، وبالفعل عقدت القمة الاقتصادية في 19 و20 كانون الثاني 2009، ونتج عنها إقرار صندوق لإعادة إعمار غزة، لكن البيان الختامي للقمة خلا من أي تفاصيل حول الصندوق.
العدوان على غزة 2012/ معركة حجارة السجيل
كان الهدف من هذا العدوان تدمير المواقع التي تخزن فيها حركات المقاومة صواريخها، وانطلق العدوان باغتيال الاحتلال لقائد كتائب القسام آن ذاك أحمد الجعبري.
وبعد أربعة أيام من العدوان على غزة عقد مجلس الجامعة العربية اجتماعا غير عادي على مستوى وزراء الخارجية العرب، وخرج المجتمعون ببيان أدانوا فيه العدوان وطالبوا بوقفه.
وفي اليوم الثامن والأخير من العدوان أعلن وزير الخارجية المصري آن ذاك محمد كامل عمرو عن التوصل لتهدئة في قطاع غزة بوساطة نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون، حيث تم إيقاف العدوان في اليوم ذاته.
اقرأ المزيد.. لماذا لا تقطع الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل؟
العدوان على غزة 2014/ معركة العصف المأكول
شن الاحتلال هذا العدوان بهدف تدمير قدرات فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، وذلك على خلفية استهداف المقاومة مواقع عدة في الداخل المحتل ردا على جرائم واعتداءات المستوطنين بحق الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة، والتي كان أبرزها قيام مستوطنين بخطف الطفل الفلسطيني محمد أبو خضير في القدس المحتلة وتعذيبه وحرقه.
وبعد نحو أسبوع على بدء العدوان طرحت مصر مبادرة لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، حيث وافق الاحتلال على المبادرة المصرية، لكن حركة حماس أكدت أنها لم تتسلم أي مبادرات رسمية من أي جهة ما أدى لاستمرار العدوان، وبعد 52 يوما تم وقف إطلاق النار بمبادرة مصرية أخرى.
وعقب توقف العدوان عقد مؤتمر إعمار غزة في القاهرة بحضور 50 دولة ومنظمة دولية، حيث تعهدت الدول المشاركة بتقديم 5.4 مليارات دولار لإعادة إعمار القطاع. وخلال العدوان لم ينجح العرب بعقد أي قمة عربية رغم مطالبات عديدة بذلك.
اقرأ المزيد.. لمن السيادة على معبر رفح وكيف تمنع إسرائيل دخول المساعدات؟
العدوان على غزة 2021/ معركة سيف القدس
جاءت بداية شرارة هذا العدوان بسبب إجبار الاحتلال عدة عائلات فلسطينية على إخلاء منازلها في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة لإسكان مستوطنين مكانها، ما تسبب باشتعال الأوضاع في الضفة المحتلة؛ الأمر الذي أدى لإطلاق المقاومة الفلسطينية في غزة آلاف الصواريخ نحو الداخل المحتل، فرد جيش الاحتلال بشن عدوان على قطاع غزة بهدف تدمير قدرات المقاومة العسكرية.
ورغم مطالبة جهات فلسطينية عدة بعقد قمة عربية لوقف العدوان على غزة إلا أن أي قمة لم تعقد.
اقرأ المزيد.. من هي أقوى وحدة استخبارات تقنية في العالم التي تجاوزتها حماس؟
العدوان الحالي على غزة 2023/ معركة طوفان الأقصى
وبينما يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ 33 على التوالي، تستعد جامعة الدول العربية لعقد قمة عربية طارئة في الرياض في الـ 11 من تشرين الثاني الجاري لبحث سبل وقف العدوان؛ ليبقى التساؤل كبيرا عن الأوراق التي يملكها العرب في سبيل الخروج بخطوات عملية وملموسة على أرض الواقع توقف العدوان الوحشي على غزة؟
اقرأ المزيد.. تعرف على أبرز المعارك التي دارت بين المقاومة والعدو الإسرائيلي