خرجت القوات الإسرائيلية من قطاع غزة عام 2005 بعد إخلائها للمستوطنات وإنهاء وجودها الاستيطاني، لتندلع بعد ذلك أكثر من خمس معارك بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجيش الاحتلال الإسرائيلي أولها معركة الحساب المفتوح في 2008، وقد اختلفت مدد تلك المعارك كما اختلفت التكتيكات العسكرية المستخدمة خلالها. 

معركة الحساب المفتوح على قطاع غزة

تعد هذه المعركة هي الأقصر مدة في المعارك التي دارت بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي؛ حيث لم تتجاوز الـ 5 أيام، إذ بدأت في الـ 27 من شباط لعام 2008 وانتهت في الـ 4 من آذار. 

وانطلقت هذه المعركة قبيل معركة الفرقان التي وقعت في العام ذاته واستمرت لـ 23 يوما، بعد أن أقدم الاحتلال الإسرائيلي على خرق الهدنة واغتيال ستة من كوادر حماس. 

واستخدمت المقاومة خلالها تكتيكات عسكرية بإطلاق صواريخ وصلت إلى عسقلان للمرة الأولى، عدا عن استخدام الكمائن المسلحة، ليقتل خلال المعركة 5 إسرائيليين ويصاب 30 آخرون.

معركة الفرقان 

بدأت معركة الفرقان في الـ 27 من كانون الأول عام 2008 حيث بدأ الاحتلال الإسرائيلي بالعدوان مطلقا على هجومه لقب "الرصاص المصبوب"، ليستمر القتال 23 يوما ولتكون ثاني أطول المعارك التي خاضتها حركة المقاومة الإسلامية مع الاحتلال. 

واستخدمت إسرائيل خلال المعركة أسلحة محرمة دوليا مثل اليورانيوم المنضب والفسفور الأبيض، حيث اتهمت منظمات دولية إسرائيل باستخدام الأسلحة الفسفورية، إضافة إلى إقرار منظمات دولية بارتكاب قادة إسرائيل لجرائم حرب بحق المدنيين الفلسطينيين. 

وأسفر العدوان عن ارتقاء 1500 شهيد ودمار في مرافق حيوية داخل غزة مثل المدارس والجامعات والمستشفيات والمراكز الطبية ومراكز وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، كما فقد الآلاف منازلهم حيث تشرد أكثر من تسعة آلاف شخص. 

وعلى الجانب الآخر تكبد الجانب المحتل 100 قتيل بينهم 48 جنديا، كما أصيب أكثر من 400 من الإسرائيليين. 

وتسببت المقاومة بحالة ذعر لدى المستوطنين، إضافة إلى إلحاق خسائر اقتصادية كبيرة بالاحتلال قدرتها بعض الدراسات بـ 2.5 مليار دولار. 

معركة حجارة السجيل 

استمرت معركة حجارة السجيل لثمانية أيام فقط بالفترة ما بين 14-21 من تشرين الثاني لعام 2012 مخلفة 20 قتيلا إسرائيليا و653 مصابا بضربات المقاومة. 

ونفذت كتائب القسام خلال المعركة أكثر من 1573 هجمة صاروخية على الأراضي المحتلة، بمعدل 200 قذيفة صاروخية يوميا. 

وبدأت القوات الإسرائيلية عدوانها بهدف تدمير المواقع التي تخزن فيها حركات المقاومة عتادها العسكري، حيث كانت البداية بعد اغتيال إسرائيل لأحمد الجعبري، أحد قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام. 

واستشهد خلال العدوان 180 فلسطينيا، بينهم 42 طفلا و11 امرأة، كما جرح نحو 1300 آخرين، في حين قدرت السلطات الإسرائيلية خسائرها من المعركة بنحو مليار دولار. 

معركة العصف المأكول 

معركة العصف المأكول التي اندلعت في الـ 7 من تموز لعام 2014 تعد أطول المعارك التي خاضتها المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي؛ حيث استمرت لمدة 51 يوما قبل أن يعلن عن وقف إطلاق نار مفتوح في الـ 26 من آب بمبادرة مصرية. 

واستطاعت المقاومة الفلسطينية خلال المعركة قتل 70 إسرائيليا منهم 64 عسكريا و6 مدنيين، حيث كان من ضمن الجنود القتلى من يحمل جنسيات أخرى كالأمريكية والبلجيكية والفرنسية، إضافة إلى إصابة 720 آخرين. 

وألحقت المقاومة خسائر مالية فادحة بالجانب الإسرائيلي وصلت إلى 560 مليون دولار في قطاع السياحة و370 مليون دولار في قطاعات أخرى، وفق تقرير صادر عن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان. 

فيما استشهد 1742 مواطنا فلسطينيا بينهم 530 طفلا و302 امرأة، بينما لم يتم التعرف على هوية 64 شهيدا؛ نظرا لإصابة جثامينهم بالحروق والتشوهات نتيجة القصف الإسرائيلي، كما أصيب 8710 من مواطني غزة. 

ودمر القصف الإسرائيلي خلال المعركة التي استهدفت قطاع غزة 62 مسجدا بالكامل، فيما أصاب القصف الإسرائيلي 109 من المساجد بشكل جزئي، كما فقد نحو 100 ألف إنسان منازلهم التي بلغ عددها 13217 منزلا، وأصبحوا بلا مأوى مع انتهاء العدوان الإسرائيلي. 

واعتبر تقرير أممي أن العدوان الإسرائيلي يرقى إلى جرائم حرب بعد أن شنت إسرائيل أكثر من ستة آلاف غارة جوية وأطلقت ما يقارب 50 ألف قذيفة مدفعية. 

معركة سيف القدس 

استمرت معركة سيف القدس بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي 11 يوما فقط، وقد اندلعت في الـ 10 من أيار لعام 2021. 

وقد بدأت المقاومة الفلسطينية بالمعركة بعد استيلاء مستوطنين على منازل مقدسيين في حي الشيخ جراح، لتشهد المعركة نقلة نوعية غير مسبوقة في أساليب المقاومة الفلسطينية التي قصفت حينها مطار رامون الدولي للمرة الأولى باستخدام صاروخ "عياش 250" للمرة الأولى الذي يبعد عن غزة نحو 220 كم. 

وأطلقت المقاومة خلال المعركة أكثر من 4 آلاف صاروخ على مستوطنات ومدن الاحتلال الإسرائيلي، حيث نفذت قصفا مركزا لأهدافها العسكرية وتمكنت من قتل 13 إسرائيليا وإصابة 340 آخرين، لتعيد المعركة الروح للداخل الفلسطيني الذي اشتبك مع العدو بعمليات نوعية أسفرت عن مقتل إسرائيليين. 

فيما ارتقى 250 فلسطينيا وأصيب 5 آلاف آخرون، إضافة إلى تدمير الاحتلال لعدد من الأبراج السكنية في غزة وجزء من شبكة الأنفاق التابعة للمقاومة الفلسطينية.